أكدت تقارير عالمية أن دبي عززت مكانتها وجهة دولية للمال والأعمال والسفر والترفيه والتجزئة، وأن سمعة الإمارة الراسخة تعززها المؤشرات التنموية والتقارير العالمية في القطاعات المختلفة، موضحةً أن التنافسية المرموقة التي تحظى بها الإمارة بين مدن العالم وقدرتها المتميزة استقطاب الاستثمارات، رؤوس الأموال والمواهب تمنحها أفضل الفرص في المستقبل.
وأوضحت أن دبي تحوّلت إلى وجهة وحاضنة للأعمال والمشاريع المبتكرة، كما أصبحت مركز الشرق الأوسط للتمويل وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والشحن والتجارة، مشيرةً إلى أن الحوكمة الرشيدة والقيادة والرؤية تعد الركائز الأكثر أهمية لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في المدينة التي تحوّلت في غضون عقود قليلة إلى مركز أعمال عالمي ووجهة لتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قصة تطوّر مذهلة.
ولفتت التقارير التي أصدرتها صحف ومواقع إخبارية عالمية أن دبي نجحت خلال السنوات الأخيرة في بناء علامة تجارية قوية وسمعة مرموقة لنفسها بين باقي مدن العالم، موضحةً أن الإمارة رسخت مكانتها وجهة للفعاليات والمؤتمرات والأحداث والمعارض الكبرى فضلاً عن الزخم السياحي بفضل ما تتمتع به من مقومات ومرافق وقطاع ضيافة عصري، إضافة إلى معالمها المميزة والساحرة والمتفردة حيث تعشق دبي تحطيم الأرقام القياسية.
الخط الزمني
ونشرت صحيفة «زيمبابوي إندبندنت» تقريراً استعرض نهضة دبي الحافلة التي تحققت خلال فترة زمنية قياسية، موضحةً أن الخط الزمني لتطوّر الإمارة مذهل للغاية، حيث تحوّلت من ميناء صيد صحراوي في خمسينات القرن الماضي إلى مركز تجاري عالمي في أقل من 50 عاماً. وكانت بداية هذا التحول مع اكتشاف النفط عام 1966 ما ساعد على تسريع تطوير البنية التحتية وتجارة السلع والاستثمار الأجنبي في المدينة فيما تمثل عائدات النفط اليوم أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي وتأتي غالبية إيرادات المدينة من التجارة والعقارات والمصارف والسياحة.
وفي العام الماضي، استقبلت المدينة 16.73 مليون زائر وقاموا بإنفاق 28 مليار دولار على السلع والخدمات في المدينة وتتباهى دبي باحتضانها لمطار دبي الدولي، أكثر المطارات الدولية ازدحاماً في العالم من حيث عدد الركاب الدوليين.
ناطحات السحاب
وأبرزت الصحيفة الأسبوعية ما تحفل به دبي من ذخائر، قائلة إنها تضم أكثر من 148 ناطحة سحاب تخطف الأبصار بتصميماتها الفريدة والمبتكرة أطولها في العالم برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 828 متراً و917 مبنى شاهق الارتفاع (وهي ثالث أعلى نسبة في العالم) ما يؤكد معدل النمو في العقارات في المدينة في العشرين سنة الماضية. كما أن حاضنة أكبر مركز تسوق في العالم (دبي مول) وأفضل بنية تحتية لطرق المدينة الداخلية مما يجعل تجربة القيادة والتسوق ممتعة.
وأوضحت أن الالتزام الدؤوب بتطوير الاقتصاد والبنية التحتية دعم تحوّل دبي إلى مركز الشرق الأوسط للتمويل العالمي وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والشحن والتجارة وأنه من الأهمية بمكان النظر إلى تحول دبي من خلال منظور اقتصادي لفهم سبب تحطيمها الأرقام القياسية في عدد من جوانب الأعمال. وكيف يمكن لميناء صغير أن يحول نفسه إلى قوة اقتصادية تحظى بوزن عالمي وشعبية كبيرة.
تنويع الاقتصاد
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتنويه بما حققته دبي من إنجازات جعلتها في صدارة المدن، حيث قامت بتنويع اقتصادها في السنوات العشرين الماضية مؤكدة من خلال ذلك على صحة رؤية المدينة القائلة، إن قصة التنمية الاقتصادية لدبي أثبتت أن الحوكمة الرشيدة والقيادة والرؤية هي الركائز الأكثر أهمية للنمو الاقتصادي في العالم الحديث، وأن الموارد الطبيعية ليست سوى عوامل مساعدة لهذا التطور، مضيفةً أن دبي تتفوّق على جميع البلدان ذات الدخل المنخفض ومعظم البلدان المتوسطة الدخل التي تتباهى بمليارات من الاحتياطيات في النفط والغاز والماس والذهب والبلاتين والكوبالت وغيرها من الموارد الطبيعية إلى حد كبير بسبب مؤسساتها القوية وقيادتها الحكيمة والحكم الرشيد. فدون الحكم الرشيد، نادراً ما تؤدي الموارد إلى تنمية اقتصادية مستدامة.
سمعة مرموقة
إلى ذلك، ذكر موقع «ذا بليس براند أوبزرفر» الشبكي السويسري المتخصص في تقييم العلامات التجارية للدول والمدن، أن دبي نجحت خلال السنوات الأخيرة في بناء علامة تجارية قوية وسمعة مرموقة لنفسها بين باقي مدن العالم.
ونشر الموقع تقريراً مطولاً عن دبي استعرض فيه سمعة دبي بين مدن العالم، والعوامل التي ساعدت دبي في بناء هذه السمعة، وكيف استفادت دبي من سمعتها في استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال.
وأكد التقرير أن دبي وظّفت سمعتها الرنانة في ترسيخ مكانتها باعتبارها المركز الرئيسي للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن كونها مدينة مستقبلية تتيح لقاطنيها تجارب معيشية راقية يستشرفون فيها المستقبل من خلال تقنيات وخدمات حكومية ذكية عصرية فائقة الحداثة والتقدم.
الأرقام القياسية
وأوضح التقرير أن سمعة دبي اكتسبت المزيد من الرسوخ بفعل نتائجها المتقدمة المؤشرات العالمية المختلفة التي ترصد العلامات التجارية للمدن، مشيراً إلى أن رغبة دبي في أن تكون دوماً هي الأفضل، الأول، الأكبر والأعلى تُعَدُ سمة رئيسية بارزة في شخصية دبي وفِكر المسؤولين القائمين على قيادتها حيث تتطلع الإمارة دائماً للصدارة وتعشق تحطيم الأرقام القياسية.
واستشهد التقرير ببعض المؤشرات التي حصلت فيها دبي على تصنيفات عالمية متقدمة خلال العام الجاري، ومنها على سبيل المثال تصنيفها في المركز الأول إقليمياً والسادس عالمياً على «مؤشر سافرون للعلامات التجارية للمدن 2020»، الصادر في أواخر الشهر الماضي عن مؤسسة «سافرون» البريطانية للخدمات الاستشارية، لتتقدم مركزين بالمقارنة مع تصنيفها على المؤشر في إصدار العام الماضي.
ويرصد المؤشر بصفة سنوية أبرز مدن العالم التي استطاعت أن تبني لنفسها علامات تجارية قوية في عدة قطاعات، مع التركيز بصفة خاصة على قطاع السياحة.
تصنيف عالمي
وانتقل التقرير للحديث عن تصنيف عالمي آخر متقدم حققته دبي في مطلع العام الجاري، عندما صُنِفَت في المركز السادس على مؤشر أفضل مدن العالم في 2020، الصادر في يناير الماضي عن مؤسسة «ريزونينس كونسالتانسي» الكندية للدراسات والأبحاث المتعلقة بالمدن والوجهات حول العالم.
