أعلن مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، عن إنشاء أول مركز للبحوث والدراسات في مجال الإطفاء والإنقاذ، يضم دولاً عدة ويُعنى بتحليل أسباب الحوادث وتحليل أساليب التعامل معها، وعقد مقارنات مرجعية بين التجارب المختلفة لتحديد مواطن القوة والضعف.
وقال المطروشي على هامش ملتقى الإمارات الثامن للسلامة من الحرائق، إن المركز سيدار من قبل أربعة مواطنين حاملي شهادات ماجستير ودكتوراه، بعد تأهيلهم على هذا النوع من العمل المتخصص، لافتاً إلى أنه سيتم تدشين المركز خلال العام الجاري بعد ثماني سنوات من التحضير والتجهيز.
وكشف أن 60 إلى 70% من الحرائق تحدث نتيجة تماس أو خلل كهربائي، فيما تمثل الحرائق الناتجة عن حوادث أو خلل في وسائل النقل 30%، لافتاً إلى أن الوفيات الناتجة عن حرائق المنازل تفوق تلك الناتجة عن حوادث الأبراج والمباني الإدارية، نظراً إلى أن الأخيرة تخضع لاشتراطات سلامة صارمة ويتم مراقبتها على مدار الساعة بواسطة الأنظمة الذكية من قبل غرفة العمليات.
وأضاف المطروشي، أن «الدفاع المدني» في دبي قطعت خطوات واسعة في ما يتعلق بالوقاية والحماية من الحرائق ومكافحتها، وقررت اتخاذ خطوة واسعة في مرحلة ما بعد الحرائق، من خلال دراسة متأنية ودقيقة تتناول أدق التفاصيل والأسباب، وتحليل كيفية التعاطي مع الحوادث، سواء في ما يتعلق بزمن الاستجابة أو فعالية أنظمة الإطفاء وكفاءة فرق المكافحة.
وأشار إلى أن مركز البحوث والدراسات سيغطي هذا الجانب، معتبراً أنه يلعب دوراً بالغ الأهمية في هذا الصدد، ومن شأنه أن يسهم في تأهيل الكوادر وسد الثغرات ومقارنة أفضل التجارب والتطبيقات العالمية في هذا المجال الحساس، الذي يمس حياة البشر وسلامة الممتلكات.
وأكد أهمية ملتقى الإمارات للسلامة من الحرائق في ما يطرحه من تجارب، لافتاً إلى أن المركز يعرض في دورته الثامنة تجربة كوريا الجنوبية باعتبارها رائدة في قطاع التكنولوجيا، ما يمثل رافداً مهماً في ظل اتجاه الدفاع المدني إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في محاور كثيرة.
وحول استخدام الروبوتات في مجال مكافحة الحرائق، قال المطروشي، إن «دولاً عدة منها كوريا الجنوبية لاتزال في مرحلة الدراسة، والبعض يتخوف من استخدامها في ظل الحاجة إلى قرارات سريعة أثناء عملية المكافحة ما يستلزم كادراً بشرياً مدرباً، لكن يترسخ لدى الدفاع المدني في دبي، قناعة بأن هناك إمكانية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة مرتبطة بعمل الدفاع المدني».
وأكد أن الإمارات صارت من الدول الرائدة في هذا القطاع، خصوصاً بعد أن وضعت دليلها الخاص للوقاية، معتبراً أن تعديلات دليل الإمارات للوقاية من الحريق جعلته الأفضل.
إلى ذلك، قال مساعد المدير العام لشؤون الإطفاء والإنقاذ في الدفاع المدني، العميد راشد خليفة البوفلاسة، إن «الإدارة بصدد استخدام قارب جديد ذاتي القيادة، يتم التحكم فيه عن بعد للتعامل مع الحوادث البحرية، لافتاً إلى أنه أشبه بمركبة إطفاء متنقلة تحتوي المعدات كافة بهدف تقليل الخسائر البشرية من رجال الدفاع المدني، وتوفير الحماية لهم»، لافتاً إلى أن الكادر البشري في قطاع الإطفاء يبلغ 1200 شخص مدربين بحرفية.