لدى الدخول إلى «حديقة دبي المتوهجة» (dubai garden glow)، يتخيل للزائر أنها لوحة من الألوان والأشكال والأضواء فقط، لكن المفاجأة تكون بمعرفة أن الهدف الرئيس منها، خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على العالم من خلال إعادة التدوير، عبر رسالة اجتماعية، جعلتها أكبر حديقة متوهجة في العالم، وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
هذه الرسالة لها جانب فني ثقافي يتمثل في فاعليات «فنون في النهار وتألق في الليل»، من خلال فرق موسيقية محلية وعالمية تقدم فاعلياتها وسط جو من الترفيه والتسلية، مع نشاطات أخرى تعرّف الزائر إلى كيفية الاستفادة من الأدوات والأشياء.
الكثير من الأشكال في الحديقة التي افتتحت أخيراً، مصنوعة من مواد قابلة للرمي في حاويات القمامة، لكن بإعادة تدويرها سيكون لها الأثر الأكبر في الحفاظ على البيئة بطريقة ثقافية وفنية وجمالية بديعة.
ويتجلى التناغم بين الألوان أكثر في الليل، حيث الجو لطيف في الإمارات في هذا الوقت من العام، والاستفادة منه في أغراض مجتمعية.
وأنت تسير في شوارع الحديقة المتوجهة، لن تنسى أنك ستكون على موعد مع معالم الإمارات الشهيرة، كبرج خليفة وجامع الشيخ زايد والأبراج المتميزة في الدولة، وغيرها. وتبدو فكرة التدوير واضحة أكثر في النسخة المصغرة من جامع الشيخ زايد الكبير، والمصنوعة من 90 ألف كأس وصحن وملعقة من الخزف بطول 14 متراً، أما نسخة برج خليفة وطولها 16 متراً فمصنوعة من 330 ألف زجاجة دواء صغيرة معبأة بمياه ملونة.
ومع الكثير من الأشكال الأخرى كالزهور (أزهار الزنبق في هولندا) والحيوانات (الجِمال) والدراجات النارية والأشجار والشخصيات الكرتونية ومرافق مثيرة للأطفال والهياكل، وكلها كأنها في جزيرة يغمرها الماء، تتحقق فكرة الحديقة البيئية أكثر.
وفي حديقة زعبيل التابعة لبلدية دبي، ترى الأضواء المستوحاة من عجائب الدنيا، كالذهاب في رحلة إلى محمية ماساي مارا الأفريقية، وتتبع هجرة الحيوانات البرية، فضلاً عن تقديم مأكولات من مختلف أنحاء العالم، وكذلك الشجرة الناطقة ومخيم الديناصورات ومدينة الحلوى والكثير من التحف.
يتوقع القائمون على المشروع أن يجتذب أكثر من 5 آلاف زائر يومياً، وهو كلف نحو 800 ألف دولار، بمساحة 160 ألف متر مربع.
ويقول المهندس حسين ناصر لوتاه، المدير العام لبلدية دبي، أن «دبي غاردن غلو أتت التزاماً برؤية المدينة نحو توفير المزيد من مرافق الترفيه والتسلية للمقيمين والسياح».
ويضيف أن «الحديقة تهدف إلى تشجيع الزوار على استخدام المنتجات المعاد تدويرها، للحد من انبعاثات الكربون، وهي رؤية فريدة تعليمية وترفيهية أصبحت حقيقة ملموسة، باستخدام أحدث التقنيات وخبرات عدد من أفضل الفنانين الموهوبين من حول العالم، حيث ستلهم هذه الحديقة الجديدة زوارها، بما تحمله من رسالة مهمة، وهي التزام دبي إعادة التدوير وخفض الانبعاثات الكربونية».