وتقدمت دبي ثلاثة مراكز في إصدار هذا العام من المؤشر الذي يرصُد بصفة سنوية أفضل مدن العالم فيما يتعلق بمستوى المعيشة التي توفرها كل مدينة لسكانها، وذلك استناداً لآراء مجموعة من المقيمين والزوار في كل مدينة، وفقاً لمجموعة من المعايير وعوامل التقييم للمفاضلة بين المدن، منها المكان، المنتجات التي تقدمها كل مدينة، مستويات الرخاء التي توفرها كل مدينة، السكان، وغيرها.
وتطرق التقرير إلى تصنيف ثالث، وهو مؤشر «سيتيز إن موشن 2020» الصادر في يوليو الماضي من كلية نافارا للأعمال «آي إي إس إي» في إسبانيا.
وصَنفَ المؤشر دبي في المركز الأول إقليمياً والرابع عالمياً على قائمة أفضل مدن العالم في مجال التقنية. وذكر التقرير في ختامه أن كافة هذه التصنيفات المتقدمة التي نالتها دبي على المؤشرات العالمية المذكورة أعلاه تؤكد مكانتها التنافسية المرموقة بين مدن العالم وقدرتها المتميزة استقطاب الاستثمارات، رؤوس الأموال وأصحاب المواهب والخبرات النوعيّة.
أفضل المدن
احتلت دبي المركز الأول إقليمياً والخامس عالمياً ضمن استبيان أفضل مدن العالم للحياة والعمل بالخارج في 2020، والذي أجرته مجلة «سي إي أو وورلد» الأمريكية في فبراير الماضي على عينة من العمالة الوافدة يبلغ قوامها 127 ألف وافد يعيشون في 86 مدينة حول العالم.
وتقدّمت دبي مركزاً واحداً بالمقارنة مع تصنيفها العام الماضي في مجال التقنية على نفس المؤشر.
30 منطقة حرة تقدّم باقة من الحوافز
أوضح تقرير «زيمبابوي إندبندنت» أنه لتشجيع تدفق الاستثمار الأجنبي في العقارات ومشاريع البنية التحتية، ألغت حكومة دبي جميع الضرائب في مناطق التجارة الحرة، وتشمل الحوافز الضريبية عادةً إعفاءات ضريبية تصل إلى 50 عاماً، موضحاً أن الإمارة تحتضن حالياً أكثر من 30 منطقة تجارة حرة، تقدّم مجموعة من الحوافز الضريبية والتجارية وتتنوع هذه الخدمات من الرعاية الصحية والإعلام والتصنيع والتكنولوجيا والإنترنت، إحدى هذه المناطق هي مدينة الإنترنت، التي تستضيف المقر الرئيسي في الشرق الأوسط لعمالقة شركات التقنية العالمية مثل مايكروسوفت وباكارد-هيولت وجوجل وتويتر وفسبوك وكانون وزيروكس وأمازون ولينكيد إن وغيرها، وكان من نتيجة هذه الامتيازات الضريبية السخية أن تدفق التمويل العالمي إلى دبي وتوزع في شرايين الاقتصاد، حيث تنفق الشركات معظم أرباحها على إعادة الاستثمار التي تخلق فرص عمل. وأضافت الصحيفة أنه وباعتبارها مركز التجارة في الشرق الأوسط، تحتفظ دبي بنظام التبادل والتجارة الحر وقامت المدينة بتبسيط الإجراءات لمعالجة المستندات وخفض الوقت المطلوب للتخليص الجمركي إلى أقل من 24 ساعة، من خلال إدخال إجراءات التخليص الإلكترونية بالكامل ونظام تقييم المخاطر.
ودبي هي رائدة إقليمية في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية، مع تطبيق دائم التطور لقوانين حقوق النشر والعلامات التجارية وبراءات الاختراع، وهناك حماية صارمة لحقوق ملكية المستثمر وتنفيذ العقود من قبل الحكومة وعلى سبيل المثال، يعمل مركز دبي المالي العالمي في ظل إطار تنظيمي قانوني ومالي فريد لتحسين نمو القطاع المالي والسماح بحرية حركة رأس المال داخل وخارج المدينة. يترتب على عدم تسوية الديون عقوبات بالسجن وغرامات باهظة. وفي عام 2019 جذبت المدينة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر تزيد قيمتها على 23 مليار دولار.