اتضحت معالم تنفيذ “رؤية السعودية 2030” خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، واهتمامه الواضح والاستثنائي بشركات التكنولوجيا الكبرى التي يبدو أنها ستتدفق على المملكة للاستثمار فيها والاستفادة من سوقها الذي يُعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
وهبط الأمير محمد على سان فرانسيسكو، وهي معقل شركات التكنولوجيا العا%T9مية الكبرى، مجرياً العديد من اللقاءات هناك، وذلك بعد أيام قليلة على دخول صندوق الاستثمارات السعودي السيادي في شراكة مع شركة “أوبر” العالمية المتخصصة بمجال النقل والتي تقوم على استخدام تطبيق هاتفي محمل حالياً على ملايين الهواتف النقالة الذكية في العالم، وهو ما يؤكد أن المملكة تسير نحو الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة التي تسجل نمواً صاروخياً منذ سنوات، والتي يتضح أن الأمير محمد يرى فيها مستقبلاً مهماً ويريد للمملكة أن تحتل مكاناً في ذلك المستقبل.
وخصص الأمير محمد محطته الثانية في زيارته الى الولايات المتحدة لزيارة “وادي السيلكون” في سان فرانسيسكو، حيث توجد أغلب شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة، فيما قالت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أن الأمير سيعقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع المديرين التنفيذيين لهذه الشركات قبل أن يحل ضيفاً على “وول ستريت” في نيويورك ليشرح ل5D9مستثمرين هناك بنفسه “رؤية السعودية 2030″، والخطط الاقتصادية المستقبلية للمملكة.
وأضافت “بلومبيرغ” في التقرير الذي اطلعت عليه “العربية نت” أن “الأمير محمد يريد أن يناقش في “وادي السيليكون” مع كبرى شركات التكنولوجيا كيف يمكن للسعودية أن تستفيد من الابتكارات التي ولدت في ولاية كاليفورنيا، كما يريد أن يشرح للمستثمرين في نيويورك الفرص المتاحة في المملكة، بما في ذلك فرصة الاكتتاب في شركة أرامكو”.
وتقول وكالة “بلومبيرغ” الأميركية إن الأمير محمد بن سلمان يقود حالياً أكبر عملية تغيير اقتصادي تشهدها المملكة العربية السعودية، وهو التغيير الذي سيؤدي بالبلاد إلى تنويع اقتصادي يُنهي الاعتماد على النفط، ويُدر عوائد إضافية غير نفطية على المملكة تصل قيمتها الى 100 مليار دولار بحلول العام 2020.
وتلفت الوكالة الأميركية إلى أن الأمير محمد بن سلمان انشغ5D9 طوال أسبوع كامل قضاه في العاصمة الأميركية واشنطن بإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الاقتصاديين في الولايات المتحدة، بمن فيهم وزير الخزانة جاكوب لو، ووزير التجارة بيني بريتزكر، وذلك قبل أن يلتقي الرئيس باراك أوباما الذي بحث معه القضايا السياسية، والملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الصحافيين في واشنطن أن اللقاءا5D8 التي أجراها الأمير محمد كانت إيجابية جداً جداً، مضيفاً: “كانت اللقاءات تهدف الى تغيير الرؤى والأفكار بشأن قضايا الساعة والتحديات التي تواجه البلدين في المنطقة والعالم”.
ولفت الوزير السعودي إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم الأمير محمد أبدوا سعادتهم ودعمهم للخطط الاقتصادية الجديدة في المملكة، وأبدوا تطلعهم للعمل مع السعودية من أجل تنفيذ هذه الخطط.
يشار إلى أن المملكة أعلنت في شهر أبريل الماضي خطة “رؤية السعودية 2030″، وهي الخطة التي تهدف الى تنويع الاقتصاد الوطني والتخلي عن الاعتماد على النفط استعداداً لمرحلة ما بعد النفط ولتقليل حجم التأثر بالتقلبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية.