خلصت دراسة حديثة إلى أن الصلع والشيب المبكر لدى الرجال يعد مؤشرا على زيادة خطر الإصابة بمرض القلب التاجي، أكثر من السمنة، في الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما.
وأثبتت الدراسة، التي أجريت على أكثر من ألفي شاب في الهند، أن أغلب المصابين بمرض القلب التاجي، أو ما يعرف بالشريان التاجي، كانوا قد أصيبوا بالصلع أو الشيب المبكر، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بشعر كامل في الرأس.
وستعرض الدراسة، التي أعدتها جمعية أمراض القلب الأوروبية، في المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب في الهند.
لكن مؤسسة القلب البريطانية أشارت إلى أن هناك عوامل أخرى مهمة.
وقال الدكتور مايك كنابتون، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية، لبي بي سي: “تشير هذه الدراسة إلى أن تحديد الأشخاص المصابين بالصلع أو الشيب المبكر ربما يساعد في تحديد هؤلاء، المعرضين لمخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب”.
وأضاف: “لكن هذا ليس شيئا يمكن للناس تغييره، في حين يمكنك تغيير نمط حياتك، وعوامل الخطورة الأخرى مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وضغط الدم. هذه أمور أكثر اهمية يمكن أخذها في الاعتبار”.
الشيب المبكر
ومن المقرر أن تعرض الدراسة خلال المؤتمر السنوي التاسع والستين، لجمعية أمراض القلب الهندية المقرر عقده في مدينة كالكاتا.
وفحصت الدراسة 790 رجلا تقل أعمارهم عن 40 عاما، يعانون من مرض الشريان التاجي، وكذلك 1270 رجلا سليما في نفس العمر، والذين تم استخدامهم كعينة إرشادية.
وفحص الباحثون التاريخ الطبي لكل من تضمنتهم الدراسة، وصنفوهم من حيث درجة الصلع النمطي لدى الرجال، وهوالنمط الشائع من فقدان الشعر، الذي يتطور عند أغلب الرجال في مرحلة ما من العمر، وكذلك شيب الشعر.
وربط الباحثون بين نتائج الدراسة وبين حدة أعراض مرض القلب التاجي.
واكتشف الباحثون أن الرجال المصابين بمرض القلب كان أغلبهم قد أصيبوا بالشيب المبكر. وكانت نسبتهم 50 في المئة مقارنة بـ 30 في المئة من المجموعة السليمة، وهو أكثر من خمس أمثال مخاطر الإصابة في المجموعة الضابطة.
كما أن مجموعة الرجال المصابين بمرض القلب كان أغلبهم قد أصيبوا بالصلع النمطي المبكر، وذلك بنسبة 49 في المئة مقابل 27 في المجموعة السليمة، وهو ما يساوي 5.6 أمثال مخاطر الإصابة.
لكن السمنة ارتبطت فقط بأربعة أمثال مخاطر الإصابة بمرض القلب.
ويقول الدكتور كمال شارما، الباحث الرئيسي في الدراسة: “قد يكون السبب المحتمل هو عملية الشيخوخة البيولوجية، التي ربما تكون أسرع في مرضى بعينهم، والتي ربما تنعكس في التغيرات التي تطرأ على الشعر”.
ويقول البروفيسور ألون هيوز، أستاذ فسيولوجيا القلب في كلية لندن الجامعية (يونيفيرسيتي كوليدج لندن)، إن ارتباطات مشابهة جرى التوصل إليها من قبل.
وقال: “يتكهن بعض الأشخاص أن ذلك ربما يكون مؤشرا، على ضرر مرتبط بالشيخوخة أصاب حامض دي إن إيه “.
وكانت دراسة، شملت نحو 37 ألف شخص في اليابان عام 2013، قد قالت إن الرجال الصلع معرضون بنسبة 32 في المئة لمخاطر الإصابة بمرض القلب التاجي.
وقال البروفيسور هيوز إن دراسة، شملت ما يقرب من 11 ألف شخص في النرويغ عام 2014، قالت إن الشعر الأبيض ينبئ بمرض القلب في المستقبل، لكنه قال إن ذلك ربما يُفسر بالأخذ في الاعتبار عوامل الخطورة الأخرى، المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية.
ويقول الدكتور داماديب هيومان، المشرف على الدراسة الرئيسية محل الموضوع، إن الرجال المصابين بالصلع النمطي للرجال أو الشيب المبكر “يجب أن يتلقوا مزيدا من المتابعة لمرض الشريان التاجي، ونصائح لتغيير نمط الحياة التي يعيشونها، مثل اتباع نظام غذائي صحي، أو ممارسة تمرينات رياضية وإدارة الإجهاد”.
ويقول البروفيسور ماركو روفي، رئيس وحدة أمراض القلب التداخلية في مستشفى جامعة جنيف: “تقدير عوامل الخطورة عنصر حاسم، في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها”.
وأضاف: “عوامل الخطر التقليدية، مثل مرض السكري وتاريخ العائلة مع أمراض القلب والتدخين وغيرها، مسؤولة عن الغالبية العظمى من أمراض القلب والأوعية الدموية”.
وأضاف: “تبقى هناك حاجة إلى تحديد ما إذا كانت عوامل الخطورة الجديدة المحتملة، مثل تلك المشار إليها، ربما تحسن من تقدير مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.