مجلة مال واعمال

«دافوس» يختتم أعماله بالتأكيد على إنسانية العالم أمام تغول التكنولوجيا

-

e044e1d5-df23-40e3-bd19-4b689e3a01f8__Article_Thumb

اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أعمال دورته الـ46 بالتأكيد على أن التحدي الأبرز الذي يواجه المجتمع الدولي الآن ومستقبلا، هو الحفاظ على انسانية العالم في مواجهة تداعيات الثورة الصناعية الرابعة.

واتفق المشاركون في الجلسة الختامية للمنتدى، على أن زيادة دخول العالم في خضم الثورة الصناعية الرابعة، وتغول التقنيات التفاعلية الذكية والأتمتة الكاملة وشبه الكاملة أضحى تحديا رئيسيا للمجتمعات.

كما شدد المشاركون على ضرورة الحفاظ على الشعرة الفاصلة بين التمتع بالإمكانيات التقنية التي يوفرها البحث العلمي، وأن يبقى الانسان متمتعا بجوهره الانساني، وألا تطال عملية الرقمنة الجوهر الانساني فتمحو تدريجيا المشاعر والاحاسيس.

وأكدت المناقشات ضرورة أن يتزامن انتشار تلك التقنيات مع فهمها ليس من الناحية التقنية فحسب، بل أيضا من ناحية انعكاساتها الاجتماعية وتأثيرها على الانسان ومحيطه البشري، بحيث يتم في النهاية تكييف التقنيات لتواكب انسانية الانسان وليس العكس بأن تقوم التقنيات بتغيير طبائع البشر وتسحب منهم تدريجيا العنصر البشري الانساني.

وأوضحت المناقشات أن ذلك يمكن أن يتم عن طريق صقل المهارات البشرية بمساعدة تلك التقنيات، لا ان تقوم التقنيات بالمهام البشرية، إذ يستحيل أن تمتلك التقنيات الذكية صفات بشرية مثل التعاطف والاحترام والحزن أو الفرح وهي الصفات التي يجب الحفاظ عليها كعنصر اجتماعي هام.

ولفت المشاركون إلى أن التقدم الكبير في علم الوراثة يمثل تحديا هائلا مع سبر أغوار هذا المجال الذي قد تكون له تطبيقات سلبية تتنافى مع معايير حقوق الانسان واخلاقيات البحث العلمي والطب، مثلما يساهم في العلاج من بعض الامراض المستعصية في الانسان والنبات والحيوان.

وخلصت الجلسة الختامية إلى ضرورة خلق وعي ذاتي في حياة الانسان بشكل شخصي وجماعي بين شرائح المجتمع، والعمل في اطار شامل يضمن تحسين الأوضاع في العالم مهما كانت المتغيرات التقنية التي لا بد منها.

وانطلقت أعمال الدورة الـ 46 للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية بحضور أكثر من 2500 شخصية من صناع القرار والسياسيين وقادة قطاع الاعمال والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والاوساط الاكاديمية ووسائل الاعلام والمثقفين.

ورفعت الدورة الحالية شعار «الثورة الصناعية الرابعة» في محاولة لبحث آثارها وتداعياتها على الانسان والمجتمع والاقتصاد في نحو 300 ندوة في مختلف التخصصات.