هذه القاعدة الاستهلاكية الضخمة، بكل ما تحمله من فرص ومخاطر لشركات القطاع الخاص في اقتصادنا الوطني، يجب أن يتم الالتفات إلى خصائصها ومكوناتها جيدا لتتمكن الشركات من الوصول إليها بيعيا وخدميا.
وحسب صندوق النقد الدولي فإن نصيب الفرد السعودي من إجمالي الناتج المحلي للعام 2011 (تقديري) بلغ 81 ألف ريال، بمعنى أن نصيب هذه الشريحة الشابة من الناتج المحلي السعودي يصل إلى أكثر من 900 مليار ريال! فيما تصل نسبة الاستدانة (قروض وبطاقات ائتمانية) إلى 89 بالمائة منهم.
لا جدال إذا في أن القوة الشرائية للمستهلك السعودي (الشاب) مرتفعة مقارنة باقتصاديات المنطقة، ولكن ما هي الخصائص الديمغرافية لهذه الشريحة الاستهلاكية؟ حسب عدة مصادر حكومية سعودية ومنظمات دولية، فإن المستهلك في هذه الشريحة مر بعدة مراحل تعليمية، 96 بالمائة أنهوا الابتدائية، النصف ينهي التعليم الثانوي، والربع ينهي تعليمه الأكاديمي (بكالوريوس أو دبلوم) كما أن قدرته على استخدام وسائل التقنية والاتصال عالية، حيث تبلغ نسبة اختراق الإنترنت 50 بالمائة فيما يستخدم قرابة 18 بالمائة شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك حتى ديسمبر 2011، وكل مستهلك يملك هاتفا جوالا واحدا على الأقل بنسبة تغلغل تصل إلى 177 بالمائة. ونتيجة لانتشار الخدمات الصحية فإن المتوقع للمستهلك في هذه الشريحة التي تنمو سنويا بمقدار 1.5 بالمائة أن يبلغ عند وفاته 74 عاما، فيما يتقاسم الذكور والإناث بالتساوي تقريبا نسبة التوزيع الجنسي. المستهلك السعودي الشاب والمعاصر الذي يشكل غالبية الشريحة الاستهلاكية الآن ومستقبلا يختلف عن سلفه الأكثر بساطة، هو يواجه الآن عددا أكبر من الخيارات ولديه قدرة إدراكية أفضل للتحليل.
هو شاب أو فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، متعلم وصحته جيدة، متمكن من وسائل الاتصال ومرتبط بالعالم من حوله، يستطيع المقارنة بين العروض ولديه الوسائل للتأكد من الأسعار والمواصفات ولذلك، فهو أكثر من أي وقت مضى يتأثر بتغير الأذواق (الموضة) ويستهلك العلامات التجارية التي يشعر اتجاهها بالولاء لفترات طويلة. هذه القاعدة الاستهلاكية الضخمة، بكل ما تحمله من فرص ومخاطر لشركات القطاع الخاص في اقتصادنا الوطني، يجب أن يتم الالتفات إلى خصائصها ومكوناتها جيدا لتتمكن الشركات من الوصول إليها بيعيا وخدميا.
*نقلاً عن صحيفة “اليوم” السعودية.