محطات مشرقة من حياة….المرأة الاكثر تأثيرا في الاردن
مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 188- الدكتورة بتول مجاهد المحيسن إحدى أبرز الرائدات العربيات اللواتي حوَّلَن الخيال إلى وقائع ملموسة، والأشواك إلى ازهار متفتحة، والمستحيل إلى ممكن، فباتت وبجدارة رمزاً من رموز النجاح والتفوق ليس على المستوى العربي أو الإقليمي بل والعالمي أيضاً، لتستحق وبجدارة لقب «المرأة الأكثر تأثيرا»، وباتت تتبوَّأَ مركزاً متقدماً ليس فقط بين بنات جيلها بل تجاوزت بمراحل من يكبرنها سنا.
محطَّات مضئية من حياة سيدة جمعت بين الكثير من روايات النجاح كُلّ رواية تحتاج إلى أدوات واقلام ومجلدات كي ندوَّنَها عليه، سيدة جمعت الثقافتين الشرقية والغربية فتميزت وابدعت اتقنت دورةا وحققت نقلة نوعية في مركز دراسات المرأة التابع لجامعة اليرموك فبات خلية نحل ينبض بالحياة والإبداع واصبح منصة حقيقية لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا… ومن هنا دَعْوني استرسل الحديث والاقتباس لبعض الامور من حياة امرأةٍ تعد من مُحاوَر حديث المجتمع حاليا ليس بما تمتلك من مال أو جمال بل بما تمتلك من قوة جعلت حبر الأقلام يجري ولا يعرف المستقر ولينت الأوراق لتدوّن عليها كلمات أحرفها من ذهب عنوانها «الشخصية الاكثر تأثيرا» ومتنها سيدة السلام وختامها بداية الوصول إلى القمة وبمجملها «بتول المحيسن».
المعذرة من المسافرين عبر محطات الزمن في قطار توقف مطولا عند محطاتٍ مُشرقة من تاريخ سيدة رغم صغر سنها باتت مرجعا لهذا الزمان وقائدة عجلة التغيير في تمكين المرأة سيدة دمجت ما بين الأحداث والإنجازات سيدة استطاعت ان تكون مثالا يحتذى لدور المرأة في مراكز صنع القرار، سيدة جعلتني أمتطي صهوة الدَواة واُخط بها على قِرطاس ليشكل شعلة من الأنوار تصبح دربا للساعين إلى النجاح والتميز… سيدة جعلتني ارخي العنان لقلمي ليسابق الأحرف ليُسطِّر مَسيرة عطاء لحياة الدكتورة بتول مجاهد المحيسن التي نشأت في بيت عِماده العلمٌ والوطنية والانتماء بيت متدفق بالعطاء كا النبع الذي لا ينضب بالماء يروي عطش الزمان… بيت علم وبيت رجال الدولة وقادة التغيير فيها فهي هنالك ولدت ونشأت وترعرعت في بيت يُقدس العِلم والمعرفة.. لتنهل من بحور العلم متسلحة به ليساهم في بناء شخصيتها منطلقة نحو حياة عملية وإجتماعية مليئة بالأحداث الزاخرة بالنجاحات.
كأني بهذه السيدة (بتول المحيسن) سمِعت أقوال الحكماء وأكتشفت إكْسِير النجاح وذهبت حيث أرادت، تقطع المسافات عبر البحار والمحيطات وتجتاز مكامن الضعف الإنساني حيث الحياة الإجتماعية المرفهة والحب والأماني، ركبت الصعاب ونأتْ بنفسها عن صغائر الأمور مرتحلة في سفرٍ عبر معارك الحياة قوية صبورة تَأَنف الانصياع لسود الليالي وهَوج الرياح والأمواج، صانعة إنسانة حرة أبية توجد حيث عظائم الأمور تصنع، ولم تخضع للأهوال بل ركبتها فارسة لا تلين مواقفها ولا تَخُور عَزَآئِمُها.
