مجلة مال واعمال

د.ميرفت مهيرات…امرأة طوعت المستحيل

-

مجله مال وأعمال النسخة الورقية 171 -عند الحديث عن القامات الطبية في الأردن وتحديداً الطب البيطري وعند الحديث عن النشاط الإجتماعي الخلاق بكل مكوناته، وإذا ما عرجنا على البعد الإنساني الذي يحقق العدالة الاجتماعية والتنمية، واذا ذهبنا شمالا الى حيث التعليم الاكاديمي فإن أول من يدخل هذه الدائرة هي سيدة أردنية عاشت كافة التفاصيل صغيرها وكبيرها بعنفوان المرأة المثالية والطموحة، أنها الدكتورة ميرفت مهيرات، نائب مدير المدينه للشؤون الصحية والزراعية في امانة عمان.
منذ نعومة اظفارها سعت الدكتورة مهيرات لبلوغ المجد من خلال فلسفة معينة انتهجتها لنفسها، فدرست الطب البيطري عام 1995 من “جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية” كتخصص مؤهل لها للمستقبل ثم اتبعته بدرجة الماجستير في إدارة المشاريع وكان ذلك في العام 2010 من “جامعة درم” في المملكة المتحدة، ودبلوم دراسات عليا في إدارة المشاريع التنفيذية عام 2009 من “معهد تشارترد للإدارة” وفي العام 2016 حققت المهيرات اول حلم لها عندما حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة المشاريع من “جامعة العلوم الإسلامية العالمية” في الأردن.
وتدرجت الدكتورة الحسناء في سلم الوظيفي في الامانة فكانت اول طبيبة بيطرية في المسالخ ومن ثم تدرجت لتصبح اول رئيسة قسم صحي لتقتحم وظيفة كانت حكرا على الرجال ومن ثم اصبحت اول مديرة رقابة صحية ومن ثم اصبحت مدير تنفيذي وتدرجت الى ان اصبحت اول نائب مدير المدينه للشؤون الصحية والزراعية فكان وكأن المركز الاول خلق لها، فحديثنا عن ميرفت وما ادراك من هي، واحدة من بنات هذه الأرض، وحين تكون ترسم بعينيها ملامح المستقبل فى حياة جيل كامل، قادر على التغيير وإحداث فرق في مجتمعها المحلي، من خلال وصولها الى اعلى المراتب لتكون القدوة ولتفتح الباب على مصرعيه لبنات جيلها وكأنها تقول لهن طريقكن معبد فلا تترددن.
وعند الحديث عن التطور الاكاديمي والسعي الى تطوير الذات لتكون كما ارادت الرقم الصعب والتحلق دوما في المراكز الاولى.
فتبدو المهيرات وكأنها سخرت نفسها لإجراء الدراسات والبحوث العلمية، لتبدع في كل ميدان وتتألق في كل محفل فعملت على نشر العديد من البحوث، كما أن لها اهتمامات بحثية متطورة في مختلف المجالات، ومهارات حل المشكلات ، وقادرة على التدريس بطرق حديثة ومبتكرة، ولان المبدع يكون مطلبا للجميع عادت فارستنا من جديد الى العلوم والتكنولوجيا ولكن هذه المرة ليس للدراسة ولكن لتكون مدرسة برتبة استاذ غير متفرغ لتقدم عصارة خبرتها الى غيرها.
ولم تقف ضيفتي اليوم عند هذا الحد، فاطلقت الريح لإبداعات قل نظيرها، وسلمت نفسها للعمل العام وأصبحت في فترة وجيزة واحدة من السيدات اللواتي وضعن بصماتهن على مختلف دروب العمل سواء كان في القطاع العام او الخاص أو العمل الاجتماعي أو ضمن منظومة متكاملة من الجمعيات الأهلية المدنية والمنظمات التي تعنى بشؤون المجتمع، فهي عضو فاعل المجتمع وهي فارسة من فرسان التغيير، شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية وكان لها دور كبير في صياغة عقد جديد ضمن منظومة العمل العام، كما وساهمت في عمل دراسات وووضع استراتيجيات للقطاع الخاص ولم يتوقف نجاحها داخل حدود الوطن فالمبدع لا يقف عند حدود معينة فالعالم كله مساحة لابداع من هنا تفرعت د.ميرفت مهيرات في عملها الى الخارج.

د.ميرفت مهيرات

تحقق المعادلة وتحجز المركز الاول بجدارة

وتعد المهيرات طبيبة و أكاديمية وناشطة اجتماعية من أوائل الاردنيات اللائي استطاعن ان يتركن بصمات واضحة في مسيرتهن وان تكون الناطقة بلسان بنات عشيرتها تطالب بحقوقهن وتدعوهن الى السعي لتحقيق احلامهن ومن القلائل ايضا اللواتي أثرين العمل الاجتماعي بالعديد من المبادرات والأنشطة، تؤمن بالمثابرة ودورها بحياة الإنسان إذ إنها تعتبر للمثابرة الدور الأكبر في تحوّل مسار حياتها المهنية في الكثير من المحطات المهمة، حيث ترى أنها وصلت إلى ما تطمح إليه، ويملؤها الشعور بالعزة والشموخ بأن تطل على الناس وبثقة تقول: “لا يمكن أن يكون لدي طموح أهم مما أنا فيه اليوم ولكني اسعى الى المزيد”.
وعلى الرغم من تألقها الذي كان له دور في الكثير من التحولات التي واجهت المهيرات خلال مسيرتها، إلا أنها ترى أن المثابرة وحدها لا تكفي فهي تضع الفرصة أمام الإنسان وعلى الشخص أن يحتضن هذه الفرصة ويتمسك بها ويعمل من أجل المحافظة عليها، فالإنسان إذا لم يتحلّ بالعزيمة والإصرار، ولم يتمسك بخيوط أحلامه فلن يستطيع تحقيقها.

