كانت بداية غير موفقة للدولار الكندي بافتتاح التعاملات الأمريكية الخميس بعد إظهار بيانات التوظيف الكندية حالة متردية لأوضاع سوق العمل في كندا، ما أدى إلى تراجع في مستويات الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي.
وتراجع نمو الأجور في كندا إلى أدنى المستويات منذ التسعينيات من القرن العشرين الجمعة بعد الهبوط إلى 0.7%، ما يشير إلى توقف مسيرة الاتجاه الصاعد التي بدأها سوق العمل الكندي في إبريل الماضي.
وتراجع مؤشر التغير في معدل التوظيف الكندي إلى 2.3 ألف وظيفة الشهر الماضي مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا إلى 19.4 ألف وظيفة وأدنى بكثير من التوقعات التي أشارت إلى 2.00 ألف وظيفة.
رغم ذلك، تراجع معدل البطالة الكندية إلى 6.5% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 6.7% والتوقعات التي أشارت إلى نفس الرقم في وقت سابق.
وحقق قطاع التوظيف الكندي صعودا حادا على مدار الأشهر الستة الماضية مع وصول عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الكندي إلى سوق العمل إلى 277 ألف وظيفة خلال الأشهر التسعة الفائتة، ما يشير إلى أفضل أداء على الإطلاق لهذا القطاع منذ 2012.
وعلى الجانب الإيجابي، ارتفع عدد ساعات العمل بواقع 1.1% في 12 شهرا، لكن يبقى لغز نمو الأجور محيرا للغاية في ضوء التحسن في معدل التوظيف وعدد ساعات العمل.
وأعرب مسؤولو السياسة النقدية في بنك كندا عن مخاوفهم حيال التحسن الواضح في البيانات في الفترة الأخيرة، ما يجعل تقارير التوظيف الصادرة الجمعة من العوامل التي تؤيد مخاوفهم حيال مستقبليات الاقتصاد.
وبلغ متوسط نمو الأجور في كندا 2.7% في السنوات العشرة الأخيرة، لكن المعضلة هي تراجع هذا المستوى إلى حوالي 0.2% في بعض المناطق، أبرزها أونتاريو التي شهدت زيادة في الأجور في إبريل الماضي إلى نفس المستوى، 0.2%.
ضربة مزودجة
حقق الدولار الكندي ارتفاعا للمرة الأولى بعد عشرة أيام من الهبوط المتواصل معتمدا على ضعف الدولار الأمريكي والتحسن في أسعار النفط العالمية عقب إعلان السعودية موافقة روسيا من حيث المبدأ على تمديد اتفاق خفض النفط إلى ما بعد يونيو المقبل.
وتراجع زوج الدولار/ كندي للمرة الأولى 11 يوما إلى مستوى 1.3648 مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 1.3747، ما يشير إلى خسائر تقدر بمئة نقطة.
وتمكن الزوج من الارتفاع إلى أعلى المستويات على مدار اليوم إلى 1.3793 بعد ظهور بيانات التوظيف الأمريكية التي أشارت إلى تجسن فاق التوقعات لمعدل التوظيف في سوق العمل.
لكنه سرعان ما تراجع إلى أدنى المستويات بعد ظهور نتيجة نمو الأجور التي أشارت إلى استمرار تباطؤ في زيادة الرواتب الأمريكية.
وأدى ارتفاع النفط بواقع دولار للبرميل على الأقل مدفوعا بتصريحات سعودية عن تمديد اتفاقات خفض إنتاج النفط إلى ارتفاع الدولار الكندي، ليصل زوج الدولار/ كندي إلى أدنى المستويات على مدار اليوم عند 1.3641.
وأنهى النفط تعاملات الجمعة في الاتجاه الصاعد مدفوعا بالتأكيد من قبل السلطات السعودية المعنية بشؤون النفط على أن روسيا تتفق مع أوبك في ضرورة تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد يونيو المقبل.
وختمت العقود الآجلة للنفط الأمريكي تعاملاتها اليومية على صعود إلى مستوى46.47 دولار للبرميل بعد إضافة حوالي دولار لسعر البرميل مقارنة بإغلاق الخميس في الاتجاه الهابط عند 45.45 دولار للبرميل.
وحققت عقود خام برنت ارتفاعا إلى 49.50 دولار للبرميل مقارمة بالإغلاق السابق عند مستوى 48.27 دولار للبرميل.
وسادت حالة من التفاؤل سوق النفط عقب إعلان السعودية اتفاق روسيا على ضرورة تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج بعد أيام شكل فيها الحديث عن تمديد الاتفاق أحد أهم العوامل الرئيسية المسببة لهبوط عقود النفط.
وكانت التصريحات بخصوص تمديد العمل بالاتفاق إلى ما بعد يونيو المقبل يلقي ظلالا سلبية على الأسعار العالمية للنفط، إذ أثار شكوكا حول فاعلية جهود أوبك في خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار.
ويتوقع أن يشهد الدولار الكندي المزيدمن الارتفاع حال استمرار التحسن الحالي في أسعار النفط العالمية وإظهار الدولار الأمريكي المزيدمن الهبوط بافتتاح تعاملات الأسبوع المقبل.