مجلة مال واعمال

«دبي للمرأة» يناقش المشاريع والمبادرات المستقبلية

-

image (5)

بعد تشكيله بموجب المرسوم رقم (7) لسنة 2018، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، عقد مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة الجديد اجتماعه الأول لعام 2018، برئاسة منى غانم المري رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب. وناقش الاجتماع مشاريع ومبادرات المرحلة المقبلة التي تتضمنها الخطة السنوية المعتمدة.

وأكدت منى المري عزم المؤسسة مواصلة جهودها الرامية لتحقيق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيادة مشاركة المرأة الإماراتية في مسيرة التنمية الشاملة، وتعزيز دورها في صياغة المستقبل الاقتصادي والاجتماعي لإمارة دبي، من خلال مبادرات وبرامج نوعية من شأنها تأهيل الكوادر الوظيفية والقيادية النسائية في كافة التخصصات، واقتراح السياسات المؤثرة في ملف المرأة كأولوية راسخة في نهج الدولة.

رؤية شاملة وقالت: إن المؤسسة، بقيادة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، تعمل وفق رؤية واضحة وشاملة لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية والوصول بها للريادة العالمية، وفي هذا الإطار أطلقت العديد من المبادرات الاستراتيجية المبنية وفقاً لأرقى المعايير والممارسات العالمية، التي من شأنها توفير بيئة عمل داعمة للمرأة، وتمكنها من تحقيق التوازن بين حياتها العملية وحياتها الأسرية، ورفع نسبة تمثيلها في مراكز صنع القرار بالقطاعين العام والخاص.

واستعرضت في هذا الصدد النتائج الإيجابية لنموذجين من هذه المبادرات، هما «المشروع الوطني للحضانات» و«المرأة في مجالس الإدارة»، مؤكدة أن المشروع الوطني للحضارات، الذي تم إطلاقه عام 2009، كان له أثره الملموس في رفع نسبة السعادة الوظيفية لدى المرأة العاملة وزيادة إنتاجيتها ونمو الأداء في المؤسسات التي تعمل بها والانخفاض الملحوظ في عدد الاستقالات بين صفوف الأمهات والحفاظ على الكفاءات ذات الخبرة وتعزيز عوامل الاستقرار الأسري للمرأة العاملة، إضافة إلى مساهمة المشروع في خلق فرص عمل للخريجات الإماراتيات من تخصصات التربية وعلوم الأسرة والتعليم المبكر، وقالت: إن العديد من الجهات الحكومية طبقت هذا المشروع وإن هناك تعاوناً مع جهات أخــرى عديدة لتنفيذه في مقارها.

ثمار إيجابية

كما ألقت الضوء على الثمار الإيجابية لمبادرة «المرأة في مجلس الإدارة»، التي أطلقتها المؤسسة عام 2011، بهدف تعزيز تمثيل المرأة الإماراتية في مجالس إدارة مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، من خلال التعرف على العوامل التي تعيق وصولها ومشاركتها بفعالية ومعالجتها عن طريق مساعدة سيدات الأعمال والموظفات بالقطاع الحكومي اللواتي يشغلن مناصب قيادية على اكتساب وتطوير مهارات القيادة واتخاذ القرار. وكان لهذه المبادرة أثر إيجابي في تبنّي مجلس الوزراء عام 2012 قراراً بتمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والشركات الحكومية بالدولة، أصبحت الإمارات بمقتضاه أول دولة عربية، وثاني دولة في العالم – بعد النرويج – تصدر تشريعاً بتمثيل المرأة في مجالس الإدارة بالقطاعين العام والخاص، كان من نتيجتها ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة بالجهات الحكومية على مستوى إمارة دبي إلى 16%، كما ارتفعت النسبة في مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة المدرجة في سوق دبي المالي إلى 3.63% عام 2017 مقابل 1.42% عام 2015.

