مجلة مال واعمال

«ستاندرد تشارترد»: مقومات العالم الإسلامي تؤذن بعصر اقتصاد ذهبي

-

12

قال كريستوس بابادوبولوس، الرئيس التنفيذي لبنك «ستاندرد تشارترد » في الشرق الأوسط ورئيس الذراع الاسلامي «صادق» للبنك: إن حصة التمويل الإسلامي في بنك ستاندرد تشارترد وصلت إلى 14% حسب بيانات أبريل الماضي، مشيراً إلى أن نمو الأعمال المتوافقة مع الشريعة بالبنك هو ضعف نمو الأنشطة التقليدية في البنك.

وأكّد أن المقومات الاقتصادية والتركيبة السكانية وما يرتبط بها من مستويات طلب على السلع والخدمات في العالم الإسلامي تؤذن بعصر ذهبي للاقتصاد الإسلامي.

وأضاف بابادوبولوس: «المسلمون هم من أسرع التكتلات السكانية نمواً في العالم. ويقدر الخبراء أن تصل أعداد المسلمين حول العالم إلى 2,9 مليار وذلك بحلول العام 2050، حيث يبلغ هذا العدد في الوقت الراهن 1,6 مليار مسلم.

وتبلغ نسبة المسلمين 36% من إجمالي عدد السكان في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، يمثل الشباب فئة كبيرة منهم حيث تمثل الفئة العمرية لمن هم دون ال 25 سنة نسبةً تزيد عن 50% من متوسط عمر السكان.»

وأضاف: «سيترتب على ذلك زيادة في احتياجات العالم من الأغذية الحلال، والبنية التحتية للمدن التي تقطن بها أغلبية من المسلمين، والطائرات المُتجهة صوب مكة المكرمة لنقل الحجاج والمعتمرين، وصناديق الاستثمار، والمؤسسات المالية القادرة على التعامل مع الصناديق المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.»

كما تشهد المطارات أيضاً عمليات توسع هائلة لاستيعاب حركة المرور المتزايدة. وقد أُبرمت العديد من العقود لشراء المزيد من الطائرات بما في ذلك الطائرة العملاقة A380s المقرر استخدامها في الرحلات المتجهة إلى الأراضي المقدسة في مكة.

ومن المعلوم أن موسم الحج وحده يشهد نقل 3 ملايين حاج في كل سنة كما يجري نقل 7 ملايين معتمر على مدار العام إلى مكة المكرمة. ولكي نأخذ فكرة أوضح عن هذا العدد الهائل، فهذا الرقم يزيد بمقدار 13 مرة عن أعداد الجماهير التي حضرت دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لندن عام 2012.

هذا وتُجري المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن عملية توسعة للمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة لتزيد طاقته الإستيعابية لأكثر من 1,6 مليون مُصَلٍّ في الوقت نفسه حيث تبلغ سعته القصوى في الوقت الحالي مليون مصلٍّ. وتأتي هذه التوسعات استجابة للزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج بحلول عام 2025 حيث يُتوقع أن تصل إلى 17 مليون حاج.

التنين الصيني

ولفت إلى أنه ومع شروع الصين بمبادرة «حزام واحد، طريق واحد» وبالتزامن مع اختتام الرئيس «شي جينبينغ» زياراته الأخيرة لكل من باكستان وإندونيسيا ولقاء وزير خارجيته «يانغ جي تشي» بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، باتت الصين العظمى تلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على أهمية الدول الإسلامية على الخارطة العالمية.

ولقد أدركت بعض الدول بالفعل هذه الفرصة وباتت تُعِدُّ العُدَّةَ لهذا العصر الذهبي، إذ يجري إنشاء المزيد من الموانئ في منطقة الشرق الأوسط لاستيعاب حركة الشحن العابر والتجارة المتزايدة بما في ذلك تجارة الأغذية الحلال.

ويشير التقرير الذي أعدته مؤسستا تومسون رويترز ودينار ستاندارد حول الاقتصاد الإسلامي العالمي في العامين 2014-2015 إلى أن صناعة الملابس الإسلامية والأحذية وحدها ستزيد بنسبة 82% مقارنة بعام 2013 لتصل إلى 484 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2019.

خطط

وأضاف أنه ومع نهاية العام 2014 وصلت نسبة المؤسسات المالية العالمية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية إلى 1% تقريباً من إجمالي الأصول في العالم، وهي نسبة لا تتناسب والتركيبة السكانية للمسلمين على مستوى العالم.

ويجري إعداد البنية التحتية المالية بصورة تدريجية لإدراك هذا الأمر؛ إذ تواصل ماليزيا النمو والصدارة في مجال التمويل الإسلامي المحلي في حين قامت دول أخرى – مثل المملكة المتحدة وهونج كونج ولوكسمبورج- بطرح الصكوك للمرة الأولى في العام الماضي وذلك للحد من الارتفاع في منسوب الديون.

ولا يفوتنا هنا تسليط الضوء على دبي كونها المدينة صاحبة الخطط الأكثر طموحاً حيث تسعى إلى الجمع بين كافة هذه العناصر لتصبح عاصمة الاقتصاد الإسلامي. وحول العائق الأكبر الذي يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة لنمو هذا القطاع، قال بابادوبولوس: «لعل العائق الأكبر هو تقاعس المؤسسات عن القيام بالدور المنوط بها والمتمثل في التعريف بكيفية تقديم الخدمات الإسلامية والمساهمة في تطوير تلك القطاعات. ولنأخذ القطاع المصرفي الإسلامي كمثال- فهو قطاع شحيح الكوادر- إذ تتنافس البنوك بشراسة لجذب أفضل الكوادر الموهوبة وتعيينها.

وإذا ما نظرنا إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في هذا القطاع فسنجد أن هناك أقل من 500 مدير تنفيذي يتمتعون بخبرة مصرفية إسلامية عالية المستوى. وهذا لايقتصر على تلك الفئة فحسب، بل يمتد ليشمل المزيد من الكفاءات في مختلف المستويات الوظيفية.