شهد اليوم الثاني من أسبوع الابتكار في دبي، الذي انطلقت فعالياته الرئيسية، في منطقة «سيتي ووك»، إقبالاً كبيراً من الجمهور لرؤية ابتكارات تسعى إلى تحسين الحياة وإسعاد المجتمع.
وتستمر الفعاليات حتى 28 فبراير الجاري، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة بدبي، وتتضمن أكثر من 90 فعالية تحاكي في مجملها مختلف جوانب الابتكار وكيفية توظيفها بما يخدم الهدف الرئيس، وهو إحداث فارق إيجابي في حياة المجتمع.
واستعرضت النيابة العامة لدبي 4 ابتكارات ضمن منصتها وهي الكفالة الذكية وإذن التفتيش الذكي وقضية اليوم الواحد وغرفة الطفل التي تعمل بطريقة ذكية وتهدف إلى احتواء الأطفال وفتح حوار ودي معهم بعيداً عن الضغوطات النفسية المكتسبة من طرق الاستجواب التقليدية والرسمية، في بيئة تحافظ على خصوصية ونفسية الطفل برفقة 4 باحثات مختصات يراقبن سلوكيات الطفل ويعتنين بملاحظة انفعالاته وردود أفعاله وفق أفضل المعايير والممارسات والمقارنات المعيارية العالمية حفاظاً على حقوق الطفل.
روبوت
وأوضحت الباحثة صنعاء مبارك أن الغرفة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى نيابات الدولة وتضم روبوتاً يعمل على استقبال الأطفال بطريقة تجذبهم وتبعدهم عن أي خوف وتوتر، ومن ثم تتحدث معه الباحثة التي تستعمل سماعة أذن مخفية لتلقي الأسئلة من وكيل النيابة وطرحها على الطفل بطريقة ودية، كما تضم الغرفة ألعاباً تعليمية تهدف إلى اكتشاف نوعية وأسباب الاعتداء التي تعرض لها الطفل.
واستعانت منصة نيابة دبي بروبوت للإجابة عن استفسارات الجمهور والترحيب بهم بطريقة جذبت انتباه زوار منطقة «السيتي ووك»، وأثارت إعجابهم.
منصة الشرطة
ومن جانبها استعرضت منصة القيادة العامة لشرطة دبي غرفة العمليات المحمولة لإدارة الحدث في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها من قبل غرف العمليات المتنقلة، وهي تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بكاميرات تعمل بتقنية «الوايرليث»، وتقوم بالبث الحي لغرفة العمليات الرئيسية.
وتتضمن المنصة المحمولة المجهزة بأحدث التقنيات، النظام الجنائي والمروري ونظام تتبع الدوريات ونظام التراسل الداخلي، وتتميز بإمكانية ربط عدة كاميرات ذات التصوير الليلي والنهاري والحراري، بالإنترنت عبر خاصية «الوايرليث»، وتهدف المنصة إلى سرعة الاستجابة في حالات الأزمات والطوارئ.
وتستعرض منصة شرطة دبي عبر مجلس طلاب الجامعات والكليات، مشروعين يومياً لطلبة الجامعات المختلفة بالدولة، بحسب ما أوضح لنا حمد الشحي، عضو مجلس طلبة الجامعات والكليات بشرطة دبي، حيث استعرضت، أمس، مشروعين لطالبين من جامعة مانيبال، وجه اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، بتبنيهما، الأول للطالب ميرزا محمد وهو عبارة عن تطبيق ذكي يعمل بتقنية التخاطب ويهدف إلى اطلاع المستخدم على كل المعلومات حول المنشأة أو الجامعة، بمثابة مكتب معلومات ذكي يحل محل الموظف الذي يعمل في مكتب المعلومات للرد على استفسارات الجمهور.
أما المشروع الثاني فهو عبارة عن سماعة ذكية لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة السمعية من دون تدخل جراحي، حيث يعمل على تحويل الذبذبات الصوتية إلى كلام يفهمه من يعاني من صعوبات السمع ليتمكن من التواصل مع المجتمع من حوله.