تجربة د.مهيرات مع الحياة وحجز مكانها بين صفوف الشخصيات النسائية البارزة لم يأت من فراغ، فهي عملت جاهدة على تطوير نفسها ولم تترك بابا أمامها إلا وحاولت فتحه بالعلم والمعرفة والتطوير، وبالتالي النجاح الذي استطاعت أن تحققه خلال مسيرتها المهنية خير دليل على أن العلم لا يعرف عمرا ولا زمانا ولا يمكن أن يقف في وجهه شيء.
الدكتورة الحسناء ميرفت مهيرات العبادي شخصية من الطراز الرفيع تتمتع بالموضوعية وتمتلك جرأة بالمواضيع وتقدم برامج بطابع انساني وافكار هادفة، مما جعلها رقم صعب في المجتمع العربي.
وخلاصة الامر فان الدكتور ميرفت مهيرات ابدعت وتفوقت، وجدت واجتهدت، وفي كل موقع اصبحوا يشيرون لها بالبنان، وهي تشدو بالفخر والعز والكبرياء لتقول ها انا ذا ولمثلها تنحي القبعات فهي امراة استطاعت ان توازن المعادلة وان تكون بحق ناطقة باسم النساء فقد أدركت ان الشراكة في الوطن لا تحتاج إلى تباهي وافتخارات، كما أن فكرة حب الوطن لا تتطلب كل ذلك الظهور المكثّف على الشاشات، وتدبيج المقالات في عبارات مستهلكة ومكررة، فالأوطان لا تبنيها الأقوال والشعارات، بقدر ما تشيّد أركانها السواعد المخلصة، التي تمتلك إرادة الحياة، والعيش المشترك، على قاعدة التنوّع والتعدّد والاختلاف، فاخترت ان يكون انجازها هو القلم الذي يجود عن بعذب العبارات، فلكي سيدتي تقدير واحترامات.

د.ميرفت مهيرات …

تفتح الابواب لكل امراة مبدعة

وعند حديثنا عن د.ميرفت مهيرات فاننا نتحدث عن نشمية من بنات ال عباد الكرام كبرت وترعرت في كنف اسرة ارضعتها حب الوطن وعلمتها الوفاء والانتماء وصاغت معها حروف غرستها في مخيلتها وهي ان الابداع والتميز يحتاج الى الاصرار وهو ما كان حيث استطاعت ان تكون الرقم الصعب.

مسيرة حافلة بالعطاء والانجاز

درست الدكتورة ميرفت مهيرات الطب البيطري في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومن ثم عملت في امانة عمان.
وكانت اول طبيبة تعمل في دائرة المسالخ.
ثم انتقلت الى العمل وكأول سيدة كـ رئيس قسم صحي واول مدير رقابة صحية واول نائب للشؤون الصحية والزراعية.

حصلت الدكتورة مهيرات كما ذكرنا سابقا على شهادتي مجاستير ومن ثم حصلت على الدكتوراة لتكون الى العلوم والتكنولوجيا التي منها بدات ولكن هذه المرة كمحاضر غير متفرغ.
وما زالت الدكتورة ميرفت تعمل في امانة عمان في مناصب نائب اول لمدير المدينة لشؤون الصحية والزراعية بالاضافة الى عملها في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
كما وعملت د.مهيرات في مجال الاستشارات وتطوير الاداء المؤسسي وتطبيق معايير الجودة والتمييز وتقييم الافراد والمؤسسات لجائزة الملك عبدالله للتمييز .
وتعمل د.مهيرات ايضا كمدرب للقطاع الحكومي والخاص في مجال تقييم الاداء وخدمة العملاء والتخطيط الاستراتيجي.
كما وان د. ميرفت قائد فني في مشروع تحويل مدينة عمان الى مدينة صحية بالتعاون مع منظمة بلومبرغ.
كما وعملت كمقيم لجائزة خليفة للخدمة الحكومية المتميزة.
وكذلك محكمة مشاريع ومقيمة ابتكار وابداع.

في الصفوف الاولى لمواجهة كورونا

ولانها كانت وما زالت الرقم الصعب والسيدة التي حجزت لنفسها الرقم واحد بين نظيراتها.
كانت الدكتورة ميرفت مهيرات في الصفوف الاولى لمواجهة كورونا.
وفارسة من فرسان العمل الميداني ولها نقول لمثلك تنحي القبعات واهدي اليك كل الاحترامات.

 

حصري لمال وأعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي