ففي لقائنا مع د. نائل خرج اللقاء عن الطريقة المألوفة في المقابلات الصحفية الى ابعد من ذلك حيث وجدت امامي انسان واعي وغيور على بلده يشاركك افكاره ويطلعك على ما يدور في خلده من تطلعات للنهوض بالقطاع الطبي الاردني، فكان حورا معه حورا استثنائيا استطعنا ان نسترق فيه بعض الدقائق من وقته الذي طالما يكون بعيدا عن اقلام الصحافة.
هو لقاء حاولنا فيه الدخول الى حياة الدكتور نائل مصالحة وما خفي منها فكان حبه للاسراء يطغى على كل الحوار ليتحول الحديث الى حديث عن مسيرة مستشفى الاسراء والتي جاءت في وقت يتزامن مع الاحتفال بمرور ثمانية عشر عاما على انطلاقة هذا الصرح الطبي الذي وجد ليكون مختلفا عن غيره فقد بُني ليخدم اكبر شريحة من ابناء الوطن بالاضافة الى العرب القادمين الى الاردن بقصد العلاج فاننا نتحدث عن انطلاقة قوية حملت رسالة واضحة للمهنة الانسانية, فكانت رحلة غلافها الابداع والفكر النير والرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة والعزيمة القوية التي جاءت لتضيف صريحا جديدا الى الصروح الطبية الموجودة في الاردن, وليكن الاسراء شريكا حقيقيا للسياحة العلاجية ولتسويق القطاع الطبي الاردني فمنذ البداية فتح الاسراء وكان مجهزاً على أعلى المستويات العالمية لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية من خلال فريق عمل خيرة الكوادر الأردنية المؤهلة واليكم ما دار بيننا من حوار….
مال واعمال تلتقي مدير عام مستشفى الاسراء
د.نائل مصالحة …
الاسراء اول مستشفى خاص يحصل شهادة الجودة ISO 22000
مال وأعمال…ما ھي أھم وأبرز الانجازات للمستشفى الاسراء منذ التأسيس؟
د.نائل مصالحة… بدأت مسيرة مستشفى الإسراء عام 2001 بانطلاقة حملت رؤية وفكر مختلف بان تكون الاسراء خير ممثل للقطاع الطبي الاردني ومستقطبا ناجحا للمرضى من الخارج الى الاردن فكانت البداية بطاقة استيعابية وصلت إلى 160 سرير ومن باب حرصنا على تقديم الخدمات الطبية المتكاملة للمريض منذ اللحظة الاولى لوصوله المستشفى جهزنا قسم طوارئ قادر على التعامل مع جميع الحالات المرضية وزودناه بالكفاءات الطبية اللازمة بحيث يكون قادرا على اجراء الاسعافات الاولية بالكامل للمريض, وهو ما كان حيث قدم الاسراء الخدمات الطبية الى ما يزيد عن 2 مليون مريض من الاردن والخارج.
كما ويتميز الاسراء بوجود غرف عمليات مجهزة وفق احدث التكنولوجيات العالمية والتي تتيح المجال لاجراء كبرى العمليات الجراحية بالاضافة الى العمليات اليومية، وما يميزنا كذلك عن غيرنا هو قيامنا باجراء عمليات السمنة بنسب نجاح عالية توازي نسب النجاح لكبرى المستشفيات في العالم, ولم نغفل كذلك موضوع العقم وعلاجه اذا كان من اولى اهتماماتنا فجهزنا قسم IBV في وقت مبكر وذلك منذ حوالي 14 عاما وهو واحد من اهم المراكز المتخصصة في علاج العقم في المنطقة، ونظرا للاقبال الكبير على هذا القسم فقد ارتاينا في الاسراء الى تجهيز قسم خداج وفق احدث التقنيات العالمية في هذا المجال بطاقة استيعابية تصل الى 14 حاضنة قادرة على التعامل مع اصعب الحالات الثلاثية والرباعية وبنسب نجاح عالية في حال كان الحمل من الاسبوع 26 وكل ذلك باشراف نخبة من أمهر الأطباء الاستشاريين ذوي الاختصاص وطاقم تمريض مدرب ومؤهل لخدمة المرضى.
وحرصا منا على تحسين جودة الخدمات الطبية والرعاية الصحية المقدمة للمرضى فقد عملنا على تحقيق جميع المتطلبات للحصول على شهادة اعتماد اللجنة الدولية لاعتماد المؤسسات الطبية JCI وهي الشهادة الاميز على مستوى القطاع الطبي والتي تمنح من قبل اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المؤسسات الصحية حول العالم.