سفيرة السلام وسيدة التأثير
الحديث مع بتول المحيسن حديث يأخذك بين الحقيقة والخيال، فعندما تمعن النظر في شخصيتها يقودك الفكر إلى عالم آخر فعندما تحاور السفراء وقادة السياسة تجدها نداً لهم وعندما تقابل الفقراء تشعرك انها منهم، لله درك من امرأة ناجحة ورائدة قيادية فذة ذات شخصية فريدة حيرت العالم فاحتارَ بها، ولو انني لم اقابلها ولم أعرفها ومتابع لتاريخها، لقلت إنّ قصتها من نسجٍ روائي مبدع وأنها من عالم الخيال.
فلم تكن تعلم أنّ تجربتها كمديرة لمركز دراسات المرأة التابع لجامعة اليرموك سيقلب موازين العمل فيه فقد سعت لترجمة الرؤية الملكية لدعم المرأة والأحزاب فقد صارت الزمن وغيرت خلال الـ 6 اشهر خارطة الطريق الاستراتيجة للمركز ايمانا منها بضرورة دعم المرأة والتمكين السياسي لها، مُشكلة بذلك بداية انطلاقة قوية للمركز وبروز نجمه في سماء النجومية حاجزة بذلك حيزاً في حياة الجميع, بوصفها سيدة احدثت التغيير الحقيقي.
وتؤكد بتول على ضرورة التمكين السياسي للمراة بوصفه أهم المحطات في حياتها، وتضيف» هذه التجربة اكسبتني الخبرة وكانت من أغنى التجارب التي مارست من خلالها العمل السياسي وكانت بوابة إلى النجاحات التي وصلت إليها.. كما كانت نقلة نوعية في حياتي العملية والمهنية، فقابلت من خلالها عمالقة السياسة في العالم، حقاً إنها تجربة فريدة يصعب وصفها ويطول الحديث عنها، ولكن مخاضها أنجب بتول القوية العصامية التي تترك بصمة أينما حلت، ومن هنا فانني احرص على نقل تجربتي لمن حولي من النساء».
بتول المحيسن عشقها للأردن ليس شعارات تتغنى بها كما الأخرين إنما هي ممارسات على أرض الواقع فرغم سنوات عاشتها في الخارج إلا أنها ابت إلا أن يكون الأردن مستقرها في العمل ومركزها الرئيس للاستقرار والعمل على خدمة وطنها بكل ما تمتلك من قوة، فترجمت حبها للأردن بعملها، لتكون مساهمة في بناء وطنها ودعم عجلة النمو، مستغلة شبكة العلاقات التي تربطها مع قادة السياسة والاقتصاد لنقل تجاربها ووضعها في خدمة وطنها.
كما وحرصت الدكتورة بتول وعبر مركز دراسات المرأة التابع لجامعة اليرموك الى عقد الندوات والانشطة المتعلقة باندماج المرأة في النشاط الاقتصادي وارتفاع نسبة مشاركتها في سوق العمل انطلاقا من ايمانها بان ذلك يؤدي إلى تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية،منها الحصول على فرص التوظيف التي تؤمن لها مصدراً دائما للدخل، كذلك تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد البشرية المتاحة على المستوى القومي،مما يؤدي الوصول إلى معدلات النمو الاقتصادي المستهدفة، ورفع القدرة التنافسية للمرأة في سوق العمل في ظل اقتصاديات السوق والخصخصة والعولمة وتخفيض معدلات البطالة.
كما تعتبر المشاركة الاقتصادية للمرأة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وعن ذلك تقول إنّ مشاركة المرأة في النمو الاقتصادي تدفع عجلة التقدم الاقتصادي، وذلك ان المرأة ليست كائناً يسعى لمجرد البقاء، وإن المشاريع التي تقوم بها المرأة سواء صغيرة أم متوسطة الحجم تساهم وبشكل إيجابي وفعال في تعزيز الاقتصاديات الوطنية.
حصري لمال واعمال اي اقتباس او اعادة نشر يعرضك للمسألة القانونية