يعد بابلو اسكوبار، مؤسس وزعيم منظمة كارتل ميديلين الإجرامية، من أبرز تجار المخدرات في كولومبيا، وحظي بسمعة باعتباره واحدا من أقوى وأعنف المجرمين على مر العصور، وشارك في إنتاج وتسويق الماريجوانا والكوكايين إلى خارج البلاد.
وبعيدا عن نشاط بابلو الإجرامي، فقد كان لعلاقته بابنته مانويلا بعدا آخر، فلم يكن من السهل عليها مطلقا أن تكون ابنة لرجل بنفس شخصية وطباع بابلو، الذي كان مسؤولا عن تهريب 80% من الكوكايين للولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وبحسب رصد مجلة (فوشيا)، كان بابلو يعمل في أجواء إجرامية بالغة الصعوبة، ويكفي أنه ظل مطلوبا للقتل من قبل كثيرين، ويقال بحسب محطة “سي بي إس”، إنه ضلع في حوالي 7 آلاف واقعة قتل.
وبطبيعة الحال، لا يمكن لعائلات مثل هذه الشخصيات أن تكون كتبا مفتوحة؛ فالغموض دائما ما يغلف حياة أبنائهم بشكل كبير نظرا لأن تحركاتهم كانت تتم دوما في الخفاء بعيدا عن الأضواء؛ لأن حياة ذويهم كانت تهيمن عليها الملاحقات والمطاردات.
ولمن لا يعرف كثيرا من المعلومات عن حياة مانويلا، فهي من مواليد عام 1984، وهي ابنته الوحيدة، وكان يدللها بثروته الطائلة بشكل كبير للغاية، ويكفي معرفة أنها طلبت منه ذات مرة اقتناء حيوان وحيد القرن، كذلك الذي رأته في أحد أفلام الكارتون، ونظرا لتعذر ذلك عليه من الناحية العملية، فقد اشترى حصانا وقام بزرع قرن في رأسه كي يكون مثل الحيوان الذي تريده، لكنه نفق بعدها بأيام.
ومثال آخر يبين مدى ارتباطه بابنته، حين قرر وهو يختبئ في إحدى المرات مع أسرته، حين مرضت مانويلا في تلك الأثناء مع برودة الطقس آنذاك، بأن يضرم النيران في مبلغ نقدي يقدر بحوالي مليوني دولار كي يشعرها بالدفء ويحد من مرضها.
وكانت تبلغ مانويلا من العمر 9 أعوام حين أصيب والدها برصاصة قاتلة أثناء محاولته الهرب من مخبئه، وبعدها ذهبت برفقة شقيقها ووالدتها إلى الأرجنتين كي يختبئوا هناك، وبدأت بعدها في استخدام اسم “جوانا مانويلا ماروكين سانتوس”، وهو ما تم الكشف عنه في عام 1999 مع إبراز حقيقة أنها كانت تكافح لتعيش في مستوى يضاهي مستوى الطبقة المتوسطة بعد كل هذا الثراء الفاحش الذي كان ينعم به والدها.
وأشار شقيقها خوان بابلو، إلى أن مانويلا دخلت في نوبة اكتئاب خلال مراحل عديدة من حياتها، وأنها حاولت الانتحار من قبل، وسبق له أن صرح في 2015 بأن شقيقته تعيش في خوف مستمر من أن تتعرض للانتقام على يد أحد أعداء والدهما الراحل، وأنها تسعى فقط الآن للعيش آمنة بعيدا عن مثل هذه الأجواء والملاحقات.