افتتح سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي الدورة الخامسة والمعرض المصاحب لـ”قمة الابتكار 2017″ الحدث الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة ، والتي تنظمهما شركة شنايدر إلكتريك، الشركة العالمية الرائدة في مجال إدارة الطاقة والأتمتة، في فندق أتلانتس في نخلة جميرا دبي، يومي 11 و12 إبريل 2017. وتسلط القمة الضوء على مدن المستقبل وإنترنت الأشياء ومستقبل قطاع إدارة الطاقة والأتمتة.
وقال سعادة/ سعيد محمد الطاير في كلمته الافتتاحية للقمة: “يسعدني أن أرحب بكم في فعاليات قمة الابتكار 2017 في دورتها الخامسة والتي تنظمها شركة شنايدر إلكتريك. وأودّ بدايةً أن أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذه القمة التي أصبحت منصةً هامةً لتبادل أفضل الممارسات والخبرات والاطلاع على أحدث التطورات في مجال الابتكار “.
أضاف سعادته: ” تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحويل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى واحدةٍ من أكثر الدول ابتكاراً في العالم، وفي إطار دعم مبادرة دبي الذكية التي أطلقها صاحب السمو لجعل دبي المدينة الأسعد والأذكى على وجه الأرض، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي العديد من البرامج والمبادرات والمشاريع الواعدة لتحقيق هذه الغاية. وانطلاقاً من كوننا مؤسسة مبتكرة ترتكز على الاستراتيجية، فقد وضعنا خططاً قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لتمكين إمارة دبي من الوصول إلى حكومة المستقبل وتحقيق رؤيتنا بأن نكون “مؤسسة مستدامة مبتكرة على مستوى عالمي”. ونفتخر بأننا أول هيئة حكومية تتبنى الاستدامة كجزء من رؤيتها، كما أن قيمنا المؤسسية وخططنا الاستراتيجية تخدم الجهود الرامية لتحقيق أهداف الاستدامة طويلة الأجل بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.وقد ساهمت الهيئة بما قدمته من مساعدة ودعم، في تأسيس “المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر”، وهي أول منظمة دولية رائدة عالمياً في مجال الاقتصاد الأخضر، أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في شهر أكتوبر 2016، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.
وأردف سعادته: ” نحن نعمل بجدّ على تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030 و75% بحلول عام 2050، وتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، بما يسهم في أن تصبح دبي الأقل في البصمة الكربونية عالمياً بحلول عام 2050.وتندرج تحت استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، مشروعات ومبادرات أهمها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم بنظام المنتج المستقبل. من المتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية 1000 ميجاوات بحلول عام 2020 و 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم في خفض ما يقارب 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، بما يعزز التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في دبي. وقد افتتح مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات، والتي بدأ تشغيلها الشهر الماضي. وفي إطار المساعي الوطنية لتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، أطلقنا مشروع استراتيجي لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية باستخدام المياه المخزنة في الجبال المجاورة لسد حتا. ومن المقرر إنجاز هذا المشروع خلال 5 سنوات، وهو الأول من نوعه في المنطقة، حيث ستصل طاقته الإنتاجية إلى 250 ميجاوات ويتراوح عمره الافتراضي بين 60-80 سنة.كما تم البدء في إنشاء مبنى رئيسي جديد لهيئة هيئة كهرباء ومياه دبي يحمل اسم “الشراع”، حيث يعد أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومي في العالم يحقق صفر انبعاثات كربونية بعد تركيب الألواح الكهروضوئية. ومن المتوقع أن تحقق مشاريعنا الرئيسية المبتكرة في مجال توليد الكهرباء والمياه لتحسين الكفاءة وفورات تراكمية تصل إلى 60 مليار درهم، كما ستساهم في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 201 مليون طن بحلول عام 2030. وتتبنى الهيئة استراتيجية واضحة لضمان توفير المياه المحلاة بشكل كامل بحلول عام 2030 عن طريق مزيج من الطاقة النظيفة يضم الطاقة المتجددة والحرارة المهدورة”.
وأوضح سعادته:” بدأنا في أعمال تعزيز البنية التحتية للكهرباء والمياه لتكون أذكى من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة لمكونات الشبكة الذكية وتوفير ميزات متقدمة تتضمن عملية اتخاذ القرار آلياً وقابلية التشغيل البيني عبر شبكة الكهرباء والمياه بأكملها. وتعمل الهيئة مع الشركات الناشئة والمسرّعات على إيجاد تقنيات متطورة لترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتركيب شبكات ذكية تتضمن أنظمة توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها. وتشكل الشبكة الذكية مكوناً أساسياً في استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي لتطوير بنية تحتية متقدمة لدعم مساعي دبي لتصبح مدينة ذكية وسعيدة. وتدعم الشبكة الذكية أيضاً استراتيجية إدارة الطلب في إمارة دبي التي تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه بحوالي 30٪ بحلول عام 2030، وتتماشى أيضاً مع خطة دبي 2021، حيث تضم الشبكة الذكية إحدى عشر برنامجاً سيتم الانتهاء منها في مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل بين عامي 2014 إلى 2035. وقامت الهيئة أيضاً بإطلاق مبادرة خاصة لـ“انترنت الأشياء” تعمل على تجميع وتحليل وتبادل المعلومات بشكل آني بين شبكات الإنتاج والنقل والتوزيع، لتعزيز استجابة المتعامل، فضلاً عن دعم البحوث والتطوير في مختلف المجالات. وتضم مبادرتنا شبكات الاستشعار، والاتصال من خلال بروتوكول الإنترنت، وتبادل المعلومات مع مبادرة دبي الذكية، والبيانات الكبيرة والتحليلات، والتطوير الذكي، وإطار عمل التواصل بين الأنظمة المختلفة، وتبادل استخدام المعلومات. وفي هذا السياق، هناك مسارين للعمل في هذه المبادرة، وهما:
*المسار الأول هو البحوث والتطوير، ويبحث في التطورات المستقبلية ويساعد على بناء المعرفة والقدرات.
