احتلت دبي وأبوظبي المرتبتين الثانية والثالثة على قائمة مدن الشرق الأوسط الأعلى تكلفة للمعيشة بالنسبة إلى المقيمين، وفق دراسة أجرتها «ميرسر» حول تكاليف المعيشة 2017. ويشهد التصنيف العالمي صعود دبي مرتبة واحدة من العام الماضي لتصبح في المرتبة العشرين لأغلى المدن في العالم، في حين حلت أبوظبي في المركز الثالث والعشرين، بعد أن صعدت نقطتين عن العام الماضي. ويأتي ارتفاع التصنيف العالمي منسجمًا مع الاتجاه الأوسع لارتفاع التكلفة في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي.
قال نونو غوميز، مدير حلول المعلومات في «ميرسر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا»: «تواصل دبي وأبوظبي ارتفاعهما في التصنيف العالمي، بما يتماشى مع ارتفاع مؤشرات تكاليف المعيشة في الإمارات. ومع ذلك، فإن تذبذب العملة هذا العام كان العامل الأقل تأثيرًا في التغيرات العالمية في التصنيف العالمي، وبالتالي فإن الارتفاع الطفيف على القائمة يمثل زيادة حقيقية في تكلفة المعيشة في الإمارات عند مقارنتها مع المدن الأخرى على مستوى العالم».
وفضلاً عن دبي وأبوظبي، ظهرت ست مدن أخرى في الشرق الأوسط على قائمة أعلى مئة مدينة تكلفة في العالم، ومنها الرياض (52)، وبيروت (53)، والمنامة (55)، وعمان (59)، ومسقط (92). وتمكنت المنامة من الصعود أكبر عدد من المواقع بين مدن الشرق الأوسط، حيث صعدت 16 مركزًا من ترتيبها العام الماضي، كما ارتفعت الرياض خمسة مراكز ومسقط مركزين. وفي الوقت نفسه، سجلت بيروت هبوطًا بواقع مركزين، وعمان تسعة مراكز والدوحة خمسة.
وهناك مدن شرق أوسطية أخرى خرجت من قائمة أغلى مئة في العالم، وهي جدة (117)، مع أنها ارتفعت أربعة مراكز، ومدينة الكويت (111)، وإسطنبول (142)، والقاهرة (183)، حيث انخفضت هذه المدن بواقع ثمانية وواحد وأربعين واثنين وتسعين مركزًا على التوالي. ويأتي الهبوط في تصنيف القاهرة بعد الانخفاض الكبير في قيمة العملة المحلية، وتمثل المدينة الآن أقل المدن تكلفة في هذا الجزء من العالم. أما المدن الأخرى الأقل تكلفة في المنطقة، فهي إسطنبول وجدة ومدينة الكويت.
وعلى الصعيد العالمي، لا تزال المدن الأوروبية والآسيوية تسيطر على قمة القائمة. وتعد مدينة لواندا في أنجولا، أغلى المدن في هذا العام بعد أن عادت إلى المركز الأول الذي كانت تحتله أيضًا في العامين 2014 و 2015. أما المدن الخمس الأغلى التي حافظت على مواقعها من دون تغيير، فهي هونج كونج وطوكيو وزيورخ وسنغافورة، لتكتمل بذلك قائمة المدن الأغلى في العالم. وأضاف بونيك: «على الرغم من إدارة كل من التنقلات والمواهب والمكافآت يتم بشكل مستقل لكل واحد منها، إلا أن الشركات تستخدم الآن نهجًا أكثر شمولية لتعزيز استراتيجيات التنقل الخاصة بها. ومن المهم أن يكون التعويض منافسًا، وتحديده بشكل مناسب على أساس تكلفة المعيشة والعملة والموقع».
وتعتبر مدن الولايات المتحدة أغلى المواقع في الأمريكتين، تأتي مدينة نيويورك في الصدارة (9) وسان فرانسيسكو (22) ولوس أنجلوس (24)، وقد ارتفعت هذه المدن مركزين وأربعة وثلاثة مراكز على التوالي. ومن بين المدن الأمريكية الكبرى الأخرى، هناك شيكاغو (32) بعد صعودها مركزين، وبوسطن (51) التي هبطت أربعة مراكز، بينما ارتفعت سياتل سبعة مراكز.
وفي أمريكا الجنوبية، ارتفعت المدن البرازيلية، وهي ساو باولو (27) وريو دي جانيرو (56) بواقع 101 و 100 مركز على التوالي بسبب تعزيز الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي. وجاءت بوينس آيرس في المرتبة (40)، تليها سانتياجو (67)، ومونتيفيديو في الأوروجواي (65)، واللتان قفزتا بواقع واحد وأربعين وأربعة وخمسين مركزًا على التوالي. وهناك مدن أخرى في أمريكا الجنوبية ارتفعت في التصنيف العالمي، وهي ليما (104) وهافانا (151).وظلت ثلاث مدن أوروبية فقط في قائمة أعلى 10 مدن تكلفة للمغتربين. ولا تزال زيورخ (4) المدينة الأوروبية الأكثر تكلفة في القائمة، تليها جنيف (7) وبرن (10). وارتفعت موسكو (14) وسان بطرسبيرج (36) ثلاثة وخمسين ومئة وستة عشر مركزًا على التوالي.