وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت عند 51.91 دولار للبرميل مرتفعة عشرة سنتات مقارنة مع إغلاقه السابق.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثلاثة سنتات إلى 50.21 دولار للبرميل.
ويقول المتعاملون إن أسواق النفط تعرضت لضغوط بعد أن أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول عن زيادة إنتاجها.
وقال جيفري هالي من أواندا للسمسرة «الخام استجاب بشكل متوقع مع هبوط كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط».قالت أوبك أمس الاول إن إنتاجها من الخام قفز في سبتمبر إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات على الأقل إلى 33.39 مليون برميل يومياً. ورفعت المنظمة توقعاتها للإمدادات من خارجها في 2017، ما يشير إلى فائض أكبر العام القادم على الرغم من قرار المنظمة بخفض الإنتاج.
وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات الولايات المتحدة من الخام ارتفعت بواقع 2.7 مليون برميل إلى 470.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من أكتوبر. وهذه هي المرة الأولى التي تزيد فيها المخزونات بعد تراجعها على مدار خمسة أسابيع متتالية.
من جهة ثانية قالت بعض كبرى شركات تجارة النفط في العالم هذا الأسبوع، إن من المستبعد أن يؤدي اتفاق منظمة أوبك على تقليص إنتاجها إلى خفض كبير في الإمدادات وهو ما يعني أن من غير المرجح أن تستعيد السوق توازنها قبل فترة من بداية 2017.
وقال توربيورن تورنكويست الرئيس التنفيذي لشركة جنفور خلال قمة رويترز لقطاع السلع الأولية، من الواضح أنهم وضعوا أرضية للسوق.
«لكن لا أعتقد أنهم يستطيعون إجراء أي خفض كبير. هناك عوامل كثيرة غامضة. تستطيع تلك الدولتان محو أي اتفاق تم التوصل إليه».
وأضاف: «أن أي اتفاق بشأن الإنتاج لن يؤثر في الإمدادات الفعلية حتى العام القادم؛ لأن اجتماع أوبك في فيينا في 30 نوفمبر سيأتي في وقت متأخر بما لا يسمح بتعديل مواعيد تحميل الشحنات قبل 2017.
وتابع من الناحية الواقعية لن يستطيعوا فعل أي شيء حتى يناير/ كانون الثاني. سيكون لدينا الكثير من النفط في السوق حتى ذلك الحين. سقف توقعاتي لصعود مستدام في أسعار النفط ليس مرتفعاً وبالتأكيد ليس في المدى المتوسط».
وقال ماركو دوناند الرئيس التنفيذي لشركة ميركوري، إن الأسعار قد تهبط إلى 40 دولاراً أو ما يزيد قليلاً إذا أخفقت أوبك في إبرام اتفاق خلال اجتماع نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنها قد ترتفع إلى نطاق أواخر الخمسين دولاراً وأكثر إذا حجبت أوبك نحو مليون برميل يومياً عن السوق.
وأضاف دوناند في القمة، «يريد السعوديون استعادة السيطرة على السوق. لكن مدى قدرتهم على إقناع أوبك والمنتجين الآخرين بإدارة المخزونات والسعر مازال سؤالاً كبيراً».
فاصيل مقنعة
من جانب آخر أبدى رئيس جلينكور أليكس بيرد شكوكه أيضاً في أن يحدث اتفاق أوبك تغييراً. وقال: «نريد أن نرى اتفاقاً حقيقياً في نوفمبر/ تشرين الثاني لا الحديث عن فكرة التوصل إلى اتفاق».
«إنتاج ليبيا يرتفع بلا ريب في الوقت الحاضر، ومن المؤكد أن نيجيريا فوق مستوياتها المتدنية أيضاً. لذا أظن بالنسبة لاجتماع أوبك أنه مازال أمامهم عمل متبقٍّ لوضع تفاصيل مقنعة للسوق».
وقال تورنكويست، إن من المستبعد أن تستعيد سوق النفط توازنها قبل منتصف 2017 أو النصف الثاني منه وهو إطار زمني مماثل لتوقعات رئيس فيتول.
وقال إيان تيلور الرئيس التنفيذي لفيتول، إن أسعار النفط ربما تبلغ أواخر نطاق الخمسين دولاراً إلى أوائل الستين دولاراً إذا خفضت أوبك والمنتجون الآخرون الإمدادات بواقع مليون برميل يومياً.
وقال: «لكن هل يستطيعون حقيقة فعل ذلك؟ إنه سؤال صعب».
وقال محمد بساتني الرئيس التنفيذي لشركة «بي.بي إنرجي» في القمة، إنه لا يتوقع صعوداً سريعاً أو إعادة توازن مبكرة بين العرض والطلب.
وتابع، «أعتقد أن السوق ستجد قاعاً بين 45 و50 دولاراً.
«ربما ترتفع أكثر لكنها تحتاج وقتاً لاستعادة التوازن.. لا أتوقع استعادة التوازن حتى النصف الثاني من 2017».
وقال بيير أندورا مدير الأصول الذي يدير صندوقه للطاقة أصولاً بنحو 1.36 مليار دولار، إنه يعتقد أن الإمدادات من خارج أوبك في طريقها للتراجع سريعاً، بينما يبدو الطلب قوياً، ولذا فإن اتفاق أوبك سيسهم في تسريع أي تعافٍ في أسعار النفط. (رويترز)
200 مليون دولار استثمارات ل«توتال» في مصر
قال مجلس الوزراء المصري أمس، إن مسؤولي توتال الفرنسية للنفط والغاز أكدوا خلال مقابلة مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل أن الشركة ستضخ 200 مليون دولار استثمارات جديدة في البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة.
تعمل توتال في مصر بخدمات تموين السيارات ومستودعات الوقود وتصنيع وتعبئة الزيوت المعدنية للمحركات وخدمات تموين الطائرات، بجانب نشاط الاستكشافات البترولية.
مديرو صناديق التحوط يراهنون على الارتفاع
عززت خطة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الرامية إلى السعي لتقييد إنتاج النفط رأي مدير صندوق التحوط الشهير بيير أندوران، الذي يتوقع ارتفاع أسعار الخام. وذاع صيت الرجل -الذي يدير صندوقه أندوران كابيتال بأصول تبلغ قيمتها 1.36 مليار دولار في الأوساط المالية- عام 2008 بعد أن توقع ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخام، يتلوه هبوط وهو ما تحقق بالفعل في ذلك العام. كما صدقت توقعاته من جديد في ديسمبر الماضي عندما توقع انخفاض أسعار النفط إلى 25 دولاراً للبرميل في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. ويجري أندوران تحليلات لنحو عشرة آلاف من الحقول النفطية حول العالم، ويقول: «إن تقلص حجم الإنتاج للمستقلين، مثل: الولايات المتحدة من الخام والانخفاض التدريجي في حجم المخزونات أقنعه بأن موجة ارتفاع الأسعار هذا العام ستظل مستمرة». وقال أندوران لقمة رويترز للسلع الأولية «في 2014 الفرصة الكبرى كانت لانخفاض الأسعار، والآن الفرصة الكبرى هي لارتفاع الأسعار. هكذا أرى». وقال أندوران: «إن أحداً لا يجب أن «يغرق في التفاصيل» بشأن كيفية تنفيذ الخفض، وأضاف «ستكون هناك حصة. تحدثوا عن نطاق يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً مع السماح لليبيا ونيجيريا وإيران بزيادة الإنتاج. إذا ارتفع الإنتاج من ليبيا مثلاً فإن المنتجين الآخرين سيتعين عليهم تخفيض الإنتاج لإفساح المجال، وهذا سيزيل عاملاً كبيراً لا يمكن التنبؤ به في سوق النفط في 2017». غير أن وجهة نظر أندوران تتناقض مع توقعات بعض شركات النفط ، التي قال مديروها: «إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح استعادة التوازن بين الإمدادات والطلب بشكل كبير حتى فترة متقدمة من 2017». ويتوقع أندوران الذي تضم قائمة عملائه مؤسسات استثمارية، مثل: صناديق معاشات التقاعد، وصناديق المنح الجامعية، والعائلات الثرية الكبرى، أن يصل سعر النفط إلى 60 دولاراً للبرميل بنهاية العام، وإلى 80 دولاراً في 2017». (رويترز)