هذا ويعد الاسراء المستشفى الاول في الاردن الذي يحصل على شهادة الجودة ISO 22000 المتخصصة في تقيم نظام سلامة الغذاء وكذلك شهادة
.International organization For Standard
مال وأعمال… الان وبعد مرور 18 عاماً على انطلاقة هذا الصرح الطبي بقوة ظهرت جليا في قدرتكم على المنافسة في وقت مبكر، ما هي الخطوات القادمة وماذا عن مساريع التوسعة وهل هناك نية لوضع استراتيجيات جديدة سواء اكانت بالخدمات الطبية المقدمة او الكوادر وكذلك التجهيزات؟
د.نائل مصالحة… نعم هناك مشاريع توسعة في السنوات المقبلة فقد ضاق بنا المكان ونحن بصدد توسعة المستشفى على مساحة اوسع من مساحته الحالية، هذا بالاضافة الى اننا سنبقى كما كنا وما زالنا نعمل على استقطاب الكفاءات الطبية المتميزة سواء اكانت من القطاع العام او من خارج البلاد، كما سنسعى الى اضافة خدمات جديدة تواكب الخدمات المقدمة في اهم المستشفيات العالمية وهو ما سعينا اليه في وقت سابق من خلال الخلايا الجذعية وما اخرنا عن هذا الامر هو الروتين والاجراءات الحكومية فقط.
مال واعمال … اذا ما هي ابرز الخدمات التي تقدمونها في الاسراء؟
د.نائل مصالحة… يقدم الاسراء أفضل الخدمات الطبية والرعاية السريرية بأعلى مستوى وباسعار منافسة، حيث ان المستشفى مجهزا بأحدث الأجهزة الطبية والفنية والمتوفرة في مستشفيات الدول المتقدمة وفق أفضل المواصفات والمقاييس المخصصة في قطاع الخدمات الطبية والمتطورة لعلاج المرضى.
د.نائل مصالحة…
سنبقى كما كنا وما زالنا نعمل على استقطاب الكفاءات الطبية المتميزة
مال واعمال… تحدثنا عن الاسراء من عدة جوانب وقدرته على تقديم خدمات بكل سهولة للمرضى في داخل الاردن، قبل الانتقال الى الحديث عن القطاع الطبي على وجه العموم نريد منكم ان تطلعنا على التسهيلات التي تقدمها الاسراء للمرضى القادمين الى الاردن بقصد العلاج؟
د.نائل مصالحة… الاردن مؤهل دوما ليكون مقصدا للسياحة العلاجية بفضل التقدم الطبي، والاسعار المنافسة، والاستقرار، والعلاقات الدبلوماسية، وهو ما جعل الاردن منافسا شرسا لدول الجوار في السياحة العلاجية من هنا فان افضل تسويق للعلاج في الاردن هم المرضى انفسهم فاذا كانت تجربهم ناجحة فانهم سيكونوا هم سفرائنا في تسويق العلاج في الاردن، من هنا فانني ادعوا المرضى الى التواصل المباشر مع المستشفى ونحن في الاسراء لدينا قسم خاص للتعامل مع المرضى من الخارج واخبارهم بتكلفة العلاج والاقامة قبل قدومهم مع الاخذ بعين الاعتبار الاجراءات التي قد تظرا ما بعد العلاج وحتى فيما يتعلق بموضوع الاقامة والترفيه فاننا على استعداد للاشراف على ذلك ايضا والتسهيل على المرضى وكذلك لا نمانع من استقبالهم في المطار، هذا وفي حالات ظهور اي مضاعفات جديدة للحالة فاننا نقوم بعالج هذه المضاعفات حتى وان لم يكن المريض مهئيا نفسه لتكاليف هذه الاجراءات ومن ثم نقوم بالمطالبة بحقوقنا بعد استقرار الحالة سواء مع السفارات التي تربطنا علاقات ودية بها او مع المريض نفسه.
مال واعمال… كيف تنظرون الى العلاقة ما بين الطبيب والمريض والعلاج في القطاع الخاص وما نسب الاشغال في القطاع الخاص مقارنة بالقطاع العام؟
د.نائل مصالحة… كما ذكرت في اجابتي لسؤال سابق فقد حرصنا جيدا ومنذ التأسيس على الالتزام بمعايير الجودة العالمية وتوجهنا بحصولنا JCI فكانت نقلة نوعية لنا فقد كنا السابقون في الحصول عليها وللعلم فهذه الشهادة تمنح من جهة اميريكية وبعد اجراء الكشف اللازم على كافة اقسام المستشفى ومن خلال سياسات صارمة لضبط المهنة، من هنا فالمستشفى حريص على الالتزام بجودة الخدمات الطبية المقدمة والتعامل بمصداقية عالية مع المريض فالعلاقة ما بين الثلاث الطبيب والمريض والعلاج علاقة تشاركية تشبه الى حد بعيد هرم معلق في الهواء ويدور دون ان تعرف قمته، وهذا ينبع من ان المريض الذي يقدم على العلاج في القطاع الخاص يحصل على العناية اللازمة وبالسرعة الفائقة، اما في يتعلق بالتكاليف المترتبة على ذلك فتغطى من خلال مصدرين المصدر الاول هو ان تكون تكلفة ذاتية على المريض والمصدر الاخر ان تغطى من خلال برامج التأمين والتي تغطي ما يزيد عن 450 الف شخص.
