مجلة مال واعمال

دبي: الإيجارات مستقرة في المناطق الرئيسة

-

34a26a49feff4cdd9ae7fa66a504d36a (1)

ساهمت رؤية دبي في تنويع اقتصادها وترسيخ مكانتها كمركز عالمي مزدهر للأعمال، في تسريع وتيرة النشاط التجاري في عدد من الصناعات المبتكرة، ما أدى إلى موجة جديدة من الطلب على المساحات الصناعية، وفق أحدث تقارير شركة «كلاتونز» العاملة في مجال الاستشارات العقارية.
وأظهرت نشرة توقعات «كلاتونز» نصف السنوية الخاصة بسوق العقارات الصناعية لصيف 2017، موجة جديدة من الطلب خلال الأشهر الستة الأولى من السنة من قبل شركات عدة مثل «نون دوت كوم» التي تعمل على افتتاح مستودع حديث على مساحة 195 ألف قدم مربعة في «دبي الجنوب»، في حين تدرس شركة «أمازون» خيارات مستودعات مصممة وفق الطلب بعد شرائها «سوق دوت كوم».
وأعلنت «سيمنز» خططها لإنشاء مركزها العالمي للخدمات اللوجستية والتوزيع في موقع «إكسبو 2020»، ما يؤكد الأهمية الجغرافية الإستراتيجية التي ستكتسبها هذه المنطقة من الآن فصاعداً بالنسبة إلى شركات الخدمات اللوجستية والتوزيع العالمية.

شركات جديدة ومبتكرة
وقال رئيس قسم البحوث لدى «كلاتونز فيصل دوراني: «تواصل دبي المضي قدماً في خططها التنموية الطموحة، ما مهّد الطريق إلى ظهور شركات جديدة ومبتكرة، إضافة إلى توسع الشركات العالمية الكبرى في السوق المحلية. فعلى سبيل المثال، تعتبر شركات التجزئة الإلكترونية جديدة نسبياً في المنطقة وستتطلب مراكز توزيع ومرافق لوجستية أخرى.
وأضاف: «نتوقع أن نشهد تزايداً في الطلب من هذا القــطاع مع تسارع وتيرة نموه، خصوصاً في المنطقة المحيطة بمطار آل مكتوم الدولي وموقع إكسبو 2020، حيث يتركز السواد الأعظم من الطلب على المساحات الصناعية حالياً».
وأضاف: «يشكل ذلك منعطفاً حاسماً بالنسبة الى المدينة مع تحول مرافقها اللوجستية ذات المستوى العالمي من مراكز إقليمية إلى مراكز عالمية. ويمثل إعلان شركة سيمنز في نيسان (أبريل) الماضي إنشاء مركزها العالمي للخدمات اللوجستية والتوزيع في موقع إكسبو 2020، دفعاً كبيراً من الثقة لدبي ويسلط الضوء على جهود الحكومة الرامية إلى تعزيز مكانة الإمارة على الساحة العالمية».
وتوقع أن «تنضم سيمنز إلى شركات دولية رائدة أخرى، للمشاركة في أكبر وأحدث مركز للتوزيع اللوجستي في العالم في محيط المنطقة الحرة في جبل علي جافزا ومطار آل مكتوم الدولي، والذي يتوقع أن تزداد أهميته ويكبر دوره عند إنشاء محطات شبكة الاتحاد للقطارات».
وعلى رغم ظهور متطلبات جديدة في المساحات الصناعية، تراجع الطلب في مناطق السوق كافة خلال العام الحالي، وتفاقمت هذه الظاهرة نظراً إلى حلول فصل الصيف وتباطؤ الأعمال التجارية، إذ سجلت السوق مستويات منخفضة جداً مقارنة بمطلع العام. وساهم استمرار حال عدم الاستقرار في التوقعات الاقتصادية العالمية، والتي تسببت في تراجع مستويات الطلب في المدينة، إضافة إلى تزايد حجم المســاحات المزمع بناؤها وزيادة المنافسة بين أصحاب العقارات، في مزيد من الركود في سوق العقارات الصناعية. وأضاف تقرير «كلاتونز»: «على رغم تراجع الطلب، فإن إجمالي الإيجارات في الأسواق الرئيسة في المناطق التي تمت مراقبتها، بقيت ثابتة إلى حد كبير.
أما في الأسوق الثانوية، فانخفضت أسعار التأجير في مجمع دبي للاستثمار ومجمع دبي الصناعي ودبي الجنوب بنسبة تراوح بين 4 و12 في المئة خلال الأشهر الـ12 الماضية».

توقع خفض الايجارات
وقال رئيس مكتب «كلاتونز» في دبي موراي سترانغ: «نتوقع أن يؤدي تزايد أعداد المساحات الصناعية التي لا تزال قيد الإنشاء إلى وضع الإيجارات تحت مزيد من الضغط خلال النصف الثاني من العام الحالي، مع تزايد الترجيحات بأن تشهد المساحات في الأسواق الثانوية تصحيحات أكثر وضوحاً نظراً إلى توقع استمرار ضعف مستويات النشاط».
وأضاف: «ويُتوقع أن يلجأ أصحاب العقارات إلى خفض الإيجارات لتنشيط عمليات الانتقال إلى مستودعات جديدة، كما نتوقع أن يستفيد المستأجرون من هذه الخطوة. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، نتوقع أن تتراجع الإيجارات في المتوسط بنسبة تصل إلى 5 في المئة حتى نهاية العام الحالي، قبل أن يعود احتمال زيادة معدل الاستقرار مع بدء النمو الاقتصادي الناتج من استضافة معرض إكسبو 2020 مطلع عام 2018».