تأثرت أعمال شركة سكك الحديد الروسية بتداعيات الأحداث، التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في ليبيا، حيث أبرمت الشركة عقدا كبيرا مع السلطات السابقة، وباشرت بتنفيذه قبل سقوط نظام القذافي. كذلك تهدد أعمال الشركة العقوبات الغربية المفروضة على إيران.
س- لقد سبق وقلتم إن شركتكم عانت من العقوبات الأمريكية على التعاملات المصرفية مع إيران، كم من الأموال خسرتم بسبب ذلك وفق تقديراتكم؟
ج- أعتقد أن كلمة “عانت” ليست صحيحة في هذا السياق، فنحن منزعجون من طريقة التعامل هذه.. فهناك قرار من جانب منظمة الأمم المتحدة بعدم بيع السلاح إلى إيران وتحديد التعامل معها في بعض المسائل، إلا أن البنى التحتية لسكك الحديد ليست ضمن تلك القائمة.. لذا فمن يجرؤ على توسعة شمول قرارات منظمات دولية مثل الأمم المتحدة؟ لذا فأنا منزعج من هذه المسألة، ولا أريد أن يتدخل أي كان في قضايا العمليات المالية والاقتصادية لشركة سكك الحديد الروسية، لأني أعتبر أن ذلك ليس منصفا وليس مقبولا على الساحة الدولية.. نحن لا نخسر أموالنا في إيران.. نحن نعمل هناك ونود التعاون مع أي جهة تود تطوير البنى التحتية لسكك الحديد، حيث يمكن أن تستخدم خبراتنا بالشكل السليم.. فنحن نعمل في روسيا ونعمل في البلدان العربية ونحاول أن نعمل في إيران وغيرها.. ولكن بسبب سياسات الولايات المتحدة نحن نخسر أموالا في ليبيا.. وبسبب الحرب في هذا البلد من سيسدد لنا الدين المترتب على هذه الدولة؟ من قبل بقرار قصف ليبيا؟ ليس الأمم المتحدة.. تحديد تحليق الطيران في السماء الليبية كان مقبولا.. ولكننا بعد ذلك شهدنا حربا حقيقية هناك.. فبالطبع نحن نخسر.. وأي شركة تخسر أيضا.. وبالطبع لم يسدد أحد لنا شيئا، فشركات التأمين تقول: إنها الحرب.. ولكن من أعلن الحرب؟ ليس الشعب الليبي من أعلنها.
س- وهل حددت كم خسرتم في ليبيا من الأموال؟
ج- لقد جمدنا هناك ما يعادل 625 مليون دولار في أقل تقدير.. لقد استثمرنا هذه الأموال ولم نستردها.
س- وهل لديكم اهتمام بمشروعات أخرى في تلك المنطقة؟
ج- لدينا اهتمام بتطوير تعاوننا مع بلدان مختلفة لأننا نود إنشاء ما يعرف بممرات النقل.. وهذه السياسة في مضمار النقل يتبعها الاتحاد الأوروبي حاليا وفي روسيا، نحن نسير في هذا التوجه أيضا وبشكل عام فإن هذا الاتجاه يجد تقبلا من فعاليات وأوساط قطاع سكك الحديد في العالم.. لذا فنحن مستمرون في التعاون مع تلك الشركات والدول التي لديها اهتمام بدورها بالتعاون مع شركة سكك الحديد الروسية.. ونحن نخطط الاشتراك في مناقصات مختلفة ولدينا اهتمام بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، فلديها مخططات عظيمة لتطوير البنى التحتية، ففي حال كانت خبرتنا وإمكانياتنا مطلوبة، فسوف نشترك بالطبع.. كذلك على اعتبار أننا حاولنا العمل في ليبيا، فبالطبع لدينا اهتمام بالعمل على تطوير سكك الحديد في بلدان شمال إفريقيا والتعاون مع الدول العربية وأيضاً بالاشتراك في تطوير ممرات النقل بين شمال أوروبا وجنوبها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2Bq