المزرعة الذكية
واستعرضت المنصة كذلك ابتكار المزرعة الذكية، حيث أوضح عامر محمد ميران شرطي أول، أنها من ابتكار أحد النزلاء من الجنسية الآسيوية، وتقوم فكرتها على استخدام خزان للمياه يحتوي على المياه والأسماء وجهاز لضخ الأكسجين وفلتر لضمان حركة المياه الدائمة، وجهاز لمعادلة درجة الحرارة.
وتعتبر منتجات المزرعة المائية التي لا تعتمد على أي تربة زراعية، عضوية 100%، وتستخدم فضلات الأسماك كسماد لها، ولا تحتاج لضوء الشمس وإنما تسمد الضوء من مصابيح «إل إي دي».
صحة دبي
وفي جانب آخر استعرضت هيئة الصحة بدبي 4 ابتكارات وهي الطبيب الذكي والنظام الإدراكي وابتكارات منصة الطوارئ والإسعاف، بالإضافة إلى الروبوت «مساعد» والمخصص لإدارة الشؤون المالية ويعمل على تخليص إجراءات الفواتير ويقوم بحل المشكلات المتعلقة بها من خلال إرسال رسائل تنبيهية للمتعاملين بضرورة استكمال أوراق المعاملات الناقصة، ويهدف «مساعد» إلى تحقيق مبدأ إدارة بلا أوراق، ويعمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، ويقلص مدة إنهاء المعاملات إلى دقيقتين بدلاً من 15 دقيقة، ويكلف الهيئة 3 دراهم بدلاً من 65 درهماً تكلفة الموظف الواحد في اليوم، حيث يتميز بالسرعة والدقة في الإنجاز.
3 فائزين
وحصد 3 متسابقين من الجنسية المصرية المراكز الثلاثة الأولى في المسابقة التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي بعنوان «التقاط العلم»، من أصل 50 متسابقاً محترفاً في مجال التقنية، من جنسيات مختلفة.
وتهدف المسابقة إلى تعزيز مهارات وخبرات الأمن الإلكتروني للشباب والأجيال المستقبلية، من خلال تحفيز الفضول العلمي لدى المشاركين من طلبة المدارس والجامعات، حيث حصد المركز الأول يوسف عوض الطالب في السنة الثانية بالجامعة الأمريكية بالشارقة تخصص هندسة الكمبيوتر، فيما حصل محمد حمودة على المركز الثاني، وكان المركز الثالث من نصيب أحمد أبو العلا.
وأوضح المتسابقون في لقاء مع «البيان» أن المسابقة أكسبتهم الكثير من الخبرات وأتاحت لهم الفرصة لتطبيق المهارات التحليلية من خلال محاكاة سيناريو الأمن الإلكتروني في العالم الحقيقي، وذلك خلال فعاليات المسابقة اختتمت فعالياتها مساء أمس، في مجمع «هاب زيرو» في منطقة سيتي ووك دبي.
ومن ناحيته أوضح العميد جمال الجلاف، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، أن المسابقة تهدف إلى تسليط الضوء على مهارات وقدرات المشاركين في التصدي للهجمات والجرائم الإلكترونية، من خلال استخدام أحدث تكنولوجيا البرمجيات والأدوات، حيث تتيح هذه المسابقة الفرصة أمام المشاركين لخوض تجربة التحديات ضمن أجواء المنافسة.
وأكد أهمية المسابقة في جذب اهتمام الأجيال الصاعدة لمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع الفضول العلمي لدى المشاركين، وتعزيز الرغبة لديهم للتحول إلى التخصصات العلمية، وتحفيزهم على التعلم المستمر، ومواكبة التطورات المتسارعة في مجال تقنية المعلومات، مشيراً إلى أن القيادة استفادت من الفائزين في المسابقة في نسختها الأولى العام الماضي، حيث وجهتهم لابتكار طرق وأساليب وتطبيقات تفيد في الحد من الاختراقات والتصدي لها وحماية أمن المعلومات وستعمل أيضاً على تبني موهبة ومهارات الفائزين في المسابقة في نسختها الثانية.
أصغر مشارك
وكرمت اللجنة المنظمة أصغر مشارك في المسابقة من الجنسية المصرية، وهو زياد حسام، الطالب في الصف الثاني الإعدادي، الذي أصر على المشاركة رغم حداثة سنه وأعرب عن اهتمامه بهذا المجال، مشيراً إلى أن أخاه فاز بمسابقات مماثلة الأمر الذي شجعه على المشاركة.