أكدت رئيسة مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي جانيت يلين أن المجلس ينوي تشديد سياسته النقدية تدريجاً في الأشهر المقبلة، محاولة بذلك إعداد الأسواق إلى زيادة في معدلات الفائدة ربما اعتباراً من الشهر المقبل.
وقالت إنها تتوقع أن تواصل سوق العمل تحسنها وأن يرتفع التضخم من جديد ليبلغ المستوى الذي حدده المجلس هدفاً وهو اثنين في المئة. وأضافت في كلمة ألقتها في جامعة هارفرد ليل أول من أمس: «قلت الشهر الماضي وأكرر ان من المناسب ان يرفع مجلس الاحتياط الفيديرالي تدريجاً وبحذر معدلات الفائدة. ويُرجح ان يتمكن من القيام بذلك في الأشهر المقبلة». ورجحت ان «يواصل الاقتصاد تحسنه».
النمو
وتابعت يلين أن النمو الاقتصادي الأميركي الذي بلغت نسبته 0.8 في المئة في الفصل الأول من العام «يتسارع». وكان فرع المجلس في نيويورك رفع توقعاته للنمو للفصل الثاني من العام إلى 2.2 في المئة بينما بدا فرع ولاية أطلنطا أكثر تفاؤلاً وقدر النمو بـ 2.9 في المئة لتلك الفترة.
وامتنعت يلين عن الوعد بزيادة معدلات الفائدة اعتباراً من الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية في المجلس المقرر عقده بين 14 و15 حزيران (يونيو). لكن تصريحاتها تؤكد على ما يبدو احتمالاً تحدث عنه عدد من أعضاء المصرف المركزي في الأسابيع الأخيرة. وبعد ذلك سيعقد المجلس اجتماعاً في 26 و27 تموز (يوليو) لكن من دون أن يلحقه مؤتمر صحافي لرئيسته.
وتراجعت أسعار النفط الخام للجلسة الثانية على التوالي ليل أول من أمس مع جني بعض المستثمرين للأرباح من المكاسب التي دفعت الخام إلى أعلى مستوى له في سبعة أشهر في حين استبد القلق بآخرين من زيادة الإنتاج بعد اقتراب الأسعار من 50 دولاراً للبرميل. وتعرضت الأسعار أيضاً إلى ضغوط من ارتفاع الدولار الذي يضغط على الطلب على النفط – المقوم بالعملة الأميركية – من حائزي العملات الأخرى.
وأثنت عطلة نهاية أسبوع تمتد لثلاثة أيام في الولايات المتحدة – بسبب عطلة عامة الاثنين – بعض المستثمرين عن الاستمرار برهانات على صعود الخام.
وهبط خــام القياس العالمي مزيج «برنت» 27 سنتاً أو ما يعادل 0.5 في المئة عند التسوية إلى 49.32 دولار للبرميل بعدما سجل 50.51 دولار للبرميل في الجلسة السابقة وهو أعلى مستوى له منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر).
وانخفض الخام الأميركي 15 سنتاً أو 0.3 في المئة عند التسوية إلى 49.33 دولار للبرميل بعدما لامس 50.21 دولار للبرميل الخميس وهو أعلى مستوى منذ أوائل تشرين الأول (أكتوبر). وخلال الأسبوع بأكمله ارتفع «برنت» واحداً في المئة بينما زاد الخام الأميركي ثلاثة في المئة بدعم مكاسب سجلت في وقت سابق من الأسبوع.
الأسهم
ارتفعت الأسهم الأميركية وسجلت أفضل أداء أسبوعي لها منذ آذار (مارس) بعد إعلان يلين موقفها. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» بواقع 44.93 نقطة أو ما يعادل 0.25 في المئة إلى 17873.22 نقطة. وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 8.96 نقطة تعادل 0.43 في المئة إلى 2099.06 نقطة. وصعد مؤشر «ناسداك المجمع» بواقع 31.74 نقطة تعادل 0.65 في المئة إلى 4933.51 نقطة.
وخلال الأسبوع ارتفع «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 2.3 في المئة كما صعد «داو جونز» 2.1 في المئة في أفضل أداء أسبوعي للمؤشرين منذ آذار. وقفز «ناسداك» 3.4 في المئة خلال الأسبوع وهو الأفضل له منذ شباط (فبراير). وكانت التعاملات محدودة مع التزام المستثمرين الحذر قبل العطلة الطويلة.
وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له في شهرين بعد بيان يلين، وكسب 0.6 في المئة ليسجل 95.745 نقــطة.
وتراجع اليورو إلى 1.111 دولار وهو أدنى مــستوى له منذ 16 آذار. وزاد الدولار أمام العملة اليابانية أيضاً إلى 110.25 ين لكنه لا يزال دون أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 110.59 ين الذي سجله قبل أسبوع. وكان الدولار ارتفع في وقت سابق بعد تعديل معدل نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الأول بالزيادة.
وهبط سعر الذهب واحداً في المئة مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر وزادت خسائره بعدما دعمت تصريحات يلين الدولار. وتراجع الذهب 0.9 في المئة في التعاملات الفورية إلى 1208.9 دولار للأونصة بعدما هوى إلى 1206.45 دولار في وقت سابق من الجلسة مسجلاً أدنى مستوى منذ 22 شباط.
الذهب
وسجل الذهب خسارة أسبوعية بواقع 3.5 في المئة هي الأكبر منذ مطلع تشرين الثاني ورابع خسارة أسبوعية على التوالي بعدما أشار محضر اجتماع المركزي الأميركي الذي نشر الأسبوع الماضي إلى ان رفع الفائدة ربما يكون عاجلاً وليس آجلاً. وتراجع المعدن في العقود الأميركية الآجلة تسليم حزيران (يونيو) 0.5 في المئة عند التسوية إلى 1213.80 دولار.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى لامست الفضة في التعاملات الفورية أدنى مستوى في نحو ستة أسابيع عند 16.09 دولار للأونصة وجرى تداولها لاحقاً منخفضة 0.8 في المئة إلى 16.18 دولار للأونصة. وتراجع البلاتين 1.6 في المئة إلى 972.24 دولار للأونصة بعد ان سجل أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أسابيع 970 دولاراً للأونصة. وهبط البلاديوم 1.2 في المئة إلى 534.05 دولار للأونصة.