أصدرت “سَفِلز” أحدث تقاريرها التي تتناول سوق المساكن الفاخرة بالتزامن مع صدور نتائج “مؤشر سَفِلز للمساكن الفاخرة في المدن العالمية”(النصف الأول من عام 2019)، حيث جاءت دبي بالمرتبة الثالثة على قائمة المدن الرئيسية الأقل تكلفة بالنسبة لشراء المساكن الفاخرة حسب المؤشر. وبينما يرى المحللون أن أسعار العقارات في دبي قد انخفضت على مدى السنوات الخمس الماضية، ويمكن للمستثمرين الراغبين بامتلاك العقارات كاستثمار لفترة أطول أن يستفيدوا من العائدات المجزية التي توفرها عقارات المدينة. وضعت الدراسة البحثية التي أجرتها “سَفِلز”، دبي في المركز الرابع على قائمة أفضل المراكز العالمية للعائد على الاستثمار (4.6%). وبهذا الصدد، قال سوابنيل بيلاي، شريك، شؤون الأبحاث الشرق الأوسط: يمكن للمستثمرين المحليين والأجانب الآن الاستفادة من فرصة جيدة تتمثل بالتوجه إلى دبي. أولاً، لأن الوقت يعتبر مناسباً بسبب قلة تكلفة شراء المساكن الفاخرة في الإمارة نظراً لانخفاض تكاليف التعاملات وانخفاض الأسعار عموماً عند مقارنتها بغيرها من المدن الكبرى حول العالم؛ حيث يدفع المستثمرون أموالاً أقل مقابل مواصفات من الدرجة الأولى. وثانياً، عوائد الإيجار المرتفعة تعني أن المستثمرين على المدى الطويل قد يتمكنون من توليد عوائد سنوية قوية عند تأجير العقارات في المدينة. من الواضح جداً أن قيمة رأس المال في دبي لم تشهد نمواً يوازي المعدلات التي سجلتها الوجهات العالمية الأخرى على مدار السنوات العشر الماضية، لكن هذا لا يعني أن السنوات العشر القادمة ستكون كذلك أيضاً. ففي دبي، لا يزال الطلب قوياً، إلا أن عدم توافق مستويات العرض مع مستويات الطلب أدى إلى ضغط الأسعار. ومع بقاء مستويات العرض/ الطلب ضمن حالة متوازنة بمرور الوقت، ستشهد الأسعار تعديلات تبعاً لهذا الأمر، وبالتالي قد يكون الاستثمار في نهاية الدورة بمثابة خطوة تنطوي على الكثير من الدهاء. واستمر التباطؤ العالمي في أسواق المساكن الفاخرة عالمياً خلال النصف الأول من عام 2019، حيث سجّلت المعدلات ارتفاعاً لم يتجاوز ال 0.4%، مع نمو سنوي بواقع 0.7% مقارنة مع نسبة 5.1% خلال العام المنتهي في يونيو 2018. وقالت صوفي تشيك، رئيسة وحدة الأبحاث العالمية لدى «سَفِلز»: يُعزى التباطؤ الذي تشهده أسواق المساكن الفاخرة حول العالم إلى مجموعة من العوامل، مثل السياسات الحكومية وتكلفة التمويل وزيادة العرض وحالة عدم الثقة السائدة في الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من هذا، لا نتوقع حدوث أي انخفاضات كبيرة في الأسعار، بل ستحافظ معدلات النمو على استقرارها أو قد تشهد زيادات بسيطة في القيمة على المدى المتوسط. وتُشير أحدث البيانات الصادرة عن “مؤشر سَفِلز للمساكن الفاخرة في المدن العالمية” إلى تسجيل كلّ من برلين وباريس معدلات نمو استثنائية في قطاع العقارات السكنية الفاخرة وصلت إلى 4% تقريباً خلال الأشهر الستة الأخيرة و8% خلال العام الماضي. وتتسم السوق في كلتا المدينتين بتدني مستويات العرض فيها مع ارتفاع الطلب من المشترين المحليين والعالميين. وشهدت العديد من المدن الصينية نقطة تحوّل خلال النصف الأول من 2019 تمثّلت بتسجيل ارتفاع في الأسعار إثر الانخفاضات التي عانتها في النصف الثاني لعام 2018. ويأتي هذا الانتعاش في أعقاب تخفيف القيود المفروضة على الإسكان في ظلّ التباطؤ الذي يشهده اقتصاد البلاد. كما حققت هونج كونج، التي تواصل تسجيلها لأعلى معدلات أسعار العقارات السكنية بالعالم بواقع 4,730 دولار أمريكي للقدم المربعة / 45,400 يورو للمتر المربع، نمواً بنسبة 1.3%. وسارت موسكو في هذا الاتجاه أيضاً، إذ شهدت زيادة في أسعار العقارات بنسبة 1.2% بعد سنوات من الانخفاضات المستمرة في ظل عودة رؤوس الأموال الروسية إلى العاصمة نظراً للقيود المفروضة عليهم خارجها. كما حققت مدن آسيوية مثل كوالالمبور وبانكوك، حيث تقف الأسعار عند حاجز ال 260 دولاراً أمريكياًَ و880 دولاراً أمريكياً للقدم المربعة على التوالي، ارتفاعاً في أسعار العقارات الفاخرة بما يُقارب 2.5% خلال النصف الأول من العام. وفي الاتجاه الآخر، رزحت العديد من المدن في الولايات المتحدة تحت وطأة انخفاضات الأسعار خلال النصف الأول من عام 2019 بسبب التغييرات الضريبية الأخيرة التي أثّرت في الطلب، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات العرض المتوفر في السوق في كلّ من نيويورك وميامي. وعلى الرغم من الارتفاع الملموس في قيمة العقارات في سيدني وكيب تاون خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، تشهد المدينتان حالياً انخفاضاً في الأسعار؛ إذ ساهمت أسعار التكلفة المناسبة مع غيرها من العوامل في تباطؤ السوق. هذا وانخفضت أسعار المساكن الفاخرة في دبي بواقع 20% خلال الأعوام الخمسة الماضية كنتيجة للعدد الكبير للمساكن الحديثة وحالة انعدام اليقين السائدة في الاقتصاد العالمي.