تستضيف دبي خلال العام الجاري مجموعة من أبرز الفعاليات الطبية، ومنها المؤتمر العالمي لصحة القلب والأوعية الدموية، والذي سيُعقد في دبي للمرة الثانية، وهو ثمرة للتعاون بين مكتب فعاليات دبي للأعمال وجمعية القلب الإماراتية، فضلاً عن مشاركة اتحاد القلب الخليجي في تنظيم المؤتمر. ومن المقرر أن يستقطب المؤتمر نخبة مميزة من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال من أكثر من 110 دول، والذين يمثلون أيضاً عدداً من تخصصات طب الأطفال والتمريض والكُلى والغدد والأشعة التشخيصية.
كما تستضيف دبي خلال الأعوام المقبلة مجموعة من أبرز الفعاليات الطبية، وعلى رأسها اجتماع الاتحاد الدولي لجمعيات إدارة المعلومات الصحية في عام 2019، واجتماع الجمعية الدولية لمتلازمة داون في 2020، والمؤتمر الدولي لطب الطوارئ في 2021. وستشهد الفعاليات الطبية المقبلة المقرر انعقادها في دبي حضور آلاف الخبراء والمتخصصين المتميزين من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث ما تم التوصل إليه من اكتشافات طبية والعمل على تعزيز الوعي حول جُملة من أبرز القضايا الطبية.
تركّز دبي جهودها على استقطاب مجموعة من فعاليات الأعمال الطبية، ومن أبرزها «معرض ومؤتمر الصحة العربي»، الذي يواصل تحقيق انتشار متزايد، حتى أصبح أكبر حدث من نوعه على مستوى العالم ودليلاً على الدور المتزايد الذي تلعبه الفعاليات الطبية. ويُعقد هذا الحدث سنوياً في مركز دبي التجاري العالمي؛ حيث يستقطب أكثر من 130 ألف من الخبراء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم.
وكشف تقرير أجرته مؤسسة «مينا ريسيرش بارتنرز» للأبحاث عن أن قطاع الرعاية الصحية في الدولة شهد نمواً بنسبة 10% منذ العام 2015، ويتوقع أن يصل حجم هذا القطاع إلى أكثر من 103 مليارات درهم (28 مليار دولار) بحلول العام 2021.
خطة دبي
وتمضي إمارة دبي في خططها الطموحة نحو تبني أحدث التقنيات في تشخيص الأمراض، وقد تجسّد هذا التوجّه خلال «خطة دبي 2021» الرامية إلى تحقيق أفضل مستوى معيشة للمجتمع، وبما يتماشى مع الزيادة في عدد السكان بالإمارة. ووفقاً للخطة، فإنه يتم تقييم تجربة المعيشة لسكان الإمارة وزوارها كنتاج لتفاعلهم مع البيئة المحيطة والخدمات الاقتصادية والاجتماعية المقدّمة لهم. وفي إطار مساعيها لدعم التوجه الطموح، حرصت مدينة دبي الطبية على ترسيخ مكانتها كوجهة معتمدة عالمياً لأرقى مستويات الرعاية الصحية، وكمركز متميز ومتكامل بمجال الخدمات الطبية والتعليم والأبحاث، وذلك انطلاقاً من كونها رائدة النمو لهذا القطاع. وتحتضن المدينة مقر جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية التي تضطلع بدور متميز كوجهة أكاديمية ومعرفية في هذا المجال، حيث تم تصميمها كمنصة متكاملة تدعم الأبحاث والتعليم الطبي والتطبيق العملي للجانب الأكاديمي، لتكون بذلك وجهة رائدة للعلوم الصحية والطبية.
ويقوم «فعاليات دبي للأعمال»، بصفته المكتب الرسمي لجذب الفعاليات والمؤتمرات والتابع لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»، بدور محوري في تعزيز هذا النهج الطموح الذي تتبعه الإمارة، وذلك من خلال التركيز على استقطاب عدد من فعاليات الأعمال من جميع أنحاء المنطقة والعالم بما يدعم طموحات دبي لأن تصبح وجهة مثالية لاقتصاد المعرفة تساهم من خلالها في تعزيز مجال فعاليات الأعمال على امتداد طيف واسع من القطاعات على مستوى العالم، بما في ذلك الرعاية الصحية والطبية.
