أكد سمير إبراهيم عبد الهادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سامتيك ميدل إيست» أن إمارة دبي باتت مصدر إلهام لمدن العالم في استشراف تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها بهدف تحقيق أداء أسهل للخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين من ناحية، ورفع مؤشرات السعادة إلى أقصاها من ناحية أخرى، وهو هدف تحرص حكومة دبي على تحقيقه في كافة مبادراتها.
وتوقع عبد الهادي، أن يكون 2019 عاماً ذكياً بامتياز لإمارة دبي، حيث نجحت استراتيجية الذكاء الاصطناعي منذ إطلاقها في التعجيل بتنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، مشيراً إلى أن حكومة دبي تسابق الزمن من أجل تحقيق أهداف استراتيجية قبل انطلاق فعاليات «إكسبو 2020».
خدمات ذكية
وأشار إلى أن إمارة دبي ماضية في تنفيذ 100% من الخدمات المختلفة للجمهور من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمج هذه التقنيات بشكل كامل في الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية والمالية والمصرفية.
وتطرق عبد الهادي إلى عدد من التغيرات الإيجابية التي سوف تصاحب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من حيث زيادة الإنتاجية وتعزيز المهارات القائمة وتقديم أفضل خدمة للعملاء وتحسين وتيرة التوظيف واختيار العمالة.
وأوضح أن المستهلكين سوف يستفيدون بدورهم من تقنيات الذكاء الاصطناعي في شكل تحسين الخدمات وتقديم التوصيات والجودة بكفاءة عالية، بالإضافة إلى إحداث تغييرات جوهرية وملموسة، كما أنه من المتوقع تقليص الشركات للكثير من نفقاتها بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي تتزايد يوما بعد آخر.
وقلل عبد الهادي من المخاوف التي تنتاب البعض من انتشار استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سوف يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف وقلق من تقليص العمالة، خاصة في ظل تقارير تفيد بأن 375 مليون وظيفة أو %14 من القوة العاملة عالميا سوف يتم أتمتتها بحلول العام 2030.
العنصر البشري
وقال عبد الهادي إن هذه المخاوف مبالغ فيها، حيث يبقى العنصر البشري لا غنى عنه في إدارة العمليات لكن التحدي الأكبر سوف يقع على من يرغبون في الالتحاق بسوق العمل، حيث يتطلب منهم الأمر كفاءة ومهارة عالية تمكنهم من التكيف مع الطفرة التقنية الهائلة التي تقدم عليها دبي خلال السنوات القليلة المقبلة.
ولفت عبد الهادي إلى تحد آخر يتعلق بالخصوصية وكيفية حماية هذا القدر الهائل من البيانات في ظل أتمتة العمليات، مشيراً إلى أن سباق التكنولوجيا لا يتوقف وأن هناك جديداً في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشير كافة المعطيات الحالية إلى أن الإمارات بشكل عام، ودبي على وجه الخصوص، من أكثر دول المنطقة استعداداً لتبني استراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي بفضل سياسات وبرامج عمل تكنولوجية متطورة اعتمدتها في العقدين الأخيرين تحديداً، إذ إن الإمارات أول دولة في المنطقة تتبنى «الحكومة الإلكترونية» .
وسرعان ما تم تحويلها إلى «الحكومة الذكية» في العام 2013 في سابقة أولى بالمنطقة، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإتاحة أفضل وأسرع الخدمات الحكومية بكفاءة وجودة عاليتين بهدف إسعادهم والارتقاء بكافة مناحي العمل والحياة في الدولة.