ظهرت سلسلة جديدة من فيروس كورونا المستجد في الهند قد تربك جهود العلماء في أنحاء العالم الذين يسابقون الزمن من أجل العثور على لقاح مضاد للوباء.
ومنذ ظهوره في أواخر عام 2019، قتل فيروس كورونا المستجد أكثر من 126 ألف إنسان، وأصاب قرابة مليونين آخرين، من بينهم الآلاف في الهند.
وخلصت دراسة مشتركة أجراها علماء من تايوان وأستراليا، إلى أن سلالة الفيروس الموجودة في الهند قد تطورت بسبب حدوث طفرة ما، مما يعني أن تغيير خطط اللقاح بات ضروريا، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورينغ بوست” الصينية الناطقة بالإنجليزية في هونغ كونغ.
وشارك في الدراسة، التي نشرت في موقع متخصص في العلوم البيولوجية، باحثون من جامعة تشانغوا الوطنية في تايوان، وآخرون من جامعة مردوخ الأسترالية.
ووجدت الدراسة تغيرا في الآليات التي يتبعها الفيروس لربط نفسه بالخلايا البشرية، وحدث التغيير تحديدا في ارتفاع كم البروتين الذي يتيح لكورونا الارتباط بالخلايا، ولا سيما في الرئتين.
ويستهدف هذا التحور خلايا تفرز إنزيمات معينة في الرئتين، بما يمثل ثغرة فتحت الباب سابقا أمام إصابة البشر بفيروس سارس، حيث باتوا يعانون بعدها الالتهاب الرئوي الحاد.
ويعرف العلماء عن هذه الخلايا كثيرا، لذلك ركزوا جهودهم على الأجسام الغربية التي تستهدفها، لكن التغيير الهيكلي الجديد وغير المتوقع للفيروس يمكن أن يجعل هذه الجهود عديمة الفائدة.
وكتب المشاركون في الدراسة: “إنها أول إشارة عن طفرة كبيرة في الفيروس، قد تهدد تطوير اللقاحات المنتظرة له”.
ورغم أن السلالة المعنية تم أخذ عينات منها للمرة الأولى من قبل المعهد الوطني للفيروسات في الهند، من مريض في يناير الماضي، فإن تسلسل الجينوم الكامل تم نقله إلى المجتمع الدولي الشهر الماضي فقط.
وقيل إن العينة تعود لطالب هندي كان يدرس في ووهان، مهد فيروس كورونا، لكن سلالة الفيروس الموجودة لديه لا تبدو شبيهة بتلك التي وجدت في المدينة الصينية.