لكسر رتابة الطريق الطويل بين المنزل العمّاني والجامعة في المفرق تصطحب سجود الحاج معها كل يوم دفتر رسم وأقلام تلوين أثناء ذهابها وإيابها من وإلى الجامعة، فترسم ما يحلو لها من سحر الطبيعة لتخرج بلوحة فنية غاية في الجمال والروعة.
وفي طريقها ترسم سجود صورا للطبيعة أو وجوه أشخاص استثمارا للوقت وتسلية للنفس ولتكمل به مهمة بدأتها أو صورة طلبت منها.
وكانت أولى اللوحات التي رسمتها سجود رسومات شخصية لزميلاتها بالجامعة؛ حيث لاقت، وقتها، استحسانا كبيرا من قبلهن.
سجود، التي أسست وهي على مقاعد الدراسة شركة حملت اسمها تختص بالرسم، تمكنت من فتح المشروع الخاص بها لصقل موهبتها الكامنة لديها، ومرنت نفسها وتدربت لتصبح رسامة إلى جانب كونها طالبة تدرس تخصص العلوم الحياتية في جامعة آل البيت.
وتبيع سجود اللوحة الفنية لمتذوقي الفن فتبيع اللوحة الشخصية بـ 10 دنانير، فيما تبيع لوحة المناظر الطبيعية
بـ 25 دينارا.
ومن خلال صفحة سجود على “الفيس بوك” تعرف أصدقاؤها ومعارفها على إبداعها بالرسم من خلال صور اللوحات التي رسمتها سجود ليطلبوا منها رسم لوحات لهم.
وتقول سجود إن “فكرة مشروعي اكتشفتها مؤسسة إنجاز من خلال برنامج تأسيس الشركة”، مبينة أنها لم تفكر يوما أن تصبح رسامة فنمت موهبتها بالرسم وأخرجت الطاقات الفنية الموجودة لديها.
وتضيف “مشروع الرسم زاد من ثقتي بنفسي وجعلني أتحمل المسؤولية في عمر صغير وهذا ما أشعرني بالسعادة”، مشيرة إلى أن الرسم لم يأخذها من الدراسة كونها ترسم أثناء وقت الفراغ.
وتبين انه “لا يوجد وقت محدد للرسم فأنا أرسم كل ما توفر لدي وقت لذلك ولم أشعر يوما بملل فمتعة الرسم لا يعرفها إلا من مارسها”، مشيرة إلى انها تسعى بعد تخرجها لفتح مرسم تمارس به هوايتها وعملها.
وتؤمن سجود بضرورة الاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية أثناء الدراسة بدلا من الاعتماد على الأهل فكل شخص بنظرها يملك موهبة لديه لا بد من العمل على تطويرها وتحويلها إلى مهنة تدر، في ظل وجود مؤسسات حاضنة للشباب الذين يملكون الموهبة وحب العمل.
يذكر أن برنامج تأسيس الشركة هو أحد برامج مؤسسة إنجاز بدعم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي عن طريق برنامج تعزيز الإنتاجية، ويهدف لبناء قدرات الشباب في مجالات الريادة والأعمال وتحفيزهم على التشغيل الذاتي، وفتح الأبواب لإيجاد شراكة حقيقية لهم مع القطاع الخاص.