وأضافت أن نسبة إقبال النساء على الترشح لمجالس إدارة الشركات المساهمة العامة المدرجة بسوق دبي المالي قد ارتفعت نتيجة تفعيل مذكرة تفاهم مع السوق المالي في أبريل 2017، والتي هدفت إلى دعم وتمكين المرأة في قطاع المال والأعمال، حيث توفر المؤسسة قاعدة بيانات لسوق دبي المالي خاصة بالقيادات النسائية الواعدة للتمثيل في مجالس الإدارة، كما تقوم بدور توعوي عبر مختلف منصاتها الإلكترونية وفعالياتها للإعلان عن فتح باب الترشح لعضوية هذه المجالس.

ترحيب

عُقد الاجتماع في مقر مؤسسة دبي للمرأة، بحضور هالة يوسف بدري كبيرة المستشارين في مجموعة الاتصالات والمسؤولية الاجتماعية للشركات في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وأعضاء مجلس الإدارة كل من خولة راشد المهيري النائب التنفيذي للرئيس- قطاع الاستراتيجية والاتصال الحكومي في هيئة كهرباء ومياه دبي، وهدى السيد محمد الهاشمي مساعد المدير العام للاستراتيجية والابتكار لمكتب رئاسة مجلس الوزراء، ومنى درويش بوسمرة رئيس التحرير المسؤول لصحيفة «البيان»، وفهيمة عبدالرزاق البستكي نائب الرئيس التنفيذي – رئيس قطاع تطوير الأعمال في سوق دبي المالي، وجهاد عبدالرزاق كاظم مدير الخـــدمات القانونية بغرفة دبي، والجود أحمد لوتاه، مصممة ورائدة أعمال.

وقد رحبت منى المري في بداية الاجتماع بأعضاء المجلس الجدد، فهيمة عبدالرزاق البستكي وجهاد عبدالرزاق كاظم والجود أحمد لوتاه، متمنية لهن التوفيق والسداد، وقدمت نبذة تعريفية مختصرة عن المؤسسة ونادي دبي للسيدات والمكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدة على أهمية تنوع خبرات الأعضاء لخدمة أهداف المؤسسة ومبادراتها، تتنوع خبرات أعضاء المجلس لتشمل قطاعات حيوية مثل المال والأعمال، القانون، الطاقة والاستدامة، التسويق، الإعلام، الثقافة والفنون، الابتكار، الاتصال الاستراتيجي، الإبداع والفن، وغيرها من المجالات.

استراتيجية المؤسسة

واطلع الحضور على عرض عن استراتيجية مؤسسة دبي للمرأة والرؤية والرسالة والاختصاصات التي تتمثل في 6 محاور هي: تطوير سياسات إمارة دبي المتعلقة برفع مشاركة المرأة في سوق العمل، وتطوير المواد البحثية وقواعد البيانات المتعلقة بالمرأة، وتنفيذ المبادرات والبرامج الهامة لدعم مشاركتها في مختلف نواحي الحياة، وتقديم الاستشارات لمؤسسات القطاعين العام والخاص، وتمثيل المرأة الإماراتية في الفعاليات والمؤتمرات المحلية والعالمية وبناء شراكات قوية، إضافة إلى وضع وتنفيذ حملات إعلامية وتوعوية باستخدام القنوات الإعلامية التقليدية والرقمية والإعلام الجديد من شأنها التوعية بدور المؤسسة في تعزيز جهود الدولة للارتقاء بالمرأة الإماراتية، وتحــــقيق رؤية قيادتنا الرشيدة المعبرة عن الأهداف الوطنية بهذا الخصوص.

وتطرق العرض إلى الفئات التي تستهدفها استراتيجية المؤسسة، والتي تشمل الطالبات والخريجات الجدد والمرأة العاملة على مستوى الإدارة الوسطي، وزيادة مشاركة المرأة الإماراتية في مواقع صنع القرار.

نسخة ثانية

ونظمت المؤسسة في شهر أبريل النسخة الثانية من «برنامج القيادات النسائية المبتكرة»، بالتعاون مع كلية آشريدج هالت لإدارة الأعمال الدولية في المملكة المتحدة، بمشاركة 16 قيادية إماراتية من مؤسسات القطاعين العام والخاص، بهدف صقل المهارات القيادية والإدارية للكوادر الوظيفية الإماراتية وتمكينهن من قيادة التطوير بمؤسساتهن ضمن القطاعين العام والخاص ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة بالدولة بكفاءة واقتدار، ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة مع المشاركات، بلغت نسبة الرضا الإجمالية عن البرنامج 90%.

وتطرق العرض إلى عددٍ من المبادرات والفعاليات التي ستنظمها المؤسسة خلال الفترة المقبلة من عامي 2018 و2019، منها إطلاق تقارير ودراسات تعنى بالمرأة العاملة في الدولة وتساهم في دعم أصحاب القرار، ومؤتمرات دولية تسلط الضوء على التجربة الإماراتية الناجحة في مجال الاهتمام والارتقاء بالمرأة والارتقاء بدعم من القيادة الرشيدة للدولة، بالإضافة إلى عرض أفضل التجارب والممارسات العالمية، بمشاركة قادة حكوميين ومسؤولي شركات عالمية شهيرة وأصحاب الفكر والرأي.

كما تم التطرق إلى مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون التي نفذتها المؤسسة، وأخرى تعتزم إبرامها خلال الفترة المقبلة في إطار تعزيز شراكاتها مع كافة مؤسسات الدولة بما يحقق النفع العام ويسهم في تحقيق هدف الارتقاء بالمرأة الإماراتية ودعم مشاركتها في المجتمع والاقتصاد بأشكال مختلفة، منها توقيع اتفاقية شراكة مع اقتصادية دبي بهدف دعم صاحبات رخص «التاجر الإلكتروني»، التي تصـــدرها اقتــصادية دبي للمشاريع التجارية التي تدار عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل مواطني الدولة، ومواطـــني دول مجلس التعاون الخليجي القاطنين في إمارة دبي، تشجيعاً لأصحاب المشاريع الناشئة.

وتعمل المؤسسة حالياً على تنظيم الدورة السابعة من البرنامج التدريبي «أساسيات حوكمة الشركات»، الذي تم تصميمه بالتعاون مع معهد«حوكمة»، ويتضمن تدريب المشاركات على كل ما يتعلق بمجالس إدارة الشركات والحوكمة، بهدف تأهيلهن لعضوية مجالس الإدارة، حيث تم حتى الآن تخريج 130 سيدة في 6 دفعات منذ إطلاق البرنامج عام 2015.

المكتب الثقافي لمنال بنت محمد منصة لدعم المواهب

اطلع أعضاء مجلس الإدارة على عرض عن المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تأسس عام 2013 بهدف توفير منصة رائدة لدعم وتسليط الضوء على المواهب الواعدة للفئات العمرية من 5 سنوات إلى 30 عاماً في مجال الفنون والثقافة، وذلك في إطار حرص والتزام سموها بدعم المشهد الثقافي والفني المزدهر في الدولة وترسيخ مكانتها بلداً مُلهماً يحتضن الإبداع والمبدعين.

وتناول العرض أبرز مبادرات ومشاريع المكتب الثقافي، منها جائزة جائزة الشيخة مـــنال للفنانين الشباب، الهادفة إلى تشجـــيع وتقدير الفنانين الشباب في الدولة من كــافة الجنسـيات وإبراز أعمالهم الإبداعية، وبرنامج الشيخة منال للرسامين الصغار، الذي يعد منصة بارزة لاكتشاف وتنمية مــــهارات وأفكار الأطفال والنشء في الدولة، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، وتشجيعهم على المشاركة والتفوق في مجال الفنون.

واطلع الحضور المجلس على مشروع «اليدار»، الذي سيتم تنظيم نسخته الثانية هذا العام تحت شعار «عام زايد»، بالتعاون مع جامعة زايد، ويتضمن تنفيذ جدارية بطول 140 متراً، تتضمن صوراً وأعمالاً فنية تعكس جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس الدولة ومظاهر النهضة التي تشهدها في كافة المجالات. كما تم التعريف بمبادرتي «صلة»، والمجلس الرمضاني، ومشروعات عام 2018 وأبرزها «الفن في المدارس»، و«لغة الفن»، التي سيتم تنظيمها في عدد من جامعات الدولة هذا العام.

نادي دبي للسيدات.. مشاركة واسعة للمرأة مجتمعياً

استعرض مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة مبادرات ومشاريع نادي دبي للسيدات، التي تسهم في تحقيق رسالته بأن يكون الوجهة المفضلة للمرأة التي تنشد الصحة والسعادة، وتعكس التزامه بتقديم أفضل الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والرياضية والصحية للعضوات والزائرات والأطفال، إضافة إلى تحقيق الهدف الأشمل لمؤسسة دبي للمرأة بتعزيز مشاركة المرأة الإماراتية في المجتمع.

وتم التطرق إلى الخدمات التي يقدمها النادي ومرافقه الحديثة، حيث يعد الشاطئ الوحيد في دبي المخصص للسيدات، وتطرق إلى أبرز الفعاليات التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية، منها المعرض الخيري السنوي «التصميم للأمل»، الذي قدم الدعم لقضايا إنسانية داخل وخارج الدولة، آخرها دعمه خلال دورتي 2017 و2018 لحملة «لتعليمها»، التي أطلقتها «مبادرة المنال الإنسانية» لدعم تعليم الأطفال وخاصة الفتيات في الدول النامية.

نظم نادي دبي للسيدات في مقره خلال شهر مارس 2018 فعاليات «منصة رائدات الأعمال الإلكترونية « إنستا هب»، كباكورة مبادرات ومشاريع تعتزم مؤسسة دبي للمرأة إطلاقها خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع اقتصادية دبي، وتضمن الحدث عقد ورش عمل حاضر فيها خبراء ومتخصصون باقتصادية دبي لتقديم المعرفة والاستشارات اللازمة لبدء مشروع تجاري إلكتروني ناجح، وإقامة معرض لتسويق منتجات وخدمات رائدات الأعمال، بالإضافة إلى تسجيل مجاني لـ 36 مشروعاً تجارياً تم منحها رخصة «تاجر إلكتروني» من اقتصادية دبي.واطلع الحضور على خطة تطوير وتوسعة مرافق النادي، والتي تشمل تحديث المركز الصحي والرياضي وإنشاء منطقة ألعاب للأطفال، بما يتواكب مع التزام النادي بتقديم أفضل الخدمات.

جلسات إثراء معرفي في «قدوة»

استعرضت مؤسسة دبي للمرأة مشاريعها ومبادراتها لعام 2018، حيث واصلت تنظيم جلسات الإثراء المعرفي لمبادرة «قدوة» للمرأة الإماراتية خلال العام الحالي، بتوجيهات من سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لتوسعة نطاق الاستفادة منها للطالبات في كافة الجامعات على مستوى الدولة، بمشاركة أكبر عددٍ من الشخصيات النسائية الإماراتية صاحبات العطاء في مختلف المجالات، مواكبةً لـ «عام زايد».وفي هذا الإطار تم تنظيم جلستين جديدتين استضافت فيهما معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع واستضافتهما الجامعة الأميركية في الشارقة وكلية العين للطالبات، وستتواصل فعاليات المبادرة طوال العام الحالي باستضافة «قدوات» أخريات، تحقيقاً لهدف المبادرة في ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة والمجتمع عاموماً.