بنفس طريقة تفكير العديد من خريجي الجامعات الأردنية، يحلم العشريني محمد الشطناوي وزميله عبد السلام الشجراوي، أن يؤسسا لعملهما الخاص وتحويله الى مشروع إنتاجي ناجح يساعدهما على بناء حياتهما الاجتماعية والاقتصادية، وسط ظروف اقتصادية صعبة تحيط بهما، في بلد تقول فيه الأرقام الرسمية إن نسبة البطالة تقدر بحوالي 12 %، فيما تشير أرقام غير رسمية إلى أنها تصل الى 30 %.
ويقول الشطناوي -الذي يحمل وزميله شهادة هندسة الاتصالات والبرمجيات- إنهما ابتكرا فكرة لمشروع يقوم على “استخلاص الفضة من المخلفات الطبية” بطريق كيميائية، وهما يعملان بجد منذ ذلك الوقت على تطوير هذه الفكرة التي تساعد على التعامل مع مخلفات هذا المعدن الثمين، والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه، وإفادة ثلاث شرائح من المستخدمين من خدماتها: مثل المستهلكين العاديين، المصنعين، وأصحاب مشاغل الفضة، ورجال الأعمال، متأملا أن تلقى الفكرة دعما ماديا ومعنويا يساعدها على الخروج الى السوق بشكل إنتاجي واسع.
وتتقاطع أحلام الشطناوي وزميله مع أحلام ثلاثة طلبة جامعيين هم: زيد بيادرة، سماح الجراح، وسحر العليمي، الذين تخرجوا العام الماضي في تخصص التسويق، وهم يعملون على تطوير فكرة مشروع أطلقوا عليه اسم “Laf Lef” ويقوم على فكرة تقديم خدمات الإعلان بطريقة مبتكرة جديدة؛ حيث يجمع فريق هذا المشروع على أهمية دعم أفكار ومشاريع الشباب بعد التخرج، وخصوصا اذا ما كانت هذه الأفكار مميزة ويمكن أن تجد لها سوقا واعدة.
وأحلام كل من الشطناوي وزميله، وفريق عمل “Laf Lef” قد تتحقق في المستقبل وتدر دخلا على المؤسسين وتحسن واقعهم الاقتصادي، فضلا عن إمكانية مساهمة هذه المشاريع في توظيف أعداد أخرى من الشباب الجامعي وغير الجامعي ممن يبحثون عن فرص عمل، وهو ما يؤكده الشباب القائمون على هذين المشروعين المشاركين في مبادرة “زين المبادرة” لدعم الأفكار والمشاريع الابداعية، والتي أطلقت في الربع الأخير من العام الماضي وتهدف خطوطها العامة الى دعم وتأهيل مشاريع ريادية للشباب من الفئة العمرية (من 18 الى 28 سنة).
ولقد اقترب كلا المشروعين من فرصة الحصول على دعم مادي وإرشادي ضمن مبادرة “زين المبادرة”، وذلك من بين 8 مشاريع جرى فرزها واختيارها قبل أسبوعين من بين 31 شابا وفريقا ترشحوا للمرحلة النهائية من المبادرة، التي استقبلت منذ الإعلان عنها قرابة 150 طلبا لشباب يحملون أفكارا لمشاريع ريادية مفي ختلف القطاعات الاقتصادية؛ حيث ستقوم شركة “زين” بالإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز ودعم المبادرة يوم السبت المقبل.
وتحدّث الرئيس التنفيذي لشركة “زين الأردن” أحمد الهناندة لـ”الغد” عن المبادرة، وقال: “إنها تأتي لتحقيق جملة من الأهداف أولها: مساعدة الشباب الريادي على تحويل أفكارهم الريادية الى مشاريع إنتاجية، والمساهمة في محاربة البطالة، ودعم قطاع الاتصالات مستقبلا بدعم الأفكار التي تدور في قطاع الإنترنت والإعلام الرقمي، فضلا عن تدعيم ثقافة وفكر الابتكار والإبداع لدى موظفينا لدى مشاركتهم في تقديم المشورة والمساندة للمشاريع الريادي”، مؤكدا أن المشاريع الريادية اليوم تسهم في نسبة كبيرة من اقتصادات الدول.
وأكد الهناندة أن هذه المبادرة هي باكورة أعمال لقسم مسؤولية ريادة الأعمال (CER) -الذي أسسته الشركة العام الماضي- ليشرف على برامج المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بدعم الرياديين، مشيرا الى أن الشركة مستمرة في توسيع نطاق دعمها -المادي والمعنوي والإرشادي- للمشاريع الريادية، وذلك من خلال مبادرات وبرامج تعمل عليها حاليا سيجري الإعلان عنها بالتتابع خلال المرحلة المقبلة.
وأشار الى أهمية وتميز العديد من الأفكار التي تقدمت لـ”زين المبادرة”، وخصوصا أن جزءاً منها جاء من المحافظات، مشيرا الى أن هذه المبادرة وغيرها مما سيعلن لاحقا ستكمل جهود الشركة منذ سنوات في دعم واحتضان رياديي الأعمال، الذي قال إن دعمهم وتحويل مشاريعهم الى مشاريع اقتصادية إنتاجية هو “مساهمة فعالة وحل مثالي لما يواجهه الاقتصاد من مشاكل بطالة وفقر وغيرها من المعضلات الاقتصادية”.