عمّان – 14 نيسان (مال وأعمال) –
في خطوة تُعد نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي بالمملكة، بدأت شركة ستارلينك العالمية بتقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الأردن، بعد حصولها على جميع الموافقات والتراخيص من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، لتدخل المملكة عصر الاتصالات الفضائية بتقنية متقدمة تُعزز الشمول الرقمي وتدعم النمو الاقتصادي.
ويرى خبراء في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في البنية التحتية الرقمية، خاصة في ظل التحديات الجغرافية التي تواجهها بعض المناطق الأردنية، والتي لطالما عانت من ضعف التغطية أو انعدامها.
توسيع التغطية الجغرافية وتحقيق الشمول الرقمي
قال المهندس هيثم الرواجبة، ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن، إن إدخال خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يُمكّن من تغطية المناطق النائية والريفية التي لا تصلها شبكات الألياف أو الأبراج الأرضية، ما يضمن شمولية رقمية على امتداد المملكة، ويُسهم في تحسين مرونة الشبكة وتقليل الاعتماد على البنية التقليدية.
وأضاف أن هذه التقنية تُسهم في تمكين الاقتصاد الرقمي من خلال دعم الشركات الناشئة والمبتكرين، عبر توفير بيئة اتصال مستقرة وعالية السرعة، ما يعزز مناخ ريادة الأعمال ويُسهل تبنّي تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية.
دعم القطاعات الحيوية والخدمات الأساسية
وأوضح الرواجبة أن الإنترنت الفضائي سيساهم في تحسين جودة الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، لا سيما في المناطق البعيدة، حيث يمكن ربط المدارس والمراكز الصحية بالخدمات الرقمية، ودعم برامج التعليم عن بُعد والرعاية الصحية الإلكترونية بكفاءة أكبر.
تحسين الجاهزية الوطنية وتقليل المخاطر
من جانبه، أكّد الدكتور محمد العتوم، رئيس قسم علم الحاسوب في الجامعة الأردنية، أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يوفر بديلاً موثوقاً في حالات الطوارئ، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الاتصال يتميز بالمرونة وقلة التأثر بالانقطاعات الأرضية، ما يجعله خيارًا استراتيجيًا في حالات الكوارث الطبيعية أو الظروف الجوية القاسية.
وبيّن العتوم أن التكنولوجيا الجديدة تُقلّص الفجوة الرقمية، وتُوفر بيئة مثالية لتجربة تطبيقات مستقبلية في الذكاء الاصطناعي والزراعة الذكية والنقل الحديث، خاصة في المناطق الصحراوية أو الجبلية.
الأثر الاقتصادي والتنموي
بدوره، أكد المهندس زيد القاضي، مدير شؤون المرخصين والمستفيدين في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، أن إطلاق خدمات “ستارلينك” سيدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تحسين الاتصال في المناطق الريفية وجذب الاستثمارات إلى قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية.
وأضاف أن هذه التقنية تساعد الأردن في التغلب على التحديات الجغرافية التي لطالما شكّلت عائقاً أمام نشر شبكات الإنترنت التقليدية، حيث توفر “ستارلينك” بفضل تقنيتها المتقدمة، اتصالاً عالي الجودة يتجاوز التضاريس الوعرة.
ختامًا: خطوة على طريق التحديث الاقتصادي
ويتفق المعنيون على أن دخول خدمات الإنترنت الفضائي إلى السوق الأردني ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي، ويُسهم في بناء اقتصاد رقمي أكثر شمولًا واستدامة، ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة.
