تمكنت مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة وأستراليا من الكشف عن مادة مخدرة تسمى W-18 والتي يعتقد أنها تضاهي قوة تأثير المورفين بـ10 آلاف ضعف، كما أنه يمكن تعقب آثار تعاطي هذه المادة عن طريق فحص الدم أو البول.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن المادة المخدرة -وهي من الأفيون الصناعي- يعتقد أنها تصنع في الصين قبل أن يتم توزيعها عن طريق الإنترنت على الدول الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول من طور هذه المادة باحثون في جامعة “ألبرتا” في كندا قبل ثلاثة عقود بهدف أن تحل محل مسكنات الآلام للمرضى لكن دون المخاطرة بتعرضهم للإدمان.
وتم تقديم براءة اختراع في تلك التركيبة الدوائية في الولايات المتحدة وكندا في عام 1984، غير أن شركات الدواء امتنعت عن تصنيع المادة المخدرة.
إلا أن شركات الصيدلة في الصين تمكنت من الحصول على التركيبة الدوائية للمادة المخدرة وتصنيعها بشكل غير قانوني كمادة دوائية رخيصة التكلفة.
وكان أول ظهور للمادة المخدرة في كندا عام 2015، عندما ضبطت الشرطة أقراص مخدرات تحتوي على مادةW-18، والتي قورنت بمادة الفنتانيل التي تسببت بوفاة 655 شخصا ما بين عامي 2009 و2014 في كندا.
واتهم مسؤول في وحدة مكافحة المخدرات الصين في جلب المادة المخدرة إلى البلاد مشيرا إلى أن عمليات تهريب المخدرات تأتي في إطار الجريمة المنظمة.
وفي حين أن السويد صنفت مادة W-18 بأنها غير قانونية في كانون الثاني الماضي، إلا أنه ولغاية الآن لم تصدر كندا والولايات المتحدة أي قرار حول كيفية التعامل مع هذه المادة سواء بشكل قانوني كمستحضر دوائي، أو خلافا لذلك.
وبحسب “واشنطن بوست” فقد تم اكتشاف أكثر من 1.1 كغم من مادة W-18 في منزل شخص في ولاية فلوريدا، والذي حكم عليه حينها بالسجن 10 سنوات بعد أن اعترف بأنه قام بتهريب مادة الفنتانيل من الصين.
وفي الأسابيع الماضية، أكدت المختبرات الجنائية في وزارة الصحة الكندية أن نحو 4 كيلوغرامات من المواد التي تمت مصادرتها في كانون الأول 2015 كانت بالفعل عقار W-18، وليس مادة الفنتانيل.
ولا يعرف إلى الآن مدى تأثير W-18 على البشر، أو الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن حدوثها بسبب عدم وجود دراسة واضحة على هذه المادة.
إلا أن تقارير إخبارية أفادت أن المتعاطين في ولاية فلوريدا يستخدمون مادة W-18 عوضا عن الهيروين والكوكايين، في الوقت الذي تحاول السلطات الأميركية معرفة كيفية التعامل مع مادة W-18.