مجلة مال واعمال

دقيقة بدقيقة.. هكذا ينتشر “الكوكايين المميت” في الجسم!

-

مادّة “الكوكايين” المخدّرة، هي مادّة تعيث فساداً في الجسم منذ لحظة استنشاقه أو تدخينه أو حقنه في الوريد، حيث يدخل مجرى الدم في غضون ثوانٍ ويبدأ بمهاجمة الدماغ. ويخلق “الكوكايين” درجة عالية من النشوة على المدى القصير، تستمرّ ما بين 20 إلى 30 دقيقة، ما يدفع المتعاطين إلى محاولة الوصول إلى المستوى نفسه في كل مرة.

وكلما زاد استهلاكه، يتكيّف الدماغ مع المخدّر بشكل أكبر، ما يعني أنّه بحاجة إلى جرعة أقوى ليشعر بالنشوة نفسها في المرة القادمة. وعلى المدى البعيد، يمكن أن يسبّب “الكوكايين” تغييرات في كيمياء الدماغ، فما الذي يحدث بالضبط للجسم منذ لحظة تناول الكوكايين؟

كجزء من حملة “End Of The Line”، التي تعمل على زيادة الوعي بالتأثير المدمّر الذي يمكن أن يحدثه تعاطي “الكوكايين” على الصحة العقلية، قام الخبراء بتحليل تأثيره دقيقة بدقيقة.

في غضون 5 دقائق
يعمل “الكوكايين” من خلال تسريع الجهاز العصبي المركزي، الذي يتحكم في معظم وظائف الجسم والعقل. وعند استنشاقه على شكل مسحوق، يمكن أن يستغرق الأمر زهاء 5 دقائق لبدء عمل تأثير المخدر، في حين يكون التأثير فوريا عند تعاطي “الكوكايين” عبر التدخين.

وفي حديثه مع صحيفة “ذا صن” البريطانية، قال هاري سومينال، وهو أستاذ في حالات تعاطي المخدرات: “يعد الأنف غنيا بالأوعية الدموية، لذا عندما يُستنشق الكوكايين يجري امتصاصه بسرعة في مجرى الدم، حيث يُضخ عن طريق القلب ويُنقل إلى الدماغ. وعلى الرغم من أن هذه العملية سريعة للغاية، وتستغرق نحو 5 دقائق، إلا أن تأثيرات الذروة تحدث بعد زهاء 10 إلى 30 دقيقة من تعاطيه”.

بعد 10 دقائق
يستغرق العقار زهاء 10 دقائق ليسيطر بشكل كامل على الجسم، حيث يقول البروفيسور سومينال: “يتسبب الكوكايين في إطلاق الدماغ لعدد من المواد الكيميائية العصبية، ما ينتج الآثار المرجوة للعقار، بما في ذلك النشوة والثقة”.

بعد 30 دقيقة
في غضون 30 دقيقة، يستمتع المتعاطون بالتأثير الأعلى للمخدر، حيث يعتمد طول المدة على نقاء “الكوكايين” واستيعاب الفرد. ومع الاستخدام المتواصل، يمكن للناس التكيف مع الكوكايين بسرعة،. وبمرور الوقت، يتطلب الأمر استهلاك كميات أكبر من المخدر للحصول على نوعية التأثير العالية نفسها.

بعد ساعة
بعد نحو 60 دقيقة، ستتلاشى آثار العقار المخدر. وقال البروفيسور سومينال: “إن معدل ضربات القلب وضغط الدم والحالة المزاجية لدى المتعاطين العاديين، يعود إلى طبيعته. يميل المتعاطي إلى أخذ جرعة ثانية للحفاظ على الآثار الإيجابية، بدلا من محاولة منع الآثار السلبية”.

ولكن البروفيسور سومينال يحذر من أن المخدر يمكن أن يكون بالخطورة نفسها بالنسبة للأشخاص، الذين يتعاطونه لمرة واحدة، مثل المدمنين.

ويمكن أن يعاني الأفراد من أعراض القلق وجنون العظمة وآلام في الصدر وارتفاع درجة الحرارة، خاصة إذا تناولوا الكثير من “الكوكايين”.

وبين ساعة وبضعة أيام، يواجه الأفراد “انهياراً” مع شعور بالإرهاق وزيادة الشهية والأرق والتهيج، حيث تختلف التجربة بناء على نقاء الكوكايين وحساسيات الفرد تجاه العقار. وغالبا ما تؤدي أعراض وقف تعاطي الكوكايين إلى الإدمان.

ووجدت دراسة أجراها غاوين وكليبر عام 1986، أن فترة “وقف التعاطي” تستمر زهاء أسبوع إلى 10 أسابيع، حيث يتضمن ذلك المدة التي استغرقها الفرد في تعاطي المخدرات، والجرعة المتوسطة المستهلكة، وما إذا كان يتعاطى أيضا مواد أخرى أو يعاني من مشكلات تتعلق بالصحة العقلية.

وخلال هذه الفترة الزمنية، يبدأ الناس في الشعور بالخمول والقلق والرغبة الشديدة في النوم.

ومع مرور أسابيع، يصل المتعاطون إلى المرحلة الثالثة والمعروفة باسم “الانقراض”، حيث يواجهون بعض مشاعر عدم الرضا عن الحياة.

ويمكن أن يستمر هذا حتى 28 أسبوعاً، أو ما يزيد قليلاً عن 6 أشهر، وفقا لدراسة غواين وكليبر. وقد يواجه البعض حوافز انتحارية قوية وأفكارا غريبة وحتى الذهان المؤقت.

وفي هذه الحالات، يمكن أن تكون هناك حاجة إلى تدخلات طبية مثل إعادة التأهيل.

تأثير الكوكايين الطويل الأجل على الجسم
حتّى بعد التخلص من الإدمان، يمكن أن يؤدي المخدر إلى آثار بدنية دائمة في الجسم، بما في ذلك مشكلات القلب وزيادة ضغط الدم وارتفاع خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. ونظرا لضخ الكوكايين عبر الأوعية الدموية الموجودة في كافة أنحاء الجسم، فإنه يؤثر أيضا على الأعضاء الأخرى.

وفي حين أن الآثار الدماغية يمكن أن تؤدي إلى زيادة سريعة وكبيرة في معدل ضربات القلب أو إيقاعات غير منتظمة، يمكن أن يسبب “الكوكايين” تلفاً مباشراً للخلايا في القلب، ما يؤدّي إلى مشكلات مزمنة.