وقال سعود البواردي الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في زين السعودية، إن الخطة التفصيلية للانطلاقة الجديدة لشركة زين تستند على المرونة المالية وفرص الاستثمار اللتين ستوفرهما عملية إعادة هيكلة رأس المال، التي ستشهد إطفاء معظم خسائر الشركة المتراكمة، وخفض مستويات الدين إلى أقصى حد ممكن، وتخفيف أعباء تكاليف خدمة الدين التي انعكست آثارها على الأداء المالي لـ”زين” السعودية خلال السنوات الماضية.
وأضاف في تصريحاته التي نشرتها صحيفة “الشرق الاوسط” أن تلك الخطة ستوفر مبلغاً نقدياً يزيد على 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار)، للاستثمار في تحسينات الشبكة وتطوير أعمالها وخدماتها، مشيراً إلى أن إعادة هيكلة رأس المال تعتبر من الخطوات الجيدة للشركة وعملائها.
وقالت الشركة إنه بموافقة الجمعية العامة غير العادية، سيتم خفض رأس مال زين السعودية فورا من 14 مليار ريال إلى 4.801 مليار ريال، مؤكدة أنه لن يكون لهذا الخفض لرأس المال أي أثر سلبي على رساميل الشركة في السوق، وسيكون الأثر الرئيسي هو انخفاض عدد الأسهم مقابل ارتفاع قيمة السهم.
وأشارت “زين” السعودية إلى أنه بالنسبة للمساهم الفرد، فإن خفض رأس المال لن يؤثر على القيمة الإجمالية لأسهمه في “زين”، حيث إنه بعد خفض رأس المال سيمتلك المساهم عددا أقل من أسهم “زين”، ولكن بسعر أعلى للسهم، لتبقى قيمة الأسهم التي يملكها ثابتة، لها جميعا، مؤكدة على أن التغيير هو تغيير فني فقط، ولكنه في غاية الأهمية بالنسبة لـ “زين” السعودية لأنه يمكنها من شطب معظم خسائرها المتراكمة في قائمة المركز المالي لديها.
وأضافت أنه سيعقب موافقة الجمعية العامة غير العادية بعد نحو أسبوع طرح أسهم حقوق الأولوية لـ “زين” السعودية لزيادة رأس مالها بمقدار 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) خلال فترة الاكتتاب، مشيرة إلى أن معظم طروحات حقوق الأولوية في السعودية كانت بسعر 10 ريالات (2.6 دولار) للسهم، وبالتالي لن يكون مفاجئا بالنسبة للسوق إذا ما قررت الجمعية العامة غير العادية لمساهمي الشركة التصويت لصالح طرح أسهم حقوق الأولوية بسعر 10 ريالات (2.6 دولار) للسهم.
وأوضحت أنه بالنسبة للمساهمين، فإن قرارهم في ما إذا أرادوا الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية المستحقة لهم أو حتى الاكتتاب بأكثر منها، سيعتمد بالدرجة الأولى على أداء سعر سهم الشركة خلال فترة الاكتتاب.
من جهتها، قالت شركة السعودي الفرنسي كابيتال إنه يتعين على المستثمرين أن يأخذوا في اعتبارهم كذلك الأداء المالي والتشغيلي للشركة، حيث إنه قد بدا من الواضح أن “زين” السعودية جادة في اتخاذ خطوات عملية لمعالجة وضع ديونها، وتقوية فريق الإدارة العليا لديها، والتركيز على استراتيجية واضحة وفعالة، ولا يوجد أمام “زين” السعودية أي أعذار في تراجع أداء الشركة، مؤكدة أن إدارة الشركة تدرك ذلك وتركز على المهام المستقبلية الملقاة على عاتقها من دون أن تتحمل أعباء وتكاليف المديونية الضخمة الملقاة على كاهل الشركة.
وتابعت أنه يمكن للمساهمين كذلك الاقتداء بخطوة مجموعة “زين” والاكتتاب بعدد أكبر من أسهم حقوق الأولوية المستحقة لهم، حيث إنه في حال لم يشارك بعض المستثمرين، فسيتم توزيع الأسهم التي يستحقونها والتي لم يكتتبوا بها على المساهمين الذين اكتتبوا بأكثر من الأسهم التي يستحقونها.
وقالت الشركة في المؤتمر الذي حضره مدير الاكتتاب والمستشار المالي بشركة السعودي الفرنسي، إن عمليات الخفض تأتي بالتزامن مع زيادة رأس مالها من 4.8 مليار ريال إلى 10.8 مليار ريال، أي بمقدار 6 مليارات ريال تكون منقسمة على جزأين: الأول نقدي يقدر بـ3.5 مليار ريال و2.5 مليار ريال تتحول من ديون إلى أسهم، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن طرحها سيحدد خلال الفترة المقبلة.
وشددت الشركة على أن التفاوض مع البنوك الدائنة يأتي من أجل إعادة تمويل المرابحة والذي يقدر بـ9.7 مليار ريال، بينما أوضحت أنه تمت الموافقة المبدئية على إعادة التمويل بشروط أفضل من قروض المرابحة الحالية.
وكشفت الشركة عن أن القيمة السوقية تبلغ 13 مليار ريال (3.4 مليار دولار) بحسب تقييم الأسبوع الماضي، لافتة في الوقت ذاته إلى أن التركيز في خطط الشركة المستقبلية يأتي بالاستثمار في التوسعة والنمو بشبكتها.
وذكرت الشركة أن قيمة الخسائر المتراكمة عليها بلغت 9.5 مليار ريال كما تهدف
“زين” إلى خفض نسب الديون إلى 2.5 مليار ريال، وتوقعت أن يتجاوز سعر السهم بعد تخفيض رأس المال النسب المطلوبة من قبل الجهات الرسمية، مشيرة إلى أن ذلك سيساعدها على رفع رأس المال.