مجلة مال واعمال

ستاندرد آند بورز جلوبال: بنوك دول مجلس التعاون الخليجي ستحافظ على “أداء قوي” خلال عام 2024

-

من المتوقع أن تسجل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي أداء قوياً خلال الفترة المتبقية من عام 2024، مدفوعة بزيادة بنسبة 10.4% في الإقراض خلال النصف الأول من العام، بحسب تقرير.

وتعزو وكالة ستاندرد آند بورز العالمية هذا النمو في القروض، من 6.7% في عام 2023، إلى النشاط القوي في القطاعات غير النفطية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأظهرت أكبر 45 بنكاً في دول مجلس التعاون الخليجي هذا النمو السنوي، مما يعكس ارتفاع النشاط الاقتصادي خارج صناعة النفط.

ويشير التحليل إلى أن هذا النمو المرتفع في الإقراض من شأنه أن يدعم القطاع في إدارة حالة عدم اليقين الاقتصادي المحتملة خلال بقية العام.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تعطي فيه دول مجلس التعاون الخليجي الأولوية لتوسيع قطاعاتها غير النفطية لتنويع الاقتصادات وتقليل الاعتماد على عائدات النفط المتقلبة، مدفوعة بالتحولات العالمية في مجال الطاقة، وتقلب أسعار النفط، والحاجة إلى النمو المستدام.

وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال: “نتوقع أن يساعد الأداء القوي المستدام خلال الفترة المتبقية من العام البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي على تجاوز الاضطرابات المحتملة”.

ويشير التقرير أيضا إلى أنه في حين أدت أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول إلى إبقاء هوامش البنوك مستقرة عند 2.7%، فإن هجرة الودائع من الأدوات غير المدرة للفائدة إلى الحسابات المدرة للفائدة مستمرة.

بلغت نسبة الودائع غير المصرفية 45% من إجمالي الودائع في نهاية عام 2023، بانخفاض عن 48% في العام السابق، واستمرت في الانخفاض.

ورغم ذلك، فقد دعم النمو المطرد في القطاعات غير النفطية مقاييس جودة الأصول، مع الحفاظ على تكلفة المخاطر عند مستوى يتراوح بين 60 و70 نقطة أساس.

وأضاف أن هذه التطورات مكنت البنوك من الحفاظ على ربحية قوية في النصف الأول، مع تعزيز العائد على الأصول إلى 1.74%، من 1.65% في نهاية عام 2023.

ويشير التقرير إلى أن توزيعات الأرباح المتحفظة من شأنها أن تعزز مراكز رأس مال البنوك، مع بلوغ متوسط ​​نسبة الشريحة الأولى، وهي رأس مال البنك الأساسي إلى إجمالي أصوله المرجحة بالمخاطر، 17.1% اعتبارًا من 30 يونيو 2024، مقارنة بـ 17.3% في نهاية عام 2023.

ومع ذلك، أشارت شركة ستاندرد آند بورز جلوبالز إلى أن التحديات لا تزال قائمة في بعض القطاعات.

وحذر التقرير من أن “الأداء الضعيف لقطاع العقارات في قطر والكويت ــ وخاصة بسبب العرض الزائد وضعف الطلب على التوالي ــ قد يشكل مخاطر على قطاعات البنوك في هذين البلدين”.

ومع ذلك، فمن المتوقع أن تساهم الأحكام القوية في الكويت والدور الذي تلعبه الحكومة القطرية في الاقتصاد في دعم المرونة.

وبالنظر إلى المستقبل، يسلط التقرير الضوء على أن خفض أسعار الفائدة المتوقع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بمقدار 150 نقطة أساس بين سبتمبر/أيلول ونهاية عام 2025 قد يؤدي إلى خفض صافي دخل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 12%، استناداً إلى أرقام عام 2023.

ورغم هذا التأثير المحتمل، يشير التقرير إلى أن تدابير ضبط التكاليف قد تخفف من وطأة الصدمة، حيث من المرجح أن توفر تخفيضات أسعار الفائدة راحة للشركات الكبيرة وعملاء التجزئة. وقد يساعد هذا في الحفاظ على جودة الأصول في جميع بنوك المنطقة.

وأضاف أن المخاطر الجيوسياسية، رغم وجودها، لا يتوقع أن تؤدي إلى تعطيل الأنظمة المصرفية في المنطقة.

وتُعتبر الحكومات والبنوك في دول مجلس التعاون الخليجي في وضع جيد لإدارة التداعيات المحتملة، باستثناء السيناريوهات المتطرفة مثل إغلاق طرق التصدير الرئيسية أو التهديدات الكبيرة للأمن المحلي.

ويشير التقرير إلى أن “الزيادة الحادة في حالة عدم اليقين قد تؤدي إلى تدفقات رأسمالية ضارة أو تدفع الحكومات إلى تصفية الأصول الخارجية وتقديم الدعم”، لكنه يسلط الضوء على استعداد الحكومات، وخاصة في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت، للتنقل عبر مثل هذه المخاطر.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من ارتفاع الديون الخارجية في البحرين والمملكة العربية السعودية، فإن المخاطر الإجمالية تظل قابلة للإدارة بفضل الودائع الإقليمية المستقرة وآليات الدعم الحكومي القوية.