*المسار الثاني هو التشغيل، ويلتزم بالطرق العملية في نشر وتعميم الحلول في العمليات التشغيلية اليومية داخل الهيئة. وفي هذا السياق، فإن الهيئة تولي أهمية كُبرى للبحوث والتطوير في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية. ومن أبرز مشروعات الهيئة مركز الابتكار في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. ويُعد هذا المركز مصدراً للإلهام في تبني طرق التفكير الابتكاري وتقديم أحدث الابتكارات، كما يُعد أيضاً منصة تعليمية وتثقيفية في مجال الطاقة الشمسية، علاوة على تشجيع الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة. ويضم المجمع مجموعة من مراكز البحوث والتطوير المتخصصة في الطاقة النظيفة، ويُجري من خلالها البحوث وفق أفضل الممارسات العالمية. ونعمل أيضاً على الاستفادة من التقنيات الإحلالية ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة. وتطبق الهيئة أفضل الممارسات العالمية في مجالات البحوث والتطوير لإنتاج ونقل وتوزيع خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى المعايير العالمية، لتعزيز رفاهية المجتمع وسعادته. وتتركز أعمال مركز البحوث والتطوير على المياه وكفاءة استهلاك الطاقة وتكامل الشبكات الذكية، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية المتجددة. ويتألف مركز البحوث والتطوير من كلٍ من وحدة اختبار خارجية ومختبرات داخلية. وتضم وحدة الاختبارات الخارجية الألواح الكهروضوئية (PV)، والطاقة الشمسية المركزة (CSP)، والألواح الكهروضوئية المدمجة في المباني (BIPV)، بالإضافة إلى تقنيات كثيرة أخرى.أما المختبرات الداخلية، وهي قيد الإنشاء، فتشمل مختبرات الفيزياء والبيئة والبصريات، بالإضافة إلى الإلكترونيات واختبارات تخزين الطاقة، ومختبر مبني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للطائرات من دون طيار، والتصنيع للطباعة ثلاثية الأبعاد، وورشة كفاءة استهلاك الطاقة والإلكترونيات والمعدات الميكانيكية، ووحدة تصميم ومحاكاة. كما تتبنى هيئة كهرباء ومياه دبي أيضاً تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بوصفها حل من الحلول المبتكرة في عملياتها الداخلية لاستبدال الأجزاء المكسورة أو المعطلة غير المعدنية في المعدات والأجهزة الكهربائية. وستعمل هذه التقنية على تعزيز الابتكار وتقليص وقت المشتريات، بالإضافة إلى خفض التكلفة وتمديد عمر المعدات. كما نعمل حالياً مع “دبي الذكية” لتنفيذ توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لتطبيق استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية “البلوك تشين”، لتكون دبي أول حكومة في العالم تنفذ جميع التعاملات القابلة للتطبيق من خلال هذه الشبكة المستقبلية بحلول عام 2020″.
أضاف سعادته:” في إطار الجهود التي تبذلها لتعزيز الذكاء الاصطناعي (IA)، قامت الهيئة بإطلاق برنامج محادثة فورية (Chatbot) أطلقت عليه اسم “رماس”، حيث يُعد بمثابة موظف افتراضي. ويخاطب هذا الموظف الافتراضي المتعاملين باللغتين العربية والانجليزية، ويرد على استفساراتهم عن طريق المحادثة الفورية. ونحن أولى المؤسسات الحكومية التي تتبنى هذه التقنية والتي نستعرض فيها الابتكارات التكنولوجية التي ندعمها ونستخدمها. وهذا التطبيق مُتاح أيضاً على منصتي التشغيل آي أو إس (iOS) وأندرويد، علاوة على أنه أيضاً متاح على الموقع الإلكتروني للهيئة، وعلى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالإضافة إلى جهاز أليكسا الذكي التابع لموقع أمازون. وتسعى الهيئة جاهدة إلى تحقيق مستقبل مُستدام لأجيالنا القادمة، حيث قمنا بنشر تقرير الاستدامة طيلة الثلاثة أعوام الماضية وفق أحدث المبادئ التوجيهية للمبادرة العالمية لإعداد تقارير الاستدامة، وانضممنا أيضاً إلى المجموعة الذهبية للمبادرة العالمية لإعداد تقارير الاستدامة في يناير 2017. ونحن من أولى المؤسسات الرائدة على مستوى المنطقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في اكتساب خبرة في مجال معادلة الكربون ويشهد على ذلك تسجيل خمسة مشروعات وفق آلية للتنمية النظيفة المعتمدة من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ (UNFCCC) “.
واختتم سعادته بالقول: ” تعكس جميع مشروعاتنا ومبادراتنا مدى التزامنا في تعزيز مستقبل مستدام يدعم النمو الاقتصادي ويحافظ على البيئة، فضلاً عن دعم رؤية الإمارات 2021 والمبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -رعاه الله -تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مُستدامة” بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة. أشكركم على دعوتكم الكريمة وأتمنى للجميع الاستفادة من هذه القمة الهامة”.
جدير بالذكر أنه من المتوقع أن تستقطب القمة الأكبر من نوعها مشاركة أكثر من 2500 زائر، بما في ذلك أبرز قادة القطاع في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-j8U