توصلت دراسة أميركية إلى أن زرع خلايا دم الحبل السري للأطفال المرضى بسرطان الدم (اللوكيميا) قد يكون علاجا بديلا عن زرع نخاع العظام لهؤلاء الأطفال.
جاءت ذلك بناء على دراسة تحليلية قام بها المركز الإحصائي، ومركز أبحاث زرع الدم والنخاع، وكلية طب جامعة ويسكونسن، ونشرت نتائجها بمجلة “لانسيت” الطبية البريطانية.
وهذه أول دراسة واسعة النطاق تتناول لوكيميا الأطفال، وتقارن مباشرة نتائج العلاج بنخاع العظام المتطابق (الخيار العلاجي الأول حاليا)، بنتائج العلاج بدم الحبل السري المتطابق وغير المتطابق.
مقارنة وتحليل
وكان الوسط الطبي قد شهد خلافاً كبيراً بين الأخصائيين حول المصدر الأفضل لخلايا الدم الجذعية أو خلايا المنشأ، هل هو دم الحبل السري أم نخاع العظام، الذي ينبغي اتخاذه معياراً قياسياً لعلاج لوكيميا الأطفال.
في سياق هذه الدراسة قام الباحثون بالمقارنة بين نتائج علاج مرضى لوكيميا الطفولة بزرع نخاع العظام من غير الأقارب، وبين نتائج العلاج بزرع خلايا دم الحبل السري.
يذكر أن جميع المتبرعين بنخاع العظام -في هذه الدراسة- كانوا متطابقين بيولوجيا مع المرضى المتلقين للنخاع، وتم التأكد من ذلك باستخدام أساليب عالية الدقة والحساسية، لأجل التعرف على نوع الأنسجة لدى المتبرع والمتلقي.
وكان الهدف الرئيس من هذا التحليل هو الوصول إلى إرشادات هادية لأطباء الزراعة حول أفضل اختيار للمتبرعين -بالنخاع أو دم الحبل السري- للأطفال المرضى باللوكيميا.
علاج فعال
اللافت أن أداء خلايا دم الحبل السري غير المتطابقة كان جيداً بنفس درجة أداء نخاع العظام المتطابق.
كذلك لوحظ أن المرضى المشاركين في الدراسة الذين تلقوا دم حبل سري متطابق كانت فرصتهم في النجاة من الوفاة بالمرض أعلى بنسبة 20% مقارنة بالمرضى الذين تلقوا نخاع عظام متطابق، رغم صغر عدد حالات زرع خلايا دم متطابقة من الحبل السري.
تقول ماري إيبن المعد الرئيسي للدراسة وأستاذة طب الأطفال بجامعة ويسكونسن، إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أنه لا ينبغي اعتبار العلاج بخلايا دم الحبل السري خطاً علاجياً ثانياً لحالات لوكيميا الأطفال الذين قد يستفيدون من زرع هذه الخلايا.
والحقيقة أن إمكانية الاحتفاظ بدم الحبل السري في بنوك الدم، وتوفره للزراعة بدون انتظار طويل، هي ميزة عظيمة في حد ذاتها، بينما قد ينتظر مرضى اللوكيميا شهوراً قبل العثور على متبرع بنخاع عظام مطابق لهم، وهي فترة كافية لعودة المرض الخبيث.
كما أنه ينبغي لمعظم الأطفال المرضى باللوكيميا أن يجدوا – في النهاية- نخاع عظام متطابق، أو في الحد الأدنى وحدة غير متطابقة من دم الحبل السري، لإنقاذهم من المرض.