مركز عالمي
وفي هذا الصدد، قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري: «حظي قطاع الرعاية الصحية في دبي باهتمام واسع، وشهد تطوراً هائلاً على مدار العقد الماضي، لتصبح الإمارة حاضنة لأبرز مؤسسات الرعاية الصحية والطبية التي تضم نخبة من الخبراء ذوي الخبرات العالمية. وأضاف «إننا حريصون على المساهمة في مسيرة التميز التي تمضي بها دبي في هذا المجال ودعم رؤية الحكومة الرامية إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي للخدمات الطبية من خلال استقطاب مؤتمرات وأحداث عالمية في هذا المجال. ويتعاون مكتب فعاليات دبي للأعمال مع مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك هيئة الصحة بدبي وجمعية الإمارات الطبية، بما يضمن استضافة فعاليات ومؤتمرات رعاية صحية وطبية تدعم أنشطتها ورؤيتها».
وبالإضافة إلى ذلك، يضم برنامج «السفير» الذي أطلقه «مكتب دبي لفعاليات الأعمال» شبكة مؤلفة من أكثر من 300 عضو يحظى كل منهم بخبرة في قطاعه، منهم علماء وخبراء ورجال أعمال من دولة الإمارات، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين، حيث يشكّل البرنامج منصة للتعاون بينهم من أجل تعزيز التواصل والتأثير بهدف استقطاب فعاليات ومؤتمرات ولقاءات تتعلق بالمجال الطبي إلى دبي.
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور عبدالله شهاب، رئيس شعبة القلب الإماراتية: «إننا في شعبة القلب نرحب دائماً بتشجيع أي شكل من أشكال التعاون الذي من شأنه تعزيز جهود تنظيم الفعاليات والمؤتمرات الطبية داخل دولة الإمارات، وذلك من خلال مشاركتنا المشرّفة في فعاليات خارج الدولة، ومنها اجتماع الكلية الأمريكية للقلب والجمعية الأوروبية لكونجرس القلب». وأضاف: «لا شك أن انعقاد فعاليات كهذه من شأنه أن يعرّف المتخصصين بالابتكارات والاكتشافات في مجال أمراض القلب والجهود العلمية التي تبذلها الشعبة، بما في ذلك المشاركة في الفعاليات والمشروعات بالتعاون مع الجمعيات الدولية الأخرى، والتركيز على مجال طب القلب في الإمارات».
تبادل الحوارات
وتتأهب الجهات المعنية بالفعاليات في دبي لاستقبال عدد كبير من الفعاليات والمؤتمرات المقرر إقامتها في المدينة خلال السنوات المقبلة، حيث يدرك المخططون والمنظمون والقائمون على مراكز المؤتمرات، الأثر الكبير الذي سيتحقق من وراء هذه الفعاليات بمجال الرعاية الصحية، في إطار استراتيجية دبي لاستضافة هذا النوع من الفعاليات بما يدعم تبادل المناقشات والحوارات على هذا الصعيد وصولاً إلى تحقيق التغير على المستوى العالمي.
وفي هذا الإطار، قال ماهر جلفار، نائب أول الرئيس لإدارة خدمات القاعات في مركز دبي التجاري العالمي: «يتمتع مركز دبي التجاري العالمي بخبرة تزيد على 35 عاماً في تحفيز قطاع المؤتمرات بالمنطقة، استضاف خلالها عدداً من الفعاليات الرائدة في عدة مجالات، والتي ساهم من خلالها في ازدهار هذا القطاع إقليمياً. ومع مواصلة مجال الرعاية الصحية نموّه، فإن المركز سوف يواصل لعب دوره في توفير منصة استراتيجية لنقاش قضايا مهمة في مجال الرعاية الصحية، بما يدعم النمو في دبي ويعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة بهذا المجال».
وبينما تمضي دبي بخطى واثقة في مسيرتها نحو المساهمة في تحقيق «رؤية الإمارات 2021»، يواصل مجال الفعاليات الصحية والطبية دوره كأحد المحفّزات لتحقيق التقدم في توفير تقنيات تضمن أرقى جودة من الرعاية الصحية وكذلك الاطّلاع على أحدث التطورات والإنجازات الطبية.
تعزيز خدمات الرعاية
منذ إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «رؤية الإمارات 2021» في العام 2010، وتقوم الدولة في العمل على تنفيذ الخطط والتوجهات التي تعزز مكانتها ضمن أفضل الدول على مستوى العالم. وتعد الرعاية الصحية واحدة من محاور هذه الرؤية؛ إذ تتطلع من خلالها إلى ترسيخ الجانب الوقائي، وتقليص معدل الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، مثل أمراض السكري والسرطان والقلب، بما يضمن تحقيق حياة صحية وعمر مديد لمواطني الدولة. وفي هذا الإطار، تتبنى الدولة عدداً من المبادرات طويلة الأمد التي تستهدف تحقيق هذه الرؤية، ومنها منظومة لاعتماد المستشفيات الحكومية والخاصة، وذلك انطلاقاً من حرصها على تعزيز مسيرتها للتحوّل إلى وجهة متميزة للرعاية الصحية.