وهنالك امر في غاية الاهمية لابد من الاشارة له فقد ساهمت المكانة المتميزة للطبيب الاردني وتميزه على المستوى العالمي وحرصنا في الاسراء على استقطاب نخبة من اميز الاطباء في القطاع الطبي والكثير منهم قد مارس المهنة في امريكا وكندا وبريطانيا وكذلك في المانيا وهو ما جعل علاقتنا مع المريض علاقة متميزة مبنية على تحقيق الهدف من هذه العلاقة وهو ما تميز به القطاع الخاص اجمالا وهو ما يظهر جليا في نسبة القطاع العام الى القطاع الخاص في الاردن والذي يصل الى 60% مقارنة بـ 40% من القطاع العام، حيث لدينا 67 مستشفى عامل في القطاع الخاص وهنالك ثلاثة مستشفيات سيتم افتتاحها قريبا ليصل العدد الى 70 من اصل 110 مستشفيات موجودة في الاردن.
وتشكل عدد الاسرة في القطاع الخاص كذلك 40% من اجمالي عدد الاسرة و60% من حالات غسيل الكلى تتم في القطاع الخاص.
وكل هذا يصب في مصلحة القطاع الخاص وجودة الخدمات المقدمة فيه وما يميزنا ايضا هو ان التكلفة العلاجية مقارنة مع الخدمات الطبية المقدمة لدينا تعتبر منخفضة جدا اذا ما قورنت بنفس الاجراءات التي تتم في دول اخرى تقل عنا في جودة خدماتها.
مال واعمال… بعد حديثك عن نسب تجعل القطاع الخاص يتغلب على القطاع الحكومي من حيث العدد والخدمات، هل هذا يعني ان القطاع الطبي اصبح من القطاعات المخصصة او بمعنى اخر ان الوصول الى هذه النسب تعني وجود علاقة تشاركية وتعاون فعال ما بين القطاع الخاص والقطاع العام، كيف تجد هذه العلاقة؟
د.نائل مصالحة… لهذا الامر في غاية الاهمية فلا اتكاد تخلو مناسبة أو احتفالية أو مطالبة من قبل ممثلي القطاعين العام والخاص الى الدعوة الى تفعيل الشراكة ما بين القطاع العام والخاص وفي مختلف الاتجاهات وهو ما سعى اليه جلالة الملك عبد الله الثاني والذي فتح الابواب ودعى الى شراكة حقيقية ما بين القطاعين العام والخاص وهو ما ادركته وزارة الصحة في الاونة الاخيرة ودعت الى وضع استراتيجية تعاون فعالة وشاملة للموارد البشرية الصحية، إيمانا منها بأهمية تشجيع وزيادة مشاركة القطاع الخاص في القطاع الصحي وخدمة موظفي القطاع العام واطلقت مشروع لشراء الخدمات من القطاع الخاص والذي طرح على شكل عطاء حيث قامت المستشفيات الخاصة بتسعير الاجراءات والخدمات التي من الممكن ان تقدمها والان الملف بحوزة وزارة الصحة وفي طريقه الى التنفيذ ويهدف هذا المشروع الى معالجة الازدحام الذي تعاني منه مستشفيات القطاع العام والذي يساهم في تأخر الخدمة وتقليل الجودة وهذه الخدمات التي ستقوم الدولة بشراءها من القطاع الخاص ستكون متاحة بالكلف التشغيلية وبجودة عالية بحيث تصبح من الخيرات المتاحة اما موظفي الدولة من الدرجة الثانية والثالثة بعد ان كانت متاحة لموظفي الدرجة الاولى فقط، وبالمناسبة ستكون الكلف التشغيلية لهذا المشروع اقل من الكلف التشغيلية للقطاع العام كون القطاع الخاص حريص على عدم الهدر من ناحية ومن ناحية اخرى فان المنافسة في القطاع الخاص تجعلنا نحرص على تقديم اجود الخدمات لنكون قادرين على البقاء ومن ثم المنافسة في ظل الازدحام الذي يشهده القطاع، وبالعودة الى هذا المشروع ومن وجهة نظري الشخصية اعتقد انه مشروع رائد سيساهم في القضاء على الازدحام الذي يعاينه القطاع الحكومي وكذلك في زيادة كفاءة القطاع الطبي الاردني، كما ان زيادة خيرات العلاج امام المريض ستعمل على موازنة الخدمة ما بين القطاعين العام والخاص.
-
حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي تحت طائلة المسؤولية