مجلة مال واعمال

“ساندي” يرعب المستثمرين ويدفع للبحث عن ملاذات آمنة

-

تسبب إعصار “ساندي” الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة بحالة من الرعب للمستثمرين في مختلف الأسواق العالمية، ودفعهم إلى البحث عن الملاذات الآمنة، والابتعاد عن الاستثمارات ذات المخاطر العالية، لحين اتضاح نتائج الإعصار، وانعكاساته على الاقتصاد الأمريكي الذي يمثل ثلث الاقتصاد العالمي.

 وساهمت حالة الضبابية وعدم اليقين تجاه نتائج الشركات الأمريكية، والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وأزمة منطقة اليورو في تأزيم أكبر بالأسواق العالمية.
 وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” الصادرة في لندن إن التداولات كانت “أقل من المعتاد” في غالبية الأسواق الكبرى بالعالم، مع دخول الإعصار ساندي إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة، وهو ما تسبب في هبوط مؤشر فوتسي العالمي، الذي يقيس حركة المؤشرات الرئيسية للأسواق في العالم، وذلك بنسبة 0.3%، كما هبط مؤشر “آسيا والباسفيك” بنسبة 0.2%.
وفيما سجلت أسواق الأسهم العالمية انخفاضات متفاوتة، فقد ارتفع الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى بنسبة 0.1%، فيما جذبت السندات الحكومية الألمانية لأجل عشرة سنوات المستثمرين بصورة لافتة، ما أدى إلى انخفاض العائد عليها بخمس نقاط أساس إلى 1.49%، وهي السندات التي يعتبرها المستثمرون بمثابة الملاذ التقليدي الآمن.
ومع وصول الإعصار ساندي إلى سواحل الولايات المتحدة ألغت السلطات الأمريكية التداولات في أسواق الأسهم والسلع والسندات يوم الاثنين، كما تواصل إغلاق وول ستريت الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي بسبب الإعصار.
ويأتي الإعصار ساندي بعد أسبوع فقط على انخفاضات مختلفة شهدتها الأسواق الأمريكية متأثرة بنتائج الشركات التي جاءت ضعيفة، وخاصة “مايكروسوفت” التي هبطت أرباحها إلى ما دون التوقعات بنسبة 24%.
وكان مؤشر “فوتسي العالمي” قد هبط بنسبة 3.1% على مدار الأيام السبعة السابقة من التداولات، إلا أن الهبوط تواصل الاثنين مع وصول الإعصار في مطلع الأسبوع الأمريكي الجديد، في الوقت الذي يجد فيه المستثمرون أنفسهم مضطرون لتقييم الآثار الاقتصادية للإعصار.
وتقول “فايننشال تايمز” إن الإعصار “ساندي” يتسبب بالهبوط في الأسواق على الرغم من الإشارات الإيجابية التي خرجت مؤخراً من الاقتصاد الأمريكي، حيث تم الجمعة الماضية إعلان الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، والذي سجل نمواً في الربع الثالث من العام بنسبة 2%، وهي نسبة أعلى من التوقعات السابقة التي كانت تتحدث عن 1.8% فقط.
كما أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية ارتفاعاً في انفاق المستهلكين خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي بنسبة 0.8%، وهي نسبة أيضاً تجاوزت التوقعات.