دبي مدينة عربية عالمية، تضيف، مع كل لحظة، جماليات وتطورات ومفاجآت، على كافة الصعُد، وفي كافة المجالات الحياتية، ولأنها ترفض المستحيل، تراها تتلألأ بتجاربها المميزة، المستدامة، المنفتحة على حوارات العقول والقلوب والأخيلة، محلقة بك إلى عالمها المنجذب أبداً نحو الأحلام البعيدة القريبة، حيث لا مسافة زمانية بين البُعد والقرب، ولا فواصل، ولا نهايات. وهذا ما أكدهُ الشاعر عبد الله الهدية بقوله: «عندما ننظر إلى أية لوحة فنية، من أبعادها المختلفة، حسب المنظور الفكري والثقافي، نجد أن هذه اللوحة مرسومة بكل عناية، بما وهبها الله أولاً، ثم ساهم في صياغتها الإنسان من أجل تعمير الأرض. هناك، تناغم في كل مناحي الحياة في دبي، فلا تنفك الثقافة ولا الفن عن الحضور، في برج خليفة ترى اللوحات، في المركز التجاري ترى قصيدة، في أوبرا دبي حكاية أو رواية أخرى». ويضيف الهدية: «دبي بلوحتها التكاملية في كافة مجالات الحياة، وأهمها لوحة تنمية البشر، لا تؤكد فقط سمتها الكبرى وهي التناغم الثقافي العالمي حيث تضم جنسيات مختلفة، وإنما تشكل وبتنوعها وتعدديتها لوحة ثقافية أخرى».
ويسوق الهدية سبباً آخر يجعل من دبي عالمية، فيقول: «مهرجانات دبي، وقريتها العالمية، وأسواقها الداخلية، وما يصاحبها من أنشطة ثقافية تجارية، تسوّق للموروث الشعبي والثقافة العالمية، تجعلك أمام لوحة عالمية». دبي تجعلك تقول: الأبدية تمرّ من هنا. وتواصل رحلتك، لتكتشف اللوحات المختلفة، المتنوعة، التي تتسع لتشاركك جمالياتك الجوانية، بدءاً من اللوحة الكبرى (دبي)، مروراً باللوحات الأخرى: برج خليفة، الحدائق، الصحراء، و (إطار دبي) الذي يروي تطورات المدينة في رحلة عبْر الأزمنة، بمؤثرات صوتية وسمعية ومرئية، وأبعاد ثلاثية تفاعلية وتكنولوجية، والصرح الثقافي الذي أبهر العالم (أوبرا دبي) التي استضافت وتستضيف أهم العروض الفنية العالمية، ثم (متحف المستقبل)، الذي تفاجئنا دبي ببيئته الابتكارية الأفضل على مستوى العالم.
دبي قصيدة الدهشة، ولوحاتها تتراكب بإشعاعية مشرقة كما سيمفونية أزلية، لها أسرارها الجمالية الإماراتية الخاصة التي كشفت عنها التشكيلية الإماراتية فايزة مبارك، قائلة: إنها تجمع وبتناسُب ذهبي، بين التاريخ والقديم والحداثة، مثلاً، (البستكية) يتجلى فيها جمال المناطق القديمة الأثرية إلى جانب الحداثة والتطورات والأفكار الجديدة والطموح والأعمدة القوية، والحمد لله، شيوخنا، يركزون عليها من حيث الفكرة والإبداع. وهذا ما شجعنا كفنانين على ألاّ نكرر أنفسنا في أعمالنا». وتوضح فايزة مبارك: «الإمارات إجمالاً تتميز بـ (البساطة العميقة) وهي ثيمة إماراتية، رغم أن لكل إمارة طابعها الفني الجمالي الخاص، و (دبي) المؤلفة من ثلاثة أحرف تعكس قوة التاريخ والطموح والمستقبل، حيث إن المستقبل خطوة لا تقف ولا تتراجع بل تتقدم إلى الأمام، منجزة خطوات عالمية جميلة».
كيفما التفت الإنسان، يجد ما يدفعه إلى السؤال والبحث، وبين جملة وأختها تبرز دبي مثل (مايسترو) خرج للتوّ من القصيدة، ونسي العودة إليها، لكنه، يعزف ويعزف لوحاتها الجديدة دائماً، مومئاً إلى ضرورة حضورك بعقلك وقلبك معاً، لتتضافر روحك مع احتمالات ما تراهُ، فالمدينة تمنح المتجول فضاء كلياً مثقفاً، وليس بصرياً فقط، لماذا؟ لأن الحواس تشترك مع الحدس في إنجاز النص الخاص بكل متلقّ، وتحرّضه على التفاعل مع الطاقة الإيجابية، فتُمطر نبضاته بالتسامح والمحبة والإنسانية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-nmA