مجلة مال واعمال

“رجل الثلج” يكشف عن أقدم حبل في تاريخ البشرية

-

أوتسي، كما اشتهرت إعلاميا مومياء رجل الثلج، قدم للعلماء ومنذ اكتشافه معلومات في غاية الأهمية عن الفترة النحاسية من التاريخ البشري ومازال حتى الآن يميط اللثام عن ألغاز حيرت العلماء بشأن تطور العقل البشري في تلك المرحلة. وأوتزي هو مومياء لرجل عاش في العصر النحاسي أو ما يعرف أيضا بالعصر الحجري الحديث. وتمّ اكتشافه بالصدفة في منطقة “أوتستالر تال”، الواقعة في الجانب الإيطالي من جبال الألب، ولهذا أطلق عليه اختصارااسم أوتسي .

ومازالت تجرى الأبحاث حول هذه الممياء التي ترقد حاليا في متحف بمنطقة تيرول في غرفة تبلغ درجة حرارتها ستة تحت الصفر. وبادر العلماء الى صبر أغوار كل قطعة في جسمه، فتم تحليل المكونات الدفينة في الأمعاء، بل وحتى الأسنان تمّ فحصها بشكل دقيق. اليوم يعلن العلماء عن اكتشاف جديد، ويتعلق الأمر هذه المرة بالحبل الذي تمّ العثور عليه آنذاك إلى جانب الجثة، إذ اكتشف هؤلاء أن المواد التي استخدمت في صناعة هذا الحبل ليست من الأشجار أو النباتات بل هي استخدمت من أعضاء الحيوانات، ما يجعل الحبل أكثر صلابة، وسلاحا للصيد ولصد الأعداء.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، عن مدير متحف الآثار التابع لمنطقة بوزن الإيطالية، جنوب تيرول، حيث ترقد الجثة أن هذا الحبل “يعد الأقدم في تاريخ البشرية”، مقارنة بما تمّ العثور عليه إلى غاية اللحظة. ولم يكن واضحا للعلماء وظيفة هذا الحبل، ليتضح الآن أنه وبأليافه الملفوفة كانت سلاح أوتسي للصيد.

أما الحبل الآخر الذي عثر عليه أيضا مع الجثة، فأليافه مصنوعة من أوتار أخذت من أسفل أقدام الحيوانات، ما يجعل الاكتشاف أكثر غرابة. ونشرت نتائج هذه الأبحاث بشكل موسع في مجلة «Journal of Neolithic Archaeology» العلمية.

يذكر أن هذا الاكتشاف يضاف إلى قائمة طويلة منالاكتشافات الخاصة بأوزي. فقد فكك العلماء التركيبة الجينية لرجل الثلج، وتوصلو إلى نوعية دمه. كما أنهم اكتشفوا أن أسنانه كانت تعاني من التسوس، وأنه كان يضع وشما على جسمه، وأنه كان لا يستطيع هضم الحليب ومشتقاته إلى غير ذلك.

الأهم من كل هذا، أن العلماء اكتشفوا أخيرا سببب وفاة أقدم مومياء طبيعية في تاريخ البشرية. ومن المرجح أنه تعرض لعملية قتل، فقد أصيب برمح في كتفه، وبعد ذلك أصيب في رأسه بقطعة حجر. ووضع الجثة حين تمّ العثور عليها،يرجح أن القتلة انتزعوا الرمح منها بعد وفاة الرجل.