قالت دراسة عالمية محايدة صدرت أخيرا إن “الأجهزة الذكية التي توفر خدمات التعامل مع “المنازل الذكية” ستزيد وتنتشر بشكل مضطرد خلال المرحلة المقبلة”.
ورجحت الدراسة أن يبلغ عدد هذه الاجهزة المتصلة بالإنترنت والتي ستكون قيد الاستعمال على المستوى العالمي حوالي 294.2 مليون جهاز.
وأكدت الدراسة أن عدد هذه الاجهزة المختصة بمفهوم ” المنازل الذكية” سيزداد خلال العام المقبل حيث من المتوقع ان يسجل زيادة بنسبة كبيرة تصل الى 99 %، ليبلغ عدد هذه الاجهزة التي ستكون مستخدمة بين الناس على المستوى العالمي حوالي 586 مليون جهاز، فيما من المتوقع ان يتضاعف عدد هذه الاجهزة ليتجاوز المليار جهاز مع نهاية العام 2017.
وتشمل هذه الارقام الاجهزة والادوات والمرافق التي يحتويها المنزل العادي مثل الاجهزة الكهربائية، والثلاجات والغسالات، والابواب، واجهزة التكييف والتبريد، وغيرها من مرافق المنزل التي سترتبط بشبكة الإنترنت عن طريق اجهزة استشعار لتبلغنا بمعلومات مفيدة في حياتنا اليومية ومن شأنه أن تسهلها او تفيدنا في توفير الطاقة او المساهمة في انجاز الأعمال اليومية بسرعة وجهد اقل كاشعال واطفاء الاجهزة الكهربائية في الوقت المناسب، فضلا عما توفره هذه الاجهزة من مزايا الامان والحفاظ على منازلنا لا سيما تلك الخدمات المرتبطة بالتأكد من اقفال الابواب، واعطاء التنبيهات والانذار في حالة التعرض للمخاطر والسرقات، كلها معلومات تصل من هذه الاجهزة الى هواتفنا الذكية لتبلغنا بمعلومات، حيث يندرج كل ما ذكر سابقا تحت مفهوم ” المنزل الذكي”.
إلى ذلك؛ ذكرت الدراسة أيضا أن مفهوم ” المباني التجارية الذكية” سيشهد ايضا توسعا وانتشارا كبيرا، متوقعة ان يبلغ عدد الأجهزة المرتبطة بالإنترنت ضمن هذا المفهوم على المستوى العالمي مع نهاية العام الحالي حوالي 206.2 مليون جهاز ستكون قيد الاستخدام ، وليزيد عدد هذه الاجهزة ضمن المباني التجارية الذكية الى 355 مليون جهاز.
كما تطرقت الدراسة الى ذكر مفهوم ” أنظمة النقل الذكية” والتي قالت إن”هذا المفهوم ايضا سيشهد توسعا وانتشارا متزايدا حول العالم، حيث توقعت الدراسة ان يبلغ عدد الاجهزة المرتبطة بانظمة النقل الذكية حوالي 237 مليون جهاز، وليرتفع العدد الى 299 مليون جهاز مع نهاية العام المقبل”.
واشارت الى ” انظمة الخدمات العامة الذكية” والتي يتوقع ان يبلغ عدد الاجهزة المرتبطة بها مع نهاية العام 98 مليون جهاز، وليزيد عدد هذه الاجهزة ضمن هذا المفهوم 126 مليون جهاز.
ويشار الى ان كل المفاهيم سابقة الذكر ؛ المنازل الذكية، المباني التجارية الذكية، أنظمة النقل الذكية، الخدمات العامة الذكية، تندرج تحت مفهوم عام وشامل هو ” المدن الذكية” التي يسميها البعض مدينة ” معرفة “، أو ” مدينة رقمية “، أو مدينة “سيبرانية” أو مدينة ” إيكولوجية “، وذلك يتوقف على الأهداف التي يحددها المسؤولون عن تخطيط المدينة.
والمدينة الذكية تستشرف المستقبل على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وتسمح برصد البنية التحتية الأساسية بما فيها الطرق والجسور والأنفاق والسكك الحديدية وأنفاق القطارات والمطارات والموانئ البحرية والاتصالات والمياه والطاقة بل والأبنية الرئيسية، من أجل الوصول إلى الدرجة المثلى من الموارد والأمن.
كما يعرفها البعض بانها المدينة التي تسمح بتعظيم الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفر بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة، وتعتمد هذه الخدمات على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبدأت الكثير من المدن حول العالم بالتوجّه لتطبيق مفهوم ” المدينة الذكية” مستفيدة ومطوعة انتشار شبكات الإنترنت عريضة النطاق من الجيلين الثالث والرابع، وشبكات الالياف الضوئية والشبكات العام للاتصالات، والانتشار الكبير للانظمة والاجهزة والتطبيقات الذكية ومنها اجهزة الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية، وارتباطها بالآلات والاماكن، حيث يجري الحديث وتطبيق مفاهيم إنترنت الاشياء والذي يعد اساسا لتطبيق المدن الذكية مع اعتماد إدارة خدمات الصحة والنقل والتعليم والتسويق، الزراعة والطاقة على الاجهزة الذكية والربط بشبكة الإنترنت وتوفير المعلومة للمواطن او المسؤول ما يسهم في توفير الوقت والجهد وزيادة فعالية وجاهزية الخدمات سابقة الذكر.
وتعتبر مدن مثل سيئول وسيدني وفي المنطقة العربية مدينة دبي امثلة لمدن قطعت شوطا كبيرا في التحول إلى مدن ذكية أو تطبيق جزء كبير من هذا المفهوم في ادارتها وافادة مواطنيها.