أكدت مؤسسة دبي للمستقبل أن بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” التي تستضيفها دبي خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تعزز مكانة إمارة دبي كمركز عالمي لتكنولوجيا المستقبل.
ويأتي أول ظهور للحدث العالمي الضخم والأكبر من نوعه على مستوى العالم خارج الأمريكيتين، واستضافته بالإمارات، تماشياً مع رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى الاستثمار في العقول والمواهب، وتشجيع المبتكرين والكفاءات لدعم التنمية المستدامة وتأكيداً على مكانة دبي كمنصة عالمية لأفضل المواهب الشابة والطاقات الواعدة في المجالات كافة.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي عُقد، الثلاثاء، في مقر مؤسسة دبي للمستقبل، وتحدث فيه عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، وخلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي المستقبل، بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
وقال عمر سلطان العلماء إن استضافة هذا الحدث في دبي لأول مرة في المنطقة وبنسخة أكبر من النسخة التي أقيمت سابقاً في الأمريكيتين، أمر يؤكد مكانة دولة الإمارات وريادتها كواحدة من أكثر دول العالم اهتماماً ببناء أسس المستقبل بتطوير مجالات نوعية؛ منها تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتعزيز استخداماتها في مختلف القطاعات التي تمس حياة الناس.
وأضاف أن استضافة هذا الحدث العالمي تنسجم مع مسيرة صناعة المستقبل في دولة الإمارات، وتعكس مكانتها الرائدة في دعم وتطوير قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار لما فيه خير الإنسان، كما تؤكد حرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكات العالمية الهادفة إلى صناعة مستقبل أفضل للجميع، وسعيها لدعم واستقطاب أفضل المواهب والعقول وأصحاب الأفكار الاستثنائية من مختلف أنحاء العالم، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في نشر المعرفة والابتكار وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
وأكد أن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أثمرت في تهيئة البيئة المناسبة لتحفيز شبابنا على الانخراط في مجال العلوم الحديثة، مع الاهتمام بأبرز ما قدمته التكنولوجيا من تقنيات فائقة القدرة، ومنها الروبوتات والذكاء الاصطناعي كونهما أصبحا اليوم محل أنظار العالم، بما يقدمانه من حلول تعين على التغلب على التحديات القائمة والمستقبلية.
ونوه بأن اختيار موضوع “حماية المحيطات” لتدور حوله منافسات بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” جاء مواكباً لاهتمام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بحماية البيئة وضرورة الحفاظ عليها وإنقاذها من الملوثات التي من شأنها الإضرار بمختلف أشكال الحياة الفطرية سواء في البر أو البحر، وكذلك اهتمامه وتوجيهاته بشأن نشر الوعي حول هذا التحدي الكبير لارتباطه بمستقبل الأجيال القادمة.
وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات، خلال المؤتمر الصحفي، إن اهتمام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بالبيئة والمكانة الرائدة للإمارات على مستوى العالم في دعم الجهود الرامية إلى ضمان صحة المحيطات واستدامة تنوعها البيولوجي، كان محط الاهتمام والتقدير من القائمين على البطولة العالمية.
وأكد أن هذه الأمور وضعت في الاعتبار عند اختيار مجال المحيطات، لتدور حولها تحديات البطولة بهدف تعزيز الوعي حول أهمية ثقافة الحفاظ على البيئة، لإحداث تغيير إيجابي وضرورة تسليط الضوء على أهمية تنظيفها من ملايين الأطنان من الملوثات الناجمة عن الأنشطة الصناعية وسوء إدارة أنظمة الصرف الصحي والممارسات البحرية الملوثة، ما يؤثر سلباً على الحياة البحرية ويهدد تنوعها البيولوجي.
ولفت إلى أن الدورتين السابقتين شهدتا مشاركة مئات الفرق الطلابية من أنحاء العالم، لابتكار روبوتات تساعد في إيجاد حلول لتحدي الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة المستدامة في مدينة واشنطن عام 2017، وتحدي توفير الطاقة المستدامة في مدينة المكسيك عام 2018.
وحول طبيعة المنافسة بين الفرق.. أكد أن منافسات البطولة لن تتوقف عند التحدي الفردي بين فرق الإمارات المشاركة، وصولاً لاختيار الفائز، مؤكداً أن البطولة ستشهد تعاوناً بين فرق الدول المشاركة في البطولة، لتعمل معاً على إيجاد الحلول ومواجهة مختلف التحديات ومواكبة المتغيرات المتسارعة، بهدف بناء جيل قادر على توظيف الأفكار المبتكرة والخلاقة لصالح البشرية.
وقال خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي المستقبل، خلال المؤتمر الصحفي، إن النسخة التي ستنطلق في دبي 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمشاركة 191 دولة و1500 متسابق تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 18 عاماً، لتكون بذلك النسخة الأكبر للبطولة على مستوى العالم.
وأشار إلى أن المكانة التي حققتها دبي في هذا المجال، شجعت دول كثيرة على المشاركة في تحدي “فيرست جلوبال” هذا العام.
