وقد قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقرب من 62,000 شخص تم تتبع قراءات ضغط الدم لديهم لما يقرب من 14 عاماً.
وقد تبين أن الأشخاص الذين حافظوا على ضغط دم جيد أو خفضوا من مستويات ضغط الدم المرتفع عند سن 55 تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسب تتراوح بين (22 إلى 41%) في حين أن الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع في هذه المرحلة العمرية تزيد لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب لتصل إلى 42 إلى 69% في مراحل لاحقة من العمر.
وصرح د. روبرت جراهام أخصائي أمراض الباطنية بمستشفى Lenox Hill بنيويورك أن هذه الدراسة “تضيف أدلة جديدة على أن ضغط الدم المرتفع هو أهم عامل خطورة (قابل للتعديل) لأمراض القلب بما في ذلك مرض الشريان التاجي والسكتة,” .
وأضاف أن الكثير من المرضى لا يأخذون هذا المرض الصامت (ضغط الدم المرتفع) بجدية لأنهم عادة ما لا يرون أو يشعرون بتأثيراته الصحية حتى تظهر نتائجه الكارثية عليهم.
من بين النتائج الأخرى للدراسة تبين أن السيدات يعانين بشكل عام من زيادات أعلى في ضغط الدم في مرحلة منتصف العمر أكثر من الرجال. كما أن السيدات اللاتي تعاني من ضغط الدم المرتفع في بداية العقد الخامس تزيد لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 49% عمن يصبن بالمرض في منتصف العقد السادس.
وبيت الدراسة أنه في متوسط عمري 55 عاما يسجل 26% من الرجال قياسات ضغط دم طبيعية كما هو الحال مع 41% من السيدات. في حين يصاب 49% من الرجال و48% من السيدات بضغط الدم في نفس هذه المرحلة العمرية.
وأن حوالي 70% من الرجال الذين يصابون بضغط الدم المرتفع في منتصف العمر يواجهون مشكلة في الأوعية الدموية بالقلب مثل السكتة أو نوبة قلبية عند بلوغ سن 85 سنة.
من جهتها، صرحت كاتبة الدراسة نورينا ألين الأستاذ المساعد بقسم الطب الوقائي بجامعة نورث ويست بشيكاغو بأن “المتابعة الجيدة لتغيرات ضغط الدم يمكن أن تقدم معلومات دقيقة عن مخاطر أمراض القلب في حياة الشخص كما يمكن أن تساعد في التنبؤ بالمخاطر الفردية لكل شخص، وبذلك يمكن تحديد استراتيجية الوقاية من المرض,”
وأضافت ألين “أن تجنب زيادة ضغط الدم أو تأجيل ظهوره في مرحلة منتصف العمر يكون له تأثير هام على تقليل مخاطر ظهور أمراض الأوعية الدموية بالقلب خلال حياة الشخص”.
ويتفق د. جراهام مع هذا الرأي قائلاً إنه لحسن الحظ يمكن تنظيم ضغط الدم بتناول العقاقير المناسبة بشكل منتظم واتباع أسلوب حياة صحي لتجنب الإصابة بأمراض القلب مع تقدم العمر.