أطلقت هيئة دبي للثقافة والفنون، مشروع «بنك دبي للفنون» بهدف دعم الإبداع والمبدعين، وربط المعارض الفنية بالأعمال التجارية والفنانين، والمستثمرين، من خلال تداول ذكي، وخدمات متطوّرة تنسجم مع توجهات مدينة المستقبل.
وأكدت الهيئة أن المشروع يأتي في إطار تعزيز مكانة دبي وجهة ثقافية، وفنية رقمية رائدة في العالم، وبهدف دعم الإبداع والمبدعين، وربط المعارض الفنية بالأعمال التجارية، والفنانين، ومساعدة المستثمرين في اقتناء الأعمال الفنية من خلال تداول ذكي وخدمات متطوّرة تنسجم مع توجهات مدينة المستقبل، وذلك ضمن المرحلة الأولى لمبادرة «دبي 10X» التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل.
ويقدّم المشروع نموذجاً جديداً مبتكراً لإدارة المجموعات الفنية والتعامل في مجال الإبداع والفنون لتكون بمثابة أصول قابلة للتداول، حيث يتيح «بنك دبي للفنون» إجراء معاملات في المقتنيات الفنية شبيهة بالتعاملات المصرفية التقليدية مثل إيداع وسحب المقتنيات الفنية وحسابات لإدارة المجموعات الفنية، وبيع ونقل ملكية المقتنيات الفنية وإدارة الحسابات وخدمات الاستثمار في المقتنيات الفنية.
ومن خلال هذا المشروع، ستتمكن دبي من تحقيق خطوة استباقية تمكّنها من قيادة دول العالم في مجال الإبداع والابتكار الفني بفضل توافر البنية التحتية التي تمكّنها من تغيير صناعة الفنون عالمياً، وتحفيز المواهب واستقطاب أهم شركات الفن والابتكار حول العالم من خلال علاقة تعتمد على التكامل بين التطورات التكنولوجية والمستجدات في قطاع تمويل الفنون على مستوى العالم.
ومع مرور الوقت، سيوفر «بنك دبي للفنون» قاعدة بيانات ضخمة لقطاع الفنون إقليمياً وعالمياً، كما ستقوم المنصة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة الناس على انتقاء الأعمال وتكوين شراكات عدة خلال مرحلة التنفيذ مع بنوك شهيرة وشركات استثمارية ومقدمي الحلول الذكية.
وبالتالي، سيعمل «بنك دبي للفنون» على إحداث تغير إيجابي في القطاع من خلال تعزيز الابتكار والتركيز على الفن الرقمي، والتأسيس لنموذج نقدي واضح يمكّن الفنانين من تحقيق عوائد مستدامة اعتماداً على مواهبهم، وتوفير منصة للجمع بين العاملين والمهتمين في المجال لإيجاد شبكة من المواهب الإبداعية بإمكانها العمل من خلال بوابة رقمية تركّز على المواهب الناشئة والفنانين المحترفين.
ويسهم المشروع في تعزيز مكانة دبي العالمية في المؤشرات التنافسية، مثل مؤشر الثقافة الوطنية والتجربة الثقافية والمعارض الفنية الخاصة والعامة والمتاحف العامة، وعدد الأحداث الثقافية العالمية المنعقدة، وعدد المتاحف على مؤشر المدن العالمية.
أسواق الأعمال الفنية
يوجد العديد من المبادرات العالمية المماثلة لـ«بنك دبي للفنون»، وتهدف إلى خدمة أسواق الأعمال الفنية من خلال التكنولوجيات الحديثة، إلا أن معظمها ارتكز على توفير خدمة التسجيل والتوثيق، وليس إنشاء سوق إلكترونية متكاملة لتجارة وتخزين وتوثيق وتسجيل وتشجيع الأعمال الفنية، مثل منصة «فيريسارت» التي توفر إمكانية التحقق من الأعمال الفنية والتصديق عليها بالاعتماد على تكنولوجيا الـ«بلوك تشين» للجمع بين الشفافية وعدم الكشف عن الهوية والأمان لحماية السجلات الخاصة بالإنشاء والملكية.
وتتولى «فيريسارت» بناء بنية تحتية إثباتية للأعمال الفنية والمقتنيات التي يمكن التحقق منها من قبل أي شخص، ويتم تشفير السجلات ومنحها ختم الوقت بواسطة سجل لا مركزي موثوق.
وكذلك شركة «مايكيناس» التي يقع مقرها في سنغافورة، فهي تستخدم عملة مشفرة قائمة على أساس الـ«بلوك تشين» لبيع أسهم الأعمال الفنية، وفي يوليو من عام 2018، وقّعت الشركة اتفاقية شراكة مع معرض دادياني لعقد أول صفقة بيع لها بقيمة 5.6 ملايين دولار.