ففي ضاحية تكسوها الرمال بعيدا عن الغابة الخرسانية التي أصبحت ترسو عليها دبي وعن جيوب المساحات الخضراء المزروعة بوسائل صناعية يختفي تحت مبنى أشبه بصندوق عملاق أنشأته شركة “آي.إم.جي ورلدز أوف أدفنشر” على مساحة 140 ألف متر مربع متنزه مكيف الهواء يزخر بديناصورات تتحرك بوسائل إلكترونية وقطارات الملاهي الصاعدة والهابطة وأبطال الشخصيات الكرتونية في أفلام ومجلات “مارفل”.
فجأة وبلا سابق إنذار تظهر من ثنايا الأركان المظلمة شخصيات الموتى الأحياء المعروفة باسم “الزومبي” في بيت مسكون أو تنطلق عربة من عربات قطارات الملاهي المكشوفة السريعة الحركة على شكل ديناصور “الفيلوسيرابتور” حتى يكاد ركابها يشعرون بالاختناق في غابة يغلفها الضباب تحمل اسم “الوادي المفقود”.
وفي ظل الوضع الراهن لا تجد الأسر في دبي من الأماكن ما تروح فيه عن نفسها باستثناء زيارة المراكز التجارية حيث السلع غالية الثمن بينما تقترب درجات الحرارة في الخارج من 50 درجة مئوية، بل إن منحدرا مغلقا للتزلج على الجليد تعيش فيه طيور البطريق الحقيقية لم يكن كافيا لوقف موجة الهروب للخارج الأمر الذي جعل الطرق والأماكن العامة تبدو هادئة هدوءا مخيفا خلال شهور الحر.
هذا وقد أطلقت الإمارات والسعودية مبادرات هذا العام لتوفير أماكن الترويح عن النفس لأفراد الشعبين.
ففي إطار خطة لتنويع موارد الاقتصاد بحيث لا يظل معتمدا على النفط أعلنت السعودية في يونيو/حزيران الماضي أنها تجري مباحثات مع شركة “سيكس فلاجز انترتينمنت” لإقامة متنزهات ترفيهية كما أنشأت الإمارات “وزارة السعادة” في فبراير/شباط لبحث سبل قياس جودة الحياة وتحسينها.