مقال رأي بقلم: خولة المهيري، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الاستراتيجية والاتصال الحكومي في هيئة كهرباء ومياه دبي
تحرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز مشاركة المرأة في جميع القطاعات ومن بينها قطاع الطاقة الذي لم يعد حكراً على الرجال، فالمرأة في دولة الإمارات شريك أساسي في مسيرة البناء والتنمية، والدولة نموذج يحتذى على مستوى العالم في تمكين المجتمع عن طريق المرأة، فكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله: “نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نمكّن المجتمع عن طريق المرأة”.
وعلى مدى نحو خمسة عقود، كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للطفولة والأمومة “أم الإمارات” دور بارز في تعزيز مسيرة المرأة الإماراتية وتفعيل طاقاتها الخلاقة والمبدعة، وإطلاق المبادرات والمشاريع لتمكينها محلياً وإقليمياً ودولياً عبر توفير بيئة محفزة تساهم في تطوير قدراتها، مستلهمة في ذلك نهج المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
كما تبذل حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، جهوداً حثيثة لتمكين وريادة المرأة. وأسهمت هذه الجهود في أن تقدم دولة الإمارات 23 مركزاً لتصل إلى المرتبة 26 عالمياً في تقرير المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، واحتلت المركز الأول عربياً ضمن التقرير السنوي العالمي، بعد أن كانت في المرتبة 49 عالمياً عام 2015.
وتعد هيئة كهرباء ومياه دبي واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية الداعمة للمرأة في قطاع الطاقة لا سيما الطاقة المتجددة والنظيفة والاستدامة، ويسعدنا أن تكون الهيئة “شريك الاستدامة الاستراتيجي” لمنتدى المرأة العالمي دبي 2020 الذي تنظمه مؤسسة دبي للمرأة تحت قيادة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وبرئاسة سعادة منى غانم المرّي، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب.
وتأتي رعاية الهيئة لهذا المنتدى انطلاقاً من رؤيتها كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة تواكب المستجدات في قطاع الطاقة وتدعم جهود الدولة في مجال الاستدامة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة للحد من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لمواجهة التغير المناخي الذي يؤثر بالنسبة الأكبر على النساء والأطفال. كما تنسجم أجندة ومحاور المنتدى مع جهود الهيئة في مجال تمكين المجتمع عن طريق المرأة وتعزيز مشاركتها في القطاعات التنموية، فلدينا في الهيئة 1933 موظفة منهن 646 في القطاع الهندسي والفني، ما يجعلها من أكبر المؤسسات الحكومية الحاضنة للكوادر النسائية الفنية على مستوى إمارة دبي في قطاع الطاقة. وتبلغ نسبة الموظفات المواطنات في الهيئة 80% من إجمالي القوى العاملة النسائية، وتصل هذه النسبة إلى 87% في القطاع الهندسي.
تشارك موظفات الهيئة في مختلف الأعمال التطوعية داخل وخارج الدولة، وبلغ إجمالي الساعات التطوعية لموظفات الهيئة خلال العام الماضي أكثر من 13,300 ساعة في 40 مبادرة إنسانية ومجتمعية، كما تشارك الموظفات في جميع برامج ومبادرات الترشيد والتوعية، لا سيما تلك التي تستهدف المرأة، وقد حققت هذه البرامج التي ساهمت فيها المرأة بصورة فاعلة، في تحقيق وفورات مهمة خلال السنوات العشر الماضية بلغت نحو 2 تيراوات ساعة من الكهرباء، و7.4 مليار جالون من المياه بما يعادل 1.2 مليار درهم، وأسهمت هذه الوفورات في تقليل مليون طن من الانبعاثات الكربونية.
يرتبط نجاح برامج التنمية المستدامة ارتباطاً وثيقاً بالمشاركة الفاعلة للعنصر النسائي، وتساعد البرامج التوعوية الموجهة للمرأة على تمكينها من اتخاذ القرارات البيئية السليمة، مثل شراء المنتجات الصديقة للبيئة وإعادة تدوير النفايات وغير ذلك من قرارات تسهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، إضافة إلى غرس تلك الممارسات لدى أفراد أسرتها. وسيكون منتدى دبي للمرأة 2020 منصة مهمة لتسليط الضوء على “قوة تأثير المرأة” في مختلف القطاعات التنموية لا سيما الاستدامة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-zYp