كشفت دراسة أن إمارة دبي ستدير قريباً قطاعات العقار والمال والسياحة والتأمين عبر تقنية «بلوك تشين»، أو ما يعرف بـ«سلسلة الكتل»، حيث ألقت حكومة الإمارة بكل خبراتها التقنية لتبني هذا التوجّه العالم في عالم الأعمال، وباتت الإمارة هي التي تقود الجهود الإقليمية والعالمية في تبني تلك التقنيات الجديدة، وسارعت كافة القطاعات إلى بذل جهود مضاعفة لأخذ نصيبها من التقنية الجديدة بهدف تسهيل أعمالها من جانب، وللارتقاء بخدمات العملاء والمواطنين من جانب آخر، باعتبار أن سعادة المواطنين والمقيمين هي الهدف الأكبر والأسمى لحكومة دبي.
وقال سمير إبراهيم عبدالهادي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «سامتيك ميدل إيست»، إن «بلوك تشين» أو ما يعرف بـ«سلسلة الكتل» عبارة عن قاعدة بيانات ضخمة على هيئة سلسلة من عمليات توثيق الكتل، أو البلوكات المستخرجة لدى كل الأطراف على مستوى العالم.
وأضاف عبدالهادي في دراسة أعدتها شركة «سامتيك ميدل إيست» أنه في القطاع المالي تتيح تقنية «بلوك تشين» خدمة التبادل الآمن للأصول ذات القيمة، كالأسهم والعملات العادية والمشفرة، وحتى حقوق الوصول إلى البيانات المختلفة، وبذلك نجد أنها متعددة الاستعمالات.
وأكد أن دبي باتت تعتمد بشكل كبير على تقنية «بلوك تشين» نظراً لقدرتها على حماية أمن البيانات وتحسين آلية اتخاذ القرارات ذات الصلة بالأعمال، كما تولي حكومة الإمارة اهتماماً كبيراً بهذه التقنية؛ نظراً لأن التحول إلى هذه التكنولوجيا الذكية سيتيح لها إمكانية إجراء معاملات خالية من الورق وسيدخر الكثير من الوقت وبالتالي تحسين الكفاءة.
الخدمات المالية
وأضاف أن حكومة الإمارات عملت جاهدة على إرساء مكانة الدولة كلاعب رئيسي في مجال التكنولوجيا المالية، ولذا فقد بدأت باختبار الاستخدامات المحتملة لتكنولوجيا «بلوك تشين» في القطاعين العام والخاص، كما تعد الإمارات أول دولة في المنطقة تبادر إلى اتخاذ خطوة إلى الأمام لتشجيع استخدام البلوك تشين، حيث أطلقت استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم والهادفة إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال كفاءة التعاملات الحكومية.
وأوضح أن مجالات استخدام تقنية «بلوك تشين» كثيرة منها توفير البنية التحتية للخدمات المالية للأفراد، والتداول المالي والقروض من جهات مختلفة، حيث إن اعتمادها سيسرع المعاملات ويخفض التكاليف ويتيح مقاصة وتسوية بشكل فوري ويدير التسجيل الكامل للمعاملات، ما يعزز دقة البيانات ويتيح الرقابة من الجهات المشرعة.
القطاع العقاري
ففي القطاع العقاري تقوم دائرة الأراضي والأملاك في دبي بتوظيف شبكة لأتمتة وتحسين العمليات والأنشطة العقارية بشكل كامل من البداية حتى النهاية باستخدام تقنية «بلوك تشين»، وتعتبر هذه السلسلة بمثابة قاعدة بيانات موزعة تحافظ على القائمة المتزايدة من السجلات التي يطلق عليها اسم الكتل، وتتم المحافظة عليها وحمايتها من العبث أو التغيير. وأضاف أن الدائرة قامت بتوظيف «بلوك تشين» في ثلاث مبادرات هي: التحقق من شهادة الملكية، وبيع العقارات، وإجراءات التأجير.
السياحة والسفر
وأشار إلى أن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي نجحت بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل عبر مبادرة دبي 10X في تطوير مشروع «سياحة 2.0» الابتكاري الجديد، بهدف إعادة صياغة المنظومة السياحية عبر استخدام تقنية البلوك تشين، وذلك بالتعاون مع القطاعين العام والخاص لتقديم عروض مميّزة للزوّار من جميع دول العالم وتحسين تجربة السياح.
التأمين
وأشار إلى أن قطاع التأمين بدوره كان من القطاعات المستفيدة من تقنية «بلوك تشين» بهدف تحسين كفاءة الأعمال والأمن الرقمي، واعدة بإحداث ثورة في القطاع من خلال تقليل العمليات الإدارية وتحسين الكفاءة، مع ضمان أعلى المعايير الأمنية. وأضاف أن استخدام تلك التقنية في قطاع التأمين سيوفر الكثير من الوقت والجهد والتكاليف للشركات، وفي نفس الوقت سيسهل من التعامل بين العملاء والشركات على اختلاف مهامها، كما أنه سيوفر بدائل كثيرة أمام العملاء للاختيار من بين الخدمات التأمينية الأفضل.