ديف توماس رجل الأعمال الأميركي ومؤسس سلسلة مطاعم Windy’s التي تعتبر من أشهر سلاسل المطاعم في الولايات المتحدة، الرجل الذي صنع تطوراً كبيراً في مجال الطبخ والمطاعم وترك إرثاً استمر لسنوات طويلة بفضل خبرته وإخلاصه لعمله.
ولد ديف توماس في الثاني من يوليو عام 1932 في مدينة أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ونشأ وحيداً مع والدته التي تركت والده قبل أن يولد، وتركته فيما بعد للتبني بعمر ستة أسابيع، فقامت عائلة توماس بتبنيه.
توفيت والدة توماس التي تبنته عندما كان في عمر الخامسة، ونشأ مع جدته في ميتشيغان فيما كان والده مشغولاً بالعمل وباختصار فإن طفولة توماس لم تكن سعيدة أبداً.
بدأ توماس العمل في مطعم The Regas بعمر الثانية عشرة لكنه تركه بعد فترة بسبب شجار مع مديره، وبدأ بالتنقل من عمل لآخر كموزع صحف وعامل في الصيدلية وغير ذلك، وفي عمر الخامسة عشرة بدأ بالعمل بدوام جزئي في مطعم Hobby House وبدأ الدراسة الثانوية في نفس تلك الفترة، لكن عائلته قررت الانتقال لمكان آخر فرفض توماس الانتقال وبدأ بالعمل بدوام كامل وترك الدراسة في الصف العاشر.
مابين فترة 1950 و 1953 نشبت الحرب في الكوريتين فتطوع توماس للقتال في الجيش الأمريكي، حيث عمل كذلك في الطبخ لرفاقه الجنود، كما أرسل إلى ألمانيا للعمل لكنه أعفي من خدماته في نهاية سنة 1953.
بد عودته لعمله في مطعم Hobby House كان السيد كولونيل ساندرز مؤسس مطاعم كنتاكي قد بدأ ببيع إنتاجه إلى أصحاب المطاعم، ووافق أصحاب المطعم على التعاون معه مما سمح لتوماس بالعمل مع ساندرز وتم ترفيع توماس لرتبة طباخ رئيسي.
خلال فترة الستينات انتقل توماس إلى منطقة كولومبوس لإعادة تنشيط العمل في أربعة متاجر تابعة لكنتاكي واستطاع خلال سنوات قليلة إعادتها لقوتها وأرباحها السابقة، وقام ببيع أسهمه لساندرز مقابل 1.5 مليون دولار في 1968.
وقتها لم يكن يوجد في مدينة كولومبوس مطاعم همبرغر تستحق المديح، لذلك قرر توماس أن يتخذ خطوته الكبيرة، وأسس المطعم الخاص به تحت اسم Windy’s وذلك في أواخر 1969، وكان سبب تسمية المطعم تيمناً باسم ابنته ذات الثمانية أعوام.
سرعان ما اجتذب المطعم الزبائن في المدينة والولاية بسبب خدمته المميزة وطعامه اللذيذ، وخلال عقد فقط أصبحت مطاعم Windy’s سلسلة كبرى تملك أكثر من 1000 فرع داخل وخارج البلاد، لتصبح من أشهر مطاعم الوجبات السريعة في العالم.
استقال توماس من عمله اليومي سنة 1982 وواجهت الشركة في غيابه انخفاضاً كبيراً في المبيعات وانتقادات لتدني الخدمة في المطاعم، ولذلك قرر العودة لمنصبه سنة 1985 وإدارة الشركة من جديد، واستطاع توماس بتوجيهاته الصارمة والمبتكرة وعبر إعلانات متنوعة استعادة ثقة زبائن المطاعم وإرجاع السلسلة لمبيعاتها الكبيرة.
خلال التسعينات كانت مطاعم Windy’s من بين لأفضل ثلاثة مطاعم في أمريكا وملكت داخل الولايات المتحدة وحدها أكثر من 6000 فرع، ووصلت ثروة مؤسسها ديف توماس إلى أكثر من 10 مليون دولار أمريكي.
كل ذلك النجاح والثروة الكبيرة لم تمنع توماس من العودة للدراسة الثانوية والحصول على شهادته، معتبراً أن ترك المدرسة كان أسوء عمل قام به ويجعله مثالاً سيئاً للأطفال والمراهقين!