تتجه إمارة دبي، التي تتربع على عرش أكثر الوجهات السياحية العربية نشاطاً إلى الاستفادة من الانتخابات المبكرة التي يتوقع إجراؤها في بريطانيا في الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، وذلك بفضل ارتفاع سعر صرف الجنيه الإسترليني الذي سيعزز قدرة البريطانيين مجدداً على السياحة والاصطياف في دبي.
وتمثل إمارة دبي واحدة من أهم الوجهات السياحية للبريطانيين، كما أن السائحين القادمين من بريطانيا يشكلون نسبة كبيرة من السياح الذين يتدفقون إلى الإمارة سنوياً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 1.2 مليون بريطاني يزورون دبي سنوياً، فيما يسود الاعتقاد بأن أعداد السياح البريطانيين الذين يزورون الإمارة تراجعت منذ انهيار سعر صرف الجنيه الإسترليني وتسجيله أدنى مستوى أمام الدولار الأميركي في ثلاثين سنة، وذلك بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وانتعش الجنيه الإسترليني مسجلاً صعوداً كبيراً فور إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الدعوة إلى انتخابات عامة في الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، وهو ما أعطى دفعة قوية للجنيه مرتفعاً بنسبة 1.5% خلال دقائق معدودة من إعلان رئيسة الحكومة البريطانية، بعد أن شاعت حالة من التفاؤل في السوق بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يتعطل، أو على الأقل فإنه سيتم في ظل حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي ودون المرور بفوضى.
وأكد المحلل المالي ورئيس إدارة المحافظ في مؤسسة “شرودرز” رامي صيداني في تصريح خاص لـ”العربية.نت” أن السياحة البريطانية الى دبي ستعاود الانتعاش إذا استمر الارتفاع في سعر صرف الجنيه الإسترليني لأنه سيعيد للبريطانيين القدرة على السفر إلى الخارج، وسيعيد أسعار الإجازات والعطلات إلى دبي منخفضة كما كانت في السابق.
ويشير صيداني إلى أن “الأسعار ارتفعت بالنسبة للبريطانيين بعد أن انخفض الإسترليني، وهذا أثر خلال الفترة الماضية على قدرة الكثيرين على السفر والاصطياف في الخارج، وهو ما يعني أن ارتفاع الاسترليني سينعكس ايجاباً على القطاع السياحي في دبي خلال الفترة المقبلة”.
وكان الجنيه الإسترليني قد سجل أدنى مستوياته منذ أكثر من 30 عاماً في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي عندما وصل إلى مستوى 1.18 دولار، وذلك مقارنة مع مستوياته السابقة قبل التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي عند نحو 1.5 دولار، أما بعد إعلان الحكومة البريطانية نيتها إجراء انتخابات مبكرة فسجل الجنيه أعلى مستوى له منذ خمسة شهور عندما وصل إلى 1.273 دولار، وذلك بعد دقائق قليلة من الإعلان المفاجئ لرئيسة الحكومة في لندن.