أظهرت دراسة قامت بها شركة تروث للاستشارات الاقتصادية في أبوظبي، أن الأعوام الستة الماضية، شهدت اكتمال 73 صفقة استحواذ واندماج وشراء حصص لشركات محلية في الدولة بقيمة 100 مليار درهم، من أصل 112 صفقة، مشيرةً إلى أن هناك 24 حالة مؤكدة لا تزال طور الإجراء، ونحو 15 حالة قيد التفاوض.
وقدرت الشركة أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الاندماجات والاستحواذات بين كبريات الشركات العاملة في أبوظبي والإمارات، منوهةً بأن قطاعات التأمين والوساطة والبنوك والصناعة هي المرشحة، باعتبارها الأكثر إلحاحاً للاندماج والاستحواذ.
وأوضحت الدراسة، أن حالات الاستحواذ هي الأكبر خلال السنوات الست الماضية، حيث بلغت 76 حالة، تليها حالات شراء الحصص بنحو 31 حالة، وأخيراً حالات الاندماج بنحو 6 حالات، وشهد العام الماضي فقط 15 صفقة، منها 8 صفقات استحواذ وصفقة اندماج و6 صفقات شراء حصص. ونجحت الشركة خلال الأيام القليلة الماضية، في إنجاز عمليات الاندماج بين شركة الصفوة للخدمات المالية، وشركة مباشر للخدمات المالية.
حاجة
وأكد رضا مسلم الخبير الاقتصادي الشريك في شركة تروث للاستشارات الاقتصادية، في لقاء مع الصحافيين، الحاجة الملحة لقطاع الأعمال في أبوظبي لعمليات الاندماج والاستحواذ، مشيراً إلى أن الاندماج أصبح مطلباً ضرورياً، بسبب تراجع أسعار النفط، وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي والإقليمي، فضلاً عن تنافس عدد كبير من الشركات الصغيرة في قطاع معين، ما يضر هذه الشركات والاقتصاد الوطني معاً.
ونوه بأن دولة الإمارات سباقة في المنطقة في عمليات الاندماجات والاستحواذات، مثل اندماج شركتي مبادلة والاستثمارات البترولية، وبنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول، وأخيراً، اندماج شركتي أدما العاملة وزادكو، مؤكداً على أن ظاهرة الاندماج في أبوظبي والإمارات، لن تقود مطلقاً إلى احتكار شركة محددة في أي قطاع للسوق، حيث يعيق قانون المنافسة، ظهور التكتلات الاحتكارية.
كيانات
وشدد مسلم على أن دولة الإمارات في أشد الحاجة إلى التوسع في ظواهر الاندماج والاستحواذ وشراء الحصص لتكوين كيانات اقتصادية عملاقة، مشيراً إلى الاندماج والاستحواذ يؤديان إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية وزيادة الأرباح والدخول إلى أسواق جديدة، كما أن الاندماج يساعد على نمو الشركات المماثلة بسرعة في قطاعها أو في قطاع جديد أو مكان جديد، دون الحاجة إلى إنشاء كيانات أو مشروع مشترك أو فروع جديدة، كما أن الاستحواذ غالباً ما تقوم به الشركات العملاقة ذات رؤوس الأموال الضخمة، والتي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة في أعمالها، وليست بحاجة إلى الاندماج، لأن مراكزها المالية قوية، وصناعتها متطورة، وقادرة على الصمود والمنافسة.
كفاءات
طالب رضا مسلم، الخبير الاقتصادي، والشريك في شركة تروث للاستشارات الاقتصادية، بضرورة وضع آلية للاستعانة بالكفاءات المتميزة، التي يتم إنهاء خدماتها بسبب الاندماج أو الاستحواذ، عن طريق استقطاب هذه الكفاءات في مشروعات أخرى داخل الدولة، بما لا يؤدي إلى الاستغناء عنها مطلقاً.