مجلة مال واعمال

سعيد محمد الطاير يلقي كلمة رئيسية في “منتدى الإبتكار المستدام” الذي يعقد على هامش الدورة 24 لمؤتمر الأطراف (4COP 2)

-

ألقى سعادة/ سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، كلمة رئيسية خلال “منتدى الابتكار المستدام” الذي ينظم على هامش الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP 24) المقامة في مدينة كاتوفيتسه في بولندا. وقد شهد المنتدى حضور ميخال كورتيكا، رئيس الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف.

وقد أطلق سعادة/ سعيد محمد الطاير خلال المنتدى، “تقرير الاقتصاد الأخضر العالمي لعام 2018” ، وهو أول إصدار عالمي للمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، بعنوان: الابتكارات الملهمة في مجال الأعمال، والمالية والسياسة. والتقرير هو بعنوان: الابتكارات الملهمة في مجال الأعمال، والتمويل والسياسات، والذي تم اعداده بالتعاون مع جامعة كامبردج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) حيث يركز هذا التقرير بشكل كبير على أهمية الابتكار والاستدامة في تعزيز التحول الأخضر في جميع أنحاء العالم.

ويناقش المنتدى فرص الدفع قدماً باتفاقية باريس 2015 التاريخية من خلال تواجد 600 مشارك من وزراء ومحافظي المدن وممثلي المنظمات الدولية والمستثمرين وموردي القطاع الخاص وموفري الحلول سيتطرقون لأربعة مواضيع رئيسية تشمل الاقتصاد الدائري ، والتحول في قطاع الطاقة ، والتنقل المستدام ، وتمويل مشاريع ومبادرات معالجة تغير المناخ تعزيزاً للاقتصاد الأخضر العالمي.

وقال سعادة/ سعيد محمد الطاير في كلمته: “يطيب لي في مستهل كلمتي أن أعرب عن سعادتي بالمشاركة في هذا المنتدى العالمي، حيث يأتي تواجدنا اليوم معكم من أجل العمل مع بقية دول العالم لحماية كوكب الأرض من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري وإحراز تقدم ملموس لخلق مستقبل أكثر استدامة. ومما لا شك فيه أن ظاهرة التغير المناخي أضحت قضية عالمية وباتت تتطلب اتخاذ إجراءات مشتركة ومنسقة من جميع أنحاء العالم لمعالجتها عبر تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة لتحقيق التوازن بين التنمية والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. وقد اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة باكراً خطوات متقدمة كجزء من مسؤوليتها العالمية في معالجة التغير المناخي، فكانت من أوائل الدول في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التي تهدف الى تحقيق أهداف الاستدامة بما يتوافق مع الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة”.

وأضاف سعادته: “لا يختلف إثنان في عصرنا ان المستقبل يعتمد بشكل كبير على الطاقة الخضراء والاستدامة وتبني الحلول المبتكرة. وتجدر الاشارة في هذا الصدد ان دولة الإمارات العربية المتحدة لديها نصيب وافر من الإنجازات النوعية والتي تحققت بفضل إطلاق وتبني استراتيجيات ومبادرات مختلفة تهدف الى جعل الدولة أفضل بلد في العالم،وذلك وفق مستهدفات مئوية الإمارات 2071. لقد تبنينا في دولة الامارات أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأدرجناها ضمن إطار عملنا من خلال اطلاق الاستراتيجيات وتبني السياسات ذات الصلة.ويمثل العمل على خفض البصمة البيئية الى حد كبير أحد أبرز الاهداف التي نسعى الى انجازها مع الحفاظ على مصادر آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة من الطاقة والمياه. ونحن بذلك نمضي في مسارين متوازيين . المسار الاول يتمثل بخفض الطلب على الطاقة والمياه بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 من خلال تعزيز كفاءة الانتاج وبرامج الترشيد. ويشتمل المسار الثاني على تعزيز الانتاج من خلال تنويع مصادر الطاقة، وزيادة كفاءتها وخفض الفاقد في شبكات الكهرباء والمياه، حيث يمثل هذا أحد أبرز أهداف مبادرة الشبكة الذكية لدينا”.

وتابع سعادته بالقول: “يهدف تنويع مزيج الطاقة إلى توفير 75% من إجمالي طاقة دبي من خلال موارد الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، من خلال استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 والتي تعتمد على خمس ركائز رئيسية وهي : البنية التحتية، البنية التشريعية، التمويل، بناء القدرات والكفاءات، توظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. ولهذا، تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على بناء مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مولد للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، والذي ستصل قدرته الإنتاجية لـ 5000 ميجاوات بحلول العام 2030، باستثمارات تصل إلى 13.6 مليار دولار. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.ولا بد من الاشارة في هذا السياق الى أننا نقوم بهذه الإنجازات عبر تبني أفضل الممارسات العالمية وآخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة، حيث يمثل الابتكار النواة الاساسية التي ترتكز عليها جميع أعمالنا. وقد حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، وللعام الثاني على التوالي، على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء، وبكافة مؤشرات المحور وبعلامات كاملة 100%، بحسب تقـــرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال 2019”.

وأوضح سعادته: “تسعى دبي على الدوام الى استقطاب أفضل المواهب والعقول وتواكب أحدث التقنيات الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي AI) )، والروبوتات ، وإنترنت الأشياء .(IoT)وقد شرعت هيئة كهرباء ومياه دبي بتبني الثورة الرقمية لدعم مبادرة دبي X 10، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدفع مسيرة دبي نحو المستقبل، لتكون بذلك سباقة في الاعتماد على أساليب عمل مبتكرة وتسبق فيها مدن العالم بعشر سنوات.علاوة على ذلك، نسعى جاهدين الى تطوير خدماتنا من خلال اطلاق مبادرة “ديوا الرقمية”- الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي- والتي تقوم على إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية للمساهمة في خلق مستقبل رقمي جديد لامارة دبي ، حيث ستطبق الهيئة نموذجاً رائداً للمؤسسات الخدماتية يستند إلى الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والذكاء الاصطناعيّ والخدمات الرقمية. وأطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المنظمة العالمية للإقتصاد الأخضر، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الخامس من أكتوبر 2016 وذلك خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي لتعزيز الإنتقال الى الإقتصاد الأخضر ونشر مشروعات الاقتصاد الأخضر على المستوى العالمي ودعم الدول والمنظمات الساعية إلى تحقيق استراتيجيتها وخططها الخضراء. إن المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر هي منظمة رائدة في مجالها، حيث تجمع تحت مظلتها منصات تتضمن منصة الدول، ومنصة المدن، ومنصة القطاع الخاص، ومنصة المؤسسات المالية، ومنصة المنظمات الدولية، ومنصة القطاع الأكاديمي والمجتمع المدني، ومنصة الشباب لتحقيق الهدف المشترك في بناء اقتصاد عالمي أخضر. وقد سعت المنظمة منذ انطلاقتها الى تعزيز مفاهيم الابتكار والاستدامة للحفاظ على الموارد البيئية ومعالجة التغير المناخي. ومن هنا أدعو جميع الدول المعنية للانضمام إلى المنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر لنعمل سوية من أجل تنسيق الجهود في هذا الصدد”.

واختتم سعادته بالقول: “يسرني في هذا اليوم أن اقدم لحضراتكم “تقرير الاقتصاد الأخضر العالمي لعام 2018″، وهو أول إصدار عالمي للمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، بعنوان: الابتكارات الملهمة في مجال الأعمال، والتمويل والسياسات، والذي تم اعداده بالتعاون مع جامعة كامبردج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) حيث يركز هذا التقرير بشكل كبير على أهمية الابتكار والاستدامة في تعزيز التحول الأخضر في جميع أنحاء العالم. وفي الختام ، أود أن أعرب عن خالص تمنياتي بنجاح منتدى الابتكار المستدام هذا، ونؤكد من جديد التزامنا بدعم الجهود العالمية لمعالجة القضايا المتعلقة بتغير المناخ وضمان مستقبل مستدام للجميع”.