وتماشيا مع هذا القالب، حلت المسدسات مكان السيوف، وارتدت بعض الشخصيات في المسرحية الدشداشة التقليدية والكوفية، فيما اختارت النسوة العباءة والحجاب، الى جانب تغييرات أخرى تجاوزت المظاهر والازياء.
طغى على المسرحية طابع عراقي خالص، رغم انها تجسد رواية كلاسيكية لشكسبير، والتي تعود إلى القرن السادس عشر، حيث يتحدث الممثلون اللغة العربية المكسوة باللهجة العراقية، فيما يتولى البطولة والاخراج عراقيون.
وقد تم تكييف المسرحية مع النسيج الاجتماعي العراقي والصراعات والمعاناة التي عاشها العراقيون خلال السنوات التسع الماضية.
ويلخص المشهد الأخير من المسرحية الرعب العام من التفجيرات الانتحارية في العراق، معيدا إحياء ذكرى الهجوم الذي وقع في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2010 وقتل فيه متشددون 44 من المصلين وكاهنين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد.
حيث يدخل باريس، احد شخصيات الرواية الاصلية، وهو يرتدي حزاما ناسفا فيفجر نفسه ويقتل روميو وجولييت معا.
ويقول أحمد صلاح (23 عاما) الذي يؤدي دور روميو “إنها قصة عراقية مئة بالمئة، وأريد من خلالها أن أنقل صورة عن معاناة هذا الجيل والاجيال السابقة. روميو هنا يعاني كما يعاني العراقيون”.
من جهتها، ترى سروة رسول التي تؤدي دور جولييت أن “هناك مذهبين في العراق، وكثيرا ما يحدث أن شخصين من هذين المذهبين يعشقان بعضهما البعض لكن لا يتمكنان من الاستمرار بالعلاقة”. وتضيف ان “ذلك لا ينطبق على الشيعة والسنة فحسب، انما ايضا على العرب والاكراد”. وتابعت “اي شخص لديه هدف يجب الا يضع الطائفية او القبيلة او قضايا اخرى عائقا امام هدفه”.
يذكر أن المسرحية التي عرضت في 16 نيسان/ابريل على المسرح الوطني العراقي، ستشارك في مهرجان شكسبير العالمي في اطار برنامج ثقافي خاص بأولمبياد لندن 2012. وستعرض في ستراتفورد من 26 نيسان/ابريل حتى الخامس من ايار/مايو، وفي لندن من 28 حزيران/يونيو الى 30 من الشهر ذاته.