قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»: إن دبي من خلال حكومتها، وشركات تطوير عقاري حكومية عملاقة، تقود طفرة بناء مشروعات عمرانية طموحة، يبدو أنها مرشحة للنمو من خلال الإعلان عن مشروعات جديدة.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن على رأس قائمة المشاريع الحكومية، مشروع دبي وورلد سنترال، المطار الذي تبلغ كلفته التقديرية 120 مليار درهم، ما يعادل 32.7 مليار دولار، وسيحتضن طيران الإمارات، شركة الطيران الأسرع نمواً في العالم.
مطار عملاق
وسيكون مطار آل مكتوم الدولي الذي سيفتتح في غضون 8 سنوات، أكبر من مطاري هيثرو لندن، وشيكاغو أوهارا مجتمعين. إلى جانب ذلك، هناك، منطقة التجزئة العملاقة مكيفة الأجواء، والتي أطلق عليها مول العالم، والتي تحظى أيضاً بأولوية لدى الحكومة التي ذكرت أن كلفة بنائها ستبلغ 25 مليار درهم، ما يعادل 6.8 مليارات دولار. فيما ستبني شركة حكومية مشروعاً على صورة عالم ديزني بكلفة 10 مليارات دولار ما يعادل 2.72 مليار دولار.
وفي السياق نفسه، أكدت الصحيفة أن التراجع في أسعار النفط، لن يشكل عائقاً أمام هذه المسيرة التنموية، متوقعة صمود اقتصاد الإمارة، ومواصلة تحفيز النمو. وأشارت إلى أن معظم المشاريع مرشحة للإنجاز قبل 2020، عندما تستضيف المدينة معرض إكسبو دبي 2020 العالمي، والتي بذلت جهداً لانتزاع الفوز به من ثلاث مدن أخرى منافسة. وعند الإعلان عن الفوز انطلقت الألعاب النارية فوق برج خليفة.
نجاحات متلاحقة
ولقد نجحت دبي مرة أخرى في إقناع المقرضين، من عمالقة عالميين مثل إتش إس بي سي، وستاندرد تشارترد، وعشرات البنوك المحلية، بدعم شركات عقارية مرتبطة بالحكومة. ويقول مستثمرون ومحللون وقادة الإمارة، إن هذا الوقت يختلف عن الطفرة السابقة. فيما عكفت شركات مملوكة كلياً أو جزئياً للحكومة على سداد ديونها، وراحت تنفذ مشروعات جديدة، وفق خطة أكثر تأنياً. فيما أصبح القطاع البنكي أكثر مرونة وقوة. وفي الوقت نفسه واصلت اثنتان من كبريات شركات دبي التجارية، وهما طيران الإمارات، وموانئ دبي العالمية، النمو والفوز بحصص سوقية كل منهما في صناعته، واستحداث الوظائف، وتحفيز التجارة، والاقتصاد.
ازدهار السياحة
وشهد قطاع السياحة ازدهاراً، في ضوء استفادة دبي من الظروف التي ألمت بوجهات سياحية أخرى في المنطقة. وتتوقع الإمارة استقبال 20 مليون زائر بحلول إكسبو 2020، بزيادة على 14 مليون في 2014. وفي المحصلة فإن المطورين يعتزمون إضافة 40 ألف غرفة فندقية جديدة في غضون خمس سنوات، إضافة إلى 80 ألف غرفة حالياً، وفقاً لكولييرز إنترناشونال. أما بالنسبة للقطاع العقاري السكني، فإن أسعار المنازل كانت من بين الأسرع نمواً في العالم في 2013 بارتفاع 30% وفقاً لمعظم الوسطاء والسماسرة العقاريين. وواصلت أسعار البيع نموها مدفوعة بمشترين أجانب في 2014، بزيادة 18 وفقاً لشركة سي بي آر أي.
إعادة هيكلة ناجحة
قالت الصحيفة إن شركات حكومية بادرت إلى إعادة هيكلة ديونها، في وقت سددت شركات مثل نخيل العقارية قروضها للبنوك كلياً. فيما اتخذت الحكومة إجراءات للمساعدة في تنظيم المضاربة العقارية.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، يرى أن الانتعاش الاقتصادي في دبي يختلف هذه المرة عن الطفرة السابقة.