وأضاف أن فكرة تنظيم بطولة بهذا الحجم في دبي لا تتوقف عند هدف التنافس فقط وإنما الهدف الأسمى لها هو الاستثمار الحقيقي في مجال صناعة الروبوتات وبناء جسور للتواصل الفكري والمعرفي بين أجيال الشباب من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح أن الهدف أيضاً من تنظيم البطولة هو إشراك الشباب في تطوير حلول ناجحة تسهم في التغلب على التحديات التي تواجه العالم ومعالجة الإشكاليات الأكثر إلحاحاً في قطاعات حيوية مثل المياه النظيفة والطاقة وغيرها، من خلال مسابقات رياضية لتطوير الروبوتات، حيث أصبحت لدينا اليوم قاعدة بيانات ضخمة حول هذا القطاع المستقبلي وأهم العاملين فيه والمهتمين بتطويره.
وحول معايير اختيار الفرق المشاركة.. أشار بلهول إلى أن اختيار الفرق المشاركة في الدورة الثالثة لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” جاء بناء على نتائج سلسلة من الفعاليات والمسابقات، التي نظمتها المكاتب الإقليمية في كل دولة، التي استمرت طوال العام في مختلف دول العالم.
لافتاً إلى أنه في ضوء نتائج التصفيات النهائية تم اختيار الفرق المشاركة في الدورة الثالثة، وأن التنافس بين جميع الفرق يتم وفق معايير موحدة مع توزيع مجموعة من الصناديق تضم أجزاءً وقطعاً إلكترونية متطابقة لتصميم وتجميع الروبوتات، ويختلف فقط الكيفية التي تستثمر فيها الفرق هذه القطع لصناعة الروبوت وإيجاد حلول ناجحة للتحديات والمهام المختارة.
وتطرق اللقاء لمشاركة الفريق الإماراتي في تحدي بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” الذي يتكون من 5 فتيان من مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الثانوي في حتا، وفتاتين من مدرسة دبا الفجيرة للتعليم الثانوي، ويجمعهم الشغف بعالم الروبوتات، حيث تتمثل مهام الفريق في 5 أدوار أساسية هي التصميم والتركيب والبرمجة والقيادة والتوثيق.
وأشار المتحدثان إلى أن دولة الإمارات قد شاركت عبر طلابها في كثير من المسابقات الدولية في هذا المجال، ومنها مسابقة “إف إل إل” الوطنية للروبوت “FLL” وبطولة فكس العالمية للروبوت “VEX العالمية” ومسابقة مهارات العالم – الروبوت ومسابقة مهارات الإمارات – الروبوت للصغار وأولمبياد الروبوت العالمي “WRO العالمي” والمسابقة الوطنية للأولمبياد الروبوت العالمي، مع الإشارة إلى أن الفريق المشارك في بطولة “فيرست جلوبال” حاصل على بطولة FTC الوطنية 2019، وسبق له المشاركة في البطولة العالمية للروبوتات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما سبق للمتسابقتين شوق وشيخة، المشاركة في مسابقة فيكس على مستوى الإمارات وفازتا بجائزة الامتياز، كما تأهلتا للمشاركة في الولايات المتحدة الأمريكية في كنتاكي، وفازتا بجائزة “انسباير”.
وتأكيداً على اهتمام وتشجيع دولة الإمارات على ثقافة العمل التطوعي في تعزيز التنمية المستدامة بين الشباب وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة.. أتاحت مؤسسة دبي للمستقبل الفرصة أمام الشباب للمشاركة في بطولة “فيرست جلوبال” والاستفادة من التجارب العلمية المتطورة لـ”191″ دولة في صناعة الروبوتات، إضافة إلى فرصة التعرف عن قرب على أكثر من 1500 مشترك من العقول الشابة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ووصل العدد الإجمالي للمتطوعين المسجلين عبر منصة “=volunteer.ae ” 327″ متطوعاً من بينهم تم اختيار 715 متطوعاً يمثلون أكثر من 86 جنسية من حول العالم، ومنهم 245 متطوعاً تقنياً وحكماً و470 متطوعاً تنظيمياً، ويشكل العدد الإجمالي للذكور 461 والإناث 254.
وتهدف المنصة الوطنية للتطوع لنشر وترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية وإيجاد منظومة متكامل ومستدامة للعمل التطوعي، إلى جانب إعلاء قيمة التطوع كواحدة من أهم ركائز التماسك والتلاحم المجتمعي، الذي يعد من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات.
جدير بالذكر أنه جرى الإعلان عن فوز دولة الإمارات بتنظيم تحدي بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست جلوبال” بحضور محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، خلال الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات في فبراير/شباط الماضي.
وجاء ذلك تقديراً لتبني دولة الإمارات رؤية مستقبلية ترتكز على توظيف أدوات الثورة الصناعية الرابعة والحلول التكنولوجية المتقدمة لمواجهة التغيرات المتسارعة والتحديات التي تنطوي عليها.
ويشكل هذا الحدث الذي تستضيفه دبي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه البطولة العالمية خارج الأمريكيتين، إضافة لمسيرة صناعة المستقبل، ويعكس موقع دولة الإمارات الريادي في دعم وتطوير قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لما فيه خير المجتمعات.
يشار إلى أن استضافة هذه البطولة العالمية تأتي بهدف التأكيد على مكانة دبي كمركز عالمي لتكنولوجيا المستقبل وإعداد جيل جديد من القادة الشباب وتمكينهم بالأدوات اللازمة، لخلق تغيير جذري وتحول إيجابي يخدم الإنسان، إلى جانب تمكين جيل واعد من الشباب من خلال احتضان المواهب وتوفير منصات ابتكارية وتعليمية لتجربة أفكارهم وابداعاتهم واختراعاتهم، والمساهمة في تسريع وتيرة تحويلها إلى حلول للتحديات التي تواجه العالم.