أعلن مكتب دبي الذكية ومؤسسة حكومة دبي الذكية ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي تفعيل أول خدمة للحوسبة الإدراكية بهدف تبسيط إجراءات ترخيص وتسجيل المنشآت الاقتصادية في دبي، بالتعاون مع شركة «أي بي إم»..
حيث يتم التفاعل مباشرة مع استفسارات رجال الأعمال والمستثمرين حول إجراءات تأسيس الأعمال وخطوات التسجيل والترخيص التجاري في دبي عبر محادثة الكترونية مباشرة، وتحمل هذه الخدمة الجديدة الأولى من نوعها في المنطقة اسم «سعد» وتتوفر على الموقع الإلكتروني لدائرة التنمية الاقتصادية بدبي وتطبيق دبي الآن.
قدرات ذكية
وتعتمد خدمة سعد على نظام الحوسبة الإدراكية واتسون من أي بي إم، حيث يتمتع النظام بقدرة على فهم اللغة الطبيعية، وتحليل وتدقيق قواعد بيانات ضخمة بسرعة، وتفسير البيانات، وتقديم حلول تساعد المستخدمين في اتخاذ قرارات مدروسة.
ويمثل نظام واتسون حقبة جديدة في مجال الحوسبة تعرف بالحوسبة الإدراكية، حيث تستطيع الأنظمة فهم العالم تماماً كما يفهمه البشر: بواسطة الحواس، والتعلّم والتجارب. إذ يتعلّم نظام واتسون بشكل متواصل من التجارب والتفاعلات السابقة ما يزيده قيمة ومعرفة مع الوقت.
ومن أجل تفعيله في مرحلته التجريبية، تمّ تدريب «سعد» على الإجابة على أسئلة واستفسارات تتعلق بترخيص وتسجيل منشآت الأعمال، وهو موضوع في متناول روّاد الأعمال وأصحاب الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب، الراغبين في تأسيس عمل أو نشاط تجاري أو شركة في دبي.
وتمّ الإعلان عن هذه الخدمة خلال مؤتمر صحافي انعقد في قرية الأعمال يوم أمس، وتأتي تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتمثلة بضرورة مدّ جسور التعاون والعمل معا برؤية مشتركة لصناعة مستقبل دبي والارتقاء بها إلى المدينة الأسعد في العالم، عن طريق تبني التكنولوجيات الذكية.
إبداع وابتكار
وبهذه المناسبة، قال سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية، في كلمته: يأتي إطلاق خدمة «سعد» في إطار استراتيجية دائرة التنمية الاقتصادية الرامية إلى تعزيز الإبداع والابتكار باستخدام أحدث أدوات تكنولوجيا المعلومات، وتطبيق أفضل الممارسات، لرفع مستوى سعادة المتعاملين، وبالتالي تعزيز مواكبة تطلعات الحكومة الرشيدة في جعل إمارة دبي أسعد مدن العالم في مزاولة الأعمال وفقاَ لأحدث تقنيات التحول الذكي.
وأكد القمزي أن دائرة التنمية الاقتصادية تسعى من خلال خدمة سعد إلى تحقيق قفزة نوعية في الحصول على معلومات حول الخدمات الحكومية وتوظيف الذكاء الاصطناعي المتطور لهذه الغاية، حيث ستتيح خدمة سعد لمتعاملي دائرة التنمية الاقتصادية الاستفادة من الخدمة الذاتية المتطورة التي يوفرها النظام للإجابة عن جميع أسئلتهم المتعلقة بالخدمات التي تقدمها اقتصادية دبي ومؤسساتها.
ولفت إلى أن «سعد» يرسّخ مكانة دبي على الصعيد العالمي كوجهة ذكية وتنافسية لتأسيس الأعمال، بحيث انه يقدّم للمتعاملين خيار الخدمة الذاتية للحصول على إجابات سريعة وملائمة لكافة استفساراتهم المتعلقة بخدمات دائرة التنمية الاقتصادية ومؤسساتها وهي مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ومؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ذكاء اصطناعي
كما أشار القمزي إلى أن المستثمرين ورجال الأعمال الذين يرغبون في بدء مزاولة أعمال تجارية جديدة في دبي بات بإمكانهم توجيه أسئلتهم إلكترونياً وبشكل صوتي أو كتابي إلى النظام الذي يتمتع بخاصية ذكاء اصطناعي متطور من خلال الموقع الإلكتروني لدائرة التنمية الاقتصادية، للحصول مباشرة على المعلومات اللازمة والمشورة بخصوص كيفية إعداد مشروع تجاري جديد.
وفهم كل ما يتعلق بالتراخيص الضرورية والرسوم، وما يعينهم على بدء مزاولة النشاط، وذلك بشكل صوتي أو كتابي أيضاً من دون الاضطرار إلى زيارة مقر الدائرة أو التواصل مع موظفيها عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
وختم القمزي: من خلال تقديم خدمات ذكية، والتفاعل مع الجمهور ومجتمع الأعمال بواسطة التكنولوجيات الذكية والخدمات الرقمية، نساهم في تحقيق رؤية المدينة الذكية وترجمة الهدف المتمثل بالارتقاء بدبي كوجهة مفضّلة للأعمال في القرن الواحد والعشرين.
تبسيط الإجراءات
وقالت الدكتورة عائشة بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية: استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تبذل دبي الذكية جهوداً متواصلة لجعل دبي المدينة الأذكى على وجه الأرض، عن طريق تبني أحدث الابتكارات التكنولوجية بهدف الارتقاء بجودة الحياة إلى مستويات أفضل وتوفير الفرص للجميع في دبي. سيُدخل «سعد» تحسينات ملحوظة على بيئة الأعمال في دبي، بفضل اعتماده على إمكانات الحوسبة الإدراكية التي يشتهر بها نظام «واتسون» الخاص بشركة «أي بي إم».
وأشارت إلى الفوائد التي ستتأتى عن هذه الخدمة بفضل تبسيط إجراءات تسجيل وترخيص منشآت الأعمال وتعزيز ريادة الأعمال من خلال اقتصاد ذكي. وأضافت: اليوم نحقّق إنجازاً بارزاً نتيجة جهودنا المتواصلة لجعل دبي مركزاً ريادياً عالمياً للابتكار الاقتصادي يشجّع ريادة الأعمال ويعزّز تنافسية دبي على المستوى العالمي.
شراكة فريدة
وأثنت الدكتورة بن بشر على أهمية هذه الشراكة الفريدة من نوعها بين مؤسسة حكومة دبي الذكية، ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي وشركة أي بي إم، وأضافت: هذه الشراكات بين الجهات الحكومية في دبي وشركات عالمية رائدة، تشكل محور نجاح مدينة دبي الذكية. وكم يسرّني أن نلمس هذه النتائج المهمة في مرحلة مبكرة من هذه الشراكة الطويلة الأمد.
ولفتت إلى أن النصف الأول من العام المقبل سيشهد إضافة مختلف الجهات الحكومية الأخرى التي ترتبط بإجراءات دائرة التنمية الاقتصادية إلى الخدمة، مشيرة إلى وجود خطة لتعميم استخدام المنظومة في مختلف الدوائر الحكومية وكذلك للرد على استفسارات الأفراد المرتبطة بمختلف الخدمات الحكومية في دبي.
خدمات رقمية
وأشارت إلى أن محافظة المؤسسة على ريادتها في توفير حلول المدينة الذكية منذ العام 2001 عندما أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت مسمى دائرة حكومة دبي الالكترونية.
ومنحها تفويضا متمثلا بتحويل كافة الخدمات الحكومية إلى خدمات رقمية في غضون 18 شهرا فقط. ولم يقتصر دور مؤسسة حكومة دبي الذكية على تحقيق هذا التفويض فحسب بل إنها وسّعت مضامير مهامها وآفاقها لتقدّم الدعم لـ2000 خدمة متّصلة تقدّمها من أكثر من 50 جهة حكومية – ما مكّن حكومة دبي من توفير ما معدلّه 358 مليون درهم سنويا.
التعلم الآلي
وقال وسام لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية التي تشكل الذراع التكنولوجية لدبي الذكية: تشكّل الحوسبة الإدراكية مستقبل التكنولوجيا. بالارتكاز إلى تكنولوجيا التعلم الآلي الجديدة يقدّم «سعد» الفرص للتفاعل مع المتعاملين والبحث الفعّال في قواعد البيانات الضخمة التي يمكن أن تسهم في تسريع الابتكار ودعم عملية اتخاذ القرار من قبل المتعاملين وأصحاب الأعمال وقادة المدينة.
الحوسبة الإدراكية ستجعل التجارب في المدينة أكثر سلاسة وأمانا وفعالية وتأثيرا بما يتواءم مع رؤية دبي الذكية.
ولفت وسام لوتاه أيضا إلى أنّ هذه الشراكة الطويلة الأمد بين مؤسسة حكومة دبي الذكية ودائرة التنمية الاقتصادية وشركة أي بي إم ستواصل تقديم حلول مبتكرة للمدينة بفضل الحوسبة الإدراكية، وشجّع على إقامة المزيد من الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وقدّمت مؤسسة حكومة دبي الذكية الدعم لدائرة التنمية الاقتصادية لتدريب «سعد» وتنفيذه، ضمن سياق التفويض الممنوح لها بصفتها الذراع التكنولوجية لدبي الذكية.
نوافذ إضافية
وأشار محمد شاعل السعدي المدير التنفيذي لقطاع التطوير والاستراتيجية في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، إلى إن الخدمة الجديدة تعتبر أحد أحدث النوافذ الإضافية التي يمكن الاستفسار من خلالها عن إجراءات التسجيل التجاري.
ولا تحتاج للتسجيل المسبق للحصول على الخدمة، فأي شخص في أي مكان يمكنه استخدامها، وأوضح أن العام المقبل ستتم إضافة اللغة العربية إلى الخدمة التي تتوافر حالياً باللغة الانجليزية. وأوضح أن اللهجات المختلفة باللغة الانجليزية يمكن للنظام أن يتعلمها في مراحل لاحقة،.
حيث يقوم بتحليل الكلمات لفهم معنى كل منها، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من الخدمة تركز فقط على إجراءات التأسيس، على أن تتوسع لاحقاً لتشمل مختلف الإجراءات المختلفة في الدائرة والمؤسسات التابعة لها مستقبلاً.
أسئلة
يمكن لأصحاب الأعمال والمستثمرين التفاعل مع «سعد» على الموقع الإلكتروني لدائرة التنمية الاقتصادية وعلى تطبيق الخدمات الحكومية الموحّدة «دبي الآن»، حيث يمكن طرح أسئلة تسجيل وترخيص منشآت الأعمال على «سعد»، الذي يبحث عن البيانات الأحدث والأكثر دقة ضمن قواعد بيانات الدائرة.
ومن ثمّ يزوّد المتعامل بتعليمات دقيقة عن كل خطوة من إجراءات الترخيص والتسجيل. وبعد استشارة سعد، لا يبقى على صاحب مشروع العمل أو الشركة الجديدة سوى زيارة مركز خدمة المتعاملين لتقديم أوراقه والحصول